يدعو عدد من القادة الأوروبيين للاستعداد للوباء المقبل، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اللذان طلبا من الاتحاد الأوروبي استخلاص الدروس التي كشفها انتشار «كوفيد - 19» بينما يتواصل رفع إجراءات العزل في العديد من مدن القارة العجوز، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبينما يجري تخفيف العزل تدريجياً في العالم، دعا عدد من القادة الأوروبيين أمس (الثلاثاء)، الاتحاد الأوروبي إلى دراسة وسائل تأمين استعداد أفضل لمواجهة الوباء المقبل، معتبرين أن التكتل لم يكن بمستوى التصدي لوباء «كوفيد - 19». وقالوا في رسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، مرفقة بوثيقة توجيهية، إن التصدي بشكل فوضوي لانتشار فيروس «كورونا» المستجد «أثار تساؤلات» بشأن درجة الاستعداد وأظهر الحاجة إلى مقاربة على مستوى أوروبا، بينما يجري الحديث عن موجة ثانية لوباء «كوفيد - 19».
ووقع الرسالة إلى جانب ماكرون وميركل، رؤساء حكومات بولندا ماتوش مورافيتسكي، وإسبانيا بيدرو سانشيز، وبلجيكا صوفي فيلمس، والدنمارك ميتي فريديريكسن.
وجاءت هذه الرسالة غداة تحذير أطلقه رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الذي قال إن «الوضع في أوروبا يتحسن لكنه يسوء في العالم».
وحسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسميّة الساعة 19:00 ت غ، أمس، أودى فيروس «كورونا المستجدّ» بحياة 407 آلاف و914 شخصاً على الأقل في العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر (كانون الأول).
وسُجّل رسميّاً أكثر من سبعة ملايين و169 ألفاً و550 إصابة في 196 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء. لكنّ هذه الأرقام لا تعكس إلّا جزءاً من العدد الحقيقي للإصابات، إذ إنّ دولاً عدّة لا تُجري فحوصاً لكشف الإصابة إلا لمن يستدعي وضعه دخول المستشفى.
وحسب تعداد الوكالة، أحصيت 184 ألفاً و807 وفيات من أصل مليونين و308 آلاف و977 إصابة في أوروبا.
وأعلن وزير شؤون الشركات البريطاني ألوك شارما، أمس، أنه بات بإمكان كل متاجر التجزئة إعادة فتح أبوابها اعتباراً من الاثنين المقبل في إنجلترا بفضل التقدم المحرز في إطار مكافحة فيروس «كورونا المستجدّ».
في المقابل، ينبغي على الحانات والمطاعم ومصففي الشعر الانتظار حتى الرابع من يوليو (تموز)، «كأقرب موعد» للتمكن من إعادة فتح أبوابها، وفق شارما. وتراجعت الحكومة عن إعادة فتح المدارس متخلية عن خطتها بإعادة جميع التلاميذ إلى الصفوف قبل عطلة الصيف.
من جهتها، أعلنت الحكومة الفرنسية مساء أمس، أنّها تأمل أن تضع في 10 يوليو حدّاً لحالة الطوارئ الصحيّة السارية في البلاد منذ نهاية مارس (آذار)، للحدّ من تفشّي فيروس «كورونا المستجدّ»، مشدّدة على «تطوّر الوضع الصحّي الإيجابي في المرحلة الراهنة».
وفي هذا الإطار، يعيد برج إيفل فتح أبوابه في 25 يونيو (حزيران) بعد إغلاق دام ثلاثة أشهر، أمام الذين يحق لهم الوصول فقط إلى الطابق الثاني مع وضع الكمامة الإلزامي اعتباراً من سن الحادية عشرة والصعود فقط عبر السلالم.
وتشهد شوارع العاصمة الروسية ازدحاماً للمرة الأولى منذ نهاية مارس، لكن وضع الأقنعة في الشوارع والقفازات في الأماكن المغلقة ووسائل النقل، يبقى إلزامياً في موسكو التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة وتشكل مركز الوباء في البلاد.
وسجل في موسكو نصف عدد الوفيات في البلاد وإن كان عدد الإصابات اليومية تراجع من ستة آلاف مطلع مايو (أيار)، إلى 1,572، أمس.
وتحتل روسيا المرتبة الثالثة عالمياً في عدد الإصابات الذي يبلغ 485 ألفاً و253 حالة، بينها 6142 وفاة.
وفي الإطار نفسه، قرّر المغرب أمس التخفيف تدريجياً من إجراءات الحجر وتمديد حالة الطوارئ الصحية المفروضة منذ أكثر من شهرين ونصف للتصدي لجائحة «كوفيد - 19»، حسبما أفادت الحكومة.
وسجل 75% من الإصابات الجديدة الأحد، التي ارتفعت بشكل قياسي (136 ألف إصابة جديدة) في عشر دول، خصوصاً في القارة الأميركية وجنوب آسيا.
من جهتها، قالت منظمة الدول الأميركية للصحة، الفرع الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إن فصل الشتاء والأعاصير يهددان مكافحة «كوفيد - 19» في القارة الأميركية.
وفي هذا الإطار، سجّلت الولايات المتّحدة مساء أمس، 819 حالة وفاة جرّاء فيروس «كورونا المستجدّ» خلال 24 ساعة، ليرتفع بذلك إجمالي الوفيّات الناجمة عن الوباء في هذا البلد إلى أكثر من 111 ألفاً و750 وفاة، حسب حصيلة أعدتها جامعة جونز هوبكنز.
وأظهرت بيانات نشرتها في الساعة 20:30 بالتوقيت المحلّي (الأربعاء 00:30 ت غ) الجامعة التي تُعد مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ، أنّ الفيروس أصاب مليوناً و973 ألفاً و803 أشخاص في البلاد.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحّة البرازيلية مساء أمس، تسجيل 1,272 وفاة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية لضحايا جائحة «كوفيد - 19» في هذا البلد الأميركي اللاتيني إلى أكثر من 38 ألف وفاة.
وقالت الوزارة إنّ الجائحة حصدت لغاية اليوم في البرازيل أرواح 38,406 أشخاص من أصل 739 ألفاً و503 مصابين بالفيروس، في ثاني أعلى حصيلة إصابات تسجّلها دولة في العالم بعد الولايات المتحدة.
من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من «أزمة غذائية عالمية» تكون تبعاتها بعيدة الأمد بالنسبة لـ«مئات ملايين الأطفال والبالغين» إذا لم يتم بذل أي جهود لتخفيف عواقب وباء «كوفيد - 19».
وقال غوتيريش في بيان صدر بالتزامن مع دراسة للأمم المتحدة: «إن أنظمتنا الغذائية لم تعد تعمل وجائحة (كوفيد – 19) تفاقم الوضع»، مذكّراً بأن «أكثر من 820 مليون شخص لا يحصلون اليوم على ما يكفي من الغذاء لسدّ جوعهم».
وفي محاولة لتطويق العواقب الكارثية للأزمة الصحية على الاقتصاد، كشفت الحكومة الفرنسية خطة دعم لقطاع الصناعات الجوية «تبلغ قيمتها الإجمالية 15 مليار يورو».
وأما المنظمة الدولية للطيران المدني (إياتا) فقدرت قيمة الخسائر التي تتكبدها شركات الطيران بسبب الجائحة بأكثر من 84 مليار دولار في 2020 وأكثر من 15 ملياراً في 2021.
قادة أوروبيون يدعون الاتحاد إلى الاستعداد للوباء المقبل

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)
قادة أوروبيون يدعون الاتحاد إلى الاستعداد للوباء المقبل

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة