توافق أوروبي ـ صيني على هدنة شاملة في ليبيا

TT

توافق أوروبي ـ صيني على هدنة شاملة في ليبيا

أكد الاتحاد الأوروبي ثبات موقفه من الأزمة الليبية، وترحيبه بالمبادرة المصرية لوقف نزاع الأطراف المتحاربة في ليبيا، وقال منسق السياسة الخارجية الأوروبية، جوزيب بوريل، أمس، إن المبادرة المصرية «تتوافق مع مقررات مؤتمر برلين»، موضحاً أن الاتحاد الأوروبي «يرحب بكل المبادرات الإيجابية التي تسعى لبسط السلام والاستقرار في ليبيا».
كان بوريل يتحدث في مؤتمر صحافي افتراضي، عقب انتهاء الحوار الأوروبي - الصيني في دورته العاشرة، وقال رداً على أسئلة الصحافيين بخصوص الأزمة الليبية، إن «هناك توافقاً أوروبياً - صينياً حول الموقف من الملف الليبي، الذي كان ضمن أجندة الحوار بين الجانبين».
وأوضح بوريل أنه اتفق مع وزير الخارجية الصيني، وانغ بي، حول ضرورة استغلال كل الفرص من أجل البحث عن وقف إطلاق نار شامل في ليبيا، والعودة إلى اجتماعات «5 + 5» الليبية العسكرية في جنيف، مع الشروع في مفاوضات تحت راية الأمم المتحدة.
من جانبه، وصف المتحدث باسم بوريل كل مبادرة تتطابق مع جهود الأمم المتحدة بشأن إقرار السلام والاستقرار في ليبيا، بـ«الإيجابية. ولكن لا بديل عن حل سياسي شامل كما جاء في مؤتمر برلين».
وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن التكتل الموحد دعا مراراً وتكراراً إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية في ليبيا، وطالب جميع الأطراف بالتحرك بمسؤولية لوقف القتال على الفور في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف المتحدث في تصريح مكتوب لـ«الشرق الأوسط» في بروكسل، أمس، حول الموقف الأوروبي من المبادرة المصرية بشأن إنهاء الصراع الليبي: «كل ما أستطيع قوله الآن هو أننا سوف نتابع الوضع، ونجري تقييماً للموقف من خلال الحقائق على الأرض»، مبرزاً أن الموقف الأوروبي «واضح عندما حث جميع الأطراف، التي سبق أن التزمت بالهدنة ووقف إطلاق النار، على متابعة هذه الالتزامات، وبالتالي لا بد من وقف أي عمل عسكري واحترام الهدنة، وأيضاً الانخراط في حوار سياسي، والاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار وتنفيذه».
واختتم ستانو بالتأكيد على أن أي اتفاقية لمراقبة الهدنة «يجب أن تؤدي إلى وقف كامل للأعمال العسكرية».
يذكر أنه في إطار المساهمة الأوروبية للعمل على تحقيق السلام في ليبيا، جرى إطلاق مهمة أوروبية لمراقبة حظر الأسلحة قبالة سواحل ليبيا، أطلق عليها اسم «إيريني»، وسبق أن صرح بوريل في هذا الصدد بأن أوروبا «ستواصل العمل من أجل وقف إطلاق النار، مع الإدراك بمدى صعوبة ذلك. لقد أطلقنا عملية (إيريني) للمساعدة في فرض حظر توريد الأسلحة من طرف الأمم المتحدة، على الرغم من أنه ليس الجميع سعداء بذلك. لكن يجب على كل الدول الأعضاء الاستثمار في هذا الجهد».
كانت الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي قد وافقت نهاية مارس (آذار) الماضي على إطلاق مهمة «إيريني»، بعد انتهاء مهمة «صوفيا» البحرية الأوروبية، المخصصة لتعقب شبكات تهريب البشر في مياه المتوسط.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).