قام وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بزيارة، هي الأولى من نوعها لمسؤول تركي في هذا المستوى، إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا، تفقد خلالها أعمال إنشاء منازل خاصة بإيواء النازحين من إدلب خلال الهجوم الذي نفذه النظام السوري في الفترة من ديسمبر (كانون الأول) إلى فبراير (شباط) الماضيين.
وانتقل صويلو إلى إدلب من معبر جيلفا جوزو التركي، عقب مشاركته في اجتماع بولاية هطاي، جنوب تركيا، حول المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين في المنطقة، عقد أول من أمس.
وتفقد صويلو منازل مقامة على مساحات صغيرة يجري بناؤها بإشراف مديرية الكوارث والطوارئ التركية لإيواء النازحين من إدلب.
وقال في تغريدة نشرها عبر «تويتر» إنه «شاهد على الجانب الآخر من الحدود، المأساة الإنسانية التي تشهدها إدلب».
ورافق صويلو خلال الزيارة، نائبه إسماعيل تشاتكلي، ووالي هطاي رحمي دوغان، والمدير العام لمديرية الكوارث والطوارئ محمد جولو أوغلو، والمدير العام لإدارة الهجرة التركية عبد الله أياز.
وذكرت وسائل إعلام تركية أمس (الاثنين) أن زيارة صويلو لإدلب، لم تكن مقررة سلفاً، وأنه أبلغ الرئيس رجب طيب إردوغان بوجوده هناك أثناء جولته في المنطقة، معتبرة أن الرسالة تعد تعبيراً عن الدعم التركي للنازحين من إدلب.
وكان صويلو أكد، في كلمة خلال اجتماع المساعدات الإنسانية لإدلب الذي عقد في مدينة هطاي الحدودية مع سوريا قبل توجهه إلى إدلب، أن محافظة إدلب السورية ما زالت تشهد مأساة إنسانية أمام أعيننا، رغم حجب وباء كورونا الضوء عنها. وقال صويلو: «مع الأسف الأوضاع هناك (في إدلب) لم تتحسن والمسألة لم تحل، فهي تعيش مأساة إنسانية بجوارنا وعلى مرأى العالم بأسره، وعلى العالم الذي ادّعى حبه لبعضه البعض في محنة كورونا، بتبادل الموسيقى والتصفيق، ألا يدير ظهره لما تعيشه إدلب».
وأضاف وزير الداخلية التركي أن المأساة التي تعيشها إدلب، ليست مأساة تخص من يكابدونها أو تركيا فحسب، بل هي مأساة البشرية جمعاء.
وأشار إلى أنه بفضل الإجراءات التي اتخذت، لم تظهر أي مخاطر تتعلق بانتشار فيروس كورونا بين اللاجئين السوريين، وفي مراكز إعادة المهاجرين غير النظاميين.
وجاءت زيارة صويلو لإدلب في الوقت الذي تتصاعد فيه التعزيزات العسكرية التركية ونشر أنظمة الدفاع الجوي في إدلب مؤخراً، واحتمالية عودة التصعيد في إدلب من جديد. وبعثت إحدى نقاط الجيش التركي المنتشرة في إدلب تطمينات للأهالي بعدم السماح بإعادة المنطقة إلى التصعيد مجددا.
وأكد المجلس المحلي لقرية كفرنوران بريف حلب الغربي، حصوله على تطمينات تركية بعدم تقدم قوات النظام إلى القرية القريبة من خطوط الجبهات.
وكشفت مصادر محلية عن اجتماع وفد عسكري تركي مع ممثلين لأهالي في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب الذي يشهد في الفترة الأخيرة تصعيداً للقصف من جانب قوات النظام. وأشارت المصادر إلى أن الوفد العسكري التركي أبلغ الأهالي بأنه مستعد للانخراط المباشر في صد أي عملية هجومية قد تقوم بها قوات النظام في المنطقة، وأنها لن تسمح بتقدم قوات النظام في المنطقة مجدداً.
ولم تكن زيارة صويلو إلى إدلب هي الأولى لشمال سوريا إذا قام بزيارة لمنطقة عملية درع الفرات في محافظة حلب السورية في عيد الفطر لتهنئة الجنود الأتراك.
في سياق متصل، شهدت إدلب أمس تظاهر مئات المدنيين والناشطين ضد «هيئة تحرير الشام» ليل الأحد - الاثنين، في وقت وقعت فيه اشتباكات بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام في ريف حلب الخاضع لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين تركيا وروسيا في موسكو في 5 مارس (آذار) الماضي، وهتف المتظاهرون بعبارات ورفعوا لافتات رافضة لأبو محمد الجولاني القائد العام لـ«هيئة تحرير الشام».
بالتزامن، جددت قوات النظام السوري انتهاكاتها لوقف إطلاق النار وقصفت بالمدفعية مناطق في ريف إدلب الجنوبي، فضلاً عن استمرار استقدام التعزيزات العسكرية إلى منطقة جبل الزاوية.
وزير داخلية تركيا يزور إدلب ووفد عسكري في جبل الزاوية
وزير داخلية تركيا يزور إدلب ووفد عسكري في جبل الزاوية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة