حمل شقيق لجورج فلويد حزنه إلى العاصمة الأميركية، اليوم (الأربعاء)، بمناشدة مشحونة بالمشاعر للكونغرس بعدم ترك شقيقه يموت عبثاً، قائلاً إنه «لم يكن يستحق أن يموت بسبب 20 دولاراً».
وعقدت اللجنة القضائية بمجلس النواب أول جلسة استماع في الكونغرس لدراسة القضايا الكامنة وراء الاضطرابات المدنية، مثل الظلم العنصري ووحشية الشرطة، والتي اندلعت بعد وفاة جورج فلويد في 25 مايو (أيار) بعدما جثم شرطي في مدينة منيابوليس على رقبته لمدة 9 دقائق تقريباً.
ويمضي مجلس النواب، الذي يقوده الديمقراطيون، قدماً بتشريع إصلاح شامل، بينما يضع الجمهوريون في مجلس الشيوخ خطة منافسة.
وكان فلويد، الذي ينحدر من مدينة هيوستون، وكان يعمل حارس أمن في نوادٍ ليلية، أعزل عندما تم احتجازه خارج إحدى الأسواق حيث أبلغ موظف أن رجلاً مطابقاً لوصفه حاول دفع ثمن السجائر بنقود مزيفة.
وقال فيلونيس فلويد (42 عاماً) من مدينة ميزوري سيتي بولاية تكساس، والتي تقع قرب هيوستون، للمشرعين: «جورج لم يكن يؤذي أي شخص في ذلك اليوم. لم يكن يستحق أن يموت بسبب 20 دولاراً. أنا أسألكم... هل هذه قيمة الرجل الأسود، 20 دولاراً؟ هذا هو عام 2020. طفح الكيل... عليكم أن تتأكدوا من أنه لم يمت هباء».
ودفن فيلونيس شقيقه أمس (الثلاثاء) وغالبته مشاعره على طاولة الشهود، بينما كان يصف كيف أنهم لم يتمكنوا من توديعه.
وقال في شهادته: «أنا هنا لأطلب منكم أن توقفوا ذلك. أن توقفوا الألم... جورج طلب المساعدة، ولم يلقَ آذاناً صاغية. أرجوكم استمعوا إلى ندائي لكم الآن، إلى نداءات عائلتنا والنداءات التي تهزّ الشوارع في جميع أنحاء العالم».
ولم يتضح ما إذا كان الديمقراطيون والجمهوريون سيتمكنون من التغلب على الخلافات الحزبية لتمرير تشريع يمكن أن يرغب الرئيس دونالد ترمب في التوقيع عليه.
واتُهم الضابط ديريك تشوفين، الذي فُصل من عمله بعد الحادث، بالقتل من الدرجة الثانية والثالثة والقتل الخطأ. وعمل كل من جورج فلويد وتشوفين حارسي أمن في نفس الملهى الليلي.
وقال فيلونيس فلويد إن تشوفين يعرف أخاه، وقتله «لأنه لم يكن يعجبه»، مضيفاً أن ما حدث «لا بد أن تكون له صلة ما بالعنصرية».
وأضاف: «لكي يفعل شيئاً كهذا، يجب أن يكون مع سبق الإصرار والرغبة في أن يفعل ذلك».
وشهدت جلسة الاستماع المشحونة عاطفياً تعبير المشرعين والشهود عن حزنهم لوفاة فلويد، وهي الأحدث في سلسلة طويلة من وقائع قتل رجال ونساء أميركيين من أصل أفريقي على أيدي الشرطة، التي أثارت الغضب في شوارع أميركا ودعوات جديدة للإصلاحات.
انقسام سياسي
كما سلطت الجلسة الضوء على الانقسامات في الكونغرس والبلاد بين أولئك الذين يريدون تغييرات شاملة في ممارسات الشرطة، وأولئك الذين يدافعون عن عمل تطبيق القانون، كما تحدث أحد المشرعين الجمهوريين، عن «عدد قليل من ثمار التفاح الفاسدة».
وقال النائب جيم جوردون، كبير الجمهوريين في اللجنة، إن الأميركيين «يتفهمون أن الوقت قد حان لإجراء مناقشة حقيقية ونقاش حقيقي والتوصل لحلول حقيقية حول معاملة الشرطة للأميركيين من أصل أفريقي». كما أشاد بردّ فعل ترمب على وفاة فلويد والاحتجاجات اللاحقة. ودعا ترمب إلى ردّ عسكري على الاحتجاجات وروّج «للقانون والنظام».
وتستعد اللجنة لطرح التشريع الديمقراطي على مجلس النواب بحلول الرابع من يوليو (تموز).