مكافحة تبييض الأموال تشمل وقف التهريب من لبنان إلى سوريا

TT

مكافحة تبييض الأموال تشمل وقف التهريب من لبنان إلى سوريا

كشف مصدر نيابي بارز عن أن قانون مكافحة تبييض الأموال ينصّ على منع كل أشكال التهريب؛ بما فيها المواد الأولية المدعومة من الدولة، وأن المهربين يجب أن يحاكموا لارتكابهم جرماً جنائياً، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التعامل مع هؤلاء على أنهم ارتكبوا جنحة يتعارض كلياً مع النصوص الواردة في القانون؛ وتحديداً الفقرة الأخيرة فيه، وهذا يعني إحالتهم إلى المحاكمة بعد مصادرة المواد المهرّبة ووسائل النقل التي يستخدمونها لنقل البضائع من لبنان إلى سوريا عبر المعابر الحدودية بين البلدين؛ أكانت شرعية أم غير شرعية».
وأكد المصدر النيابي أن اجتماعاً نيابياً عُقد أخيراً في حضور نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر ووزيرة العدل ماري كلود نجم، وعدد من النواب؛ من بينهم وزير الدفاع السابق النائب إلياس بو صعب الذي كان اتهم قيادة الجيش والقوى الأمنية بعدم تنفيذ القرارات الخاصة بوقف التهريب، إضافة إلى اتهامه عدداً من كبار الضباط.
ولفت المصدر إلى أن النواب الذين شاركوا في هذا الاجتماع تولّوا الرد على اتهامات بو صعب ودحضوا أقواله في ضوء المداخلات التي أدلى بها الضباط من دون أن تتدخّل الوزيرة عكر، فيما ركّزت الوزيرة نجم على أن مفاعيل قانون مكافحة تبييض الأموال تنطبق حكماً على التهريب وأنه لا مجال للالتفاف على القانون.
ورأى المصدر النيابي أن إحالة المهرّبين إلى المحاكم لمحاكمتهم على أساس أن ما ارتكبوه ما هو إلا جنحة تنتهي إلى الإفراج عنهم بعد أقل من 48 ساعة بسند كفالة مالية بعد مصادرة المواد المهرّبة من دون الوسائل التي يستخدمونها لتهريب البضائع، وقال إن مجرد تطبيق القانون سيحد تلقائياً من حجم التهريب، نافياً أن تكون لمكافحة التهريب علاقة بـ«قانون قيصر» الذي لم يدخل حتى الساعة حيز التنفيذ، بمقدار ما يسهم في استنزاف خزينة الدولة التي توفّر الدعم للمواد الأولية.
وعدّ أن «التهم» التي وجّهها بو صعب لقيادة الجيش والأجهزة الأمنية «تنمّ عن تحامل لا مبرر له، ويمكن أن تصب في خانة الصراع الأرثوذكسي»، وكشف عن أن المعلومات التي توافرت لديه تشير إلى أن «القسم الأكبر من الحمولات المهرّبة تمر عبر المعابر الشرعية قياساً إلى حجم التهريب عبر المعابر غير الشرعية، ناهيك بأن الأموال التي يجنيها المهربون لا تخضع للرقابة ويصعب تحديد كيفية صرفها».
ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»؛ أوضح المصدر النيابي - بحسب ما أدلى به ضباط الجيش في الاجتماع - أن طول الحدود اللبنانية مع سوريا يبلغ 375 كيلومتراً، وأن وحدات من الجيش توجد في هذه المنطقة؛ باستثناء 33 كيلومتراً تشكل المنطقة الممتدة من جرود بلدة القاع البقاعية إلى جرود وادي خالد في عكار مروراً بجرود الهرمل البقاعية التي تطل على منطقة القصير السورية.
ولفت إلى أن «هذه المنطقة التي لا توجد فيها وحدات من الجيش تعدّ واحدة من المناطق المتداخلة بين البلدين، وهي في حاجة إلى ترسيم الحدود، وهذه مسألة سياسية لا تقع على عاتق الحكومة».
وقال إن الجيش يوجد في أكثر من 200 موقع وفي 39 نقطة مراقبة رغم النقص في عديده وعتاده اللوجيستي، وشدد المصدر النيابي على أن «هناك ضرورة لاستحداث معبر شرعي يقع في منتصف الطريق بين القاع والهرمل»، ورأى أنه «لا مبرر لإقحام الجيش في السجالات الداخلية، ما دام ينفّذ المهام الموكلة إليه، وبالتالي؛ فإن التشدُّد في وقف التهريب يقع على عاتق السلطة الإجرائية والأجهزة المكلفة ضبط المعابر الشرعية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.