بكتيريا روسية تلتهم التلوث النفطي

تجميع النفط في بؤرة محددة
تجميع النفط في بؤرة محددة
TT

بكتيريا روسية تلتهم التلوث النفطي

تجميع النفط في بؤرة محددة
تجميع النفط في بؤرة محددة

تنوعت الأساليب والأدوات التي يجري استخدامها عادة في التعامل مع حوادث تسرب النفط في البحار أو على اليابسة. وتقوم معظمها على فكرة «محاصرة منطقة التلوث»، وتجميع النفط في بؤرة محددة، ومن ثم تقليص حجمه في منطقة التسرب، إما عبر الحرق، أو ضخه بواسطة محركات إلى خزانات خاصة، أو ردمه تحت التراب، وغيرها من أساليب. وفي السنوات الأخيرة، يتزايد الاهتمام بأسلوب جديد، لا يعتمد «الطرق الصناعية»، وإنما على الطبيعة ذاتها، وبصورة خاصة البكتيريا «المحلية» التي تعيش في منطقة التسرب، والقادرة على «التهام» النفط، عبر الأكسدة.
الحديث حول دور «البكتيريا المحلية»، تجدد منذ أيام، بعد أن تسرب أكثر من 20 ألف طن نفط، من خزان في منطقة «نوريلسك» الواقعة في الأجزاء من شمال روسيا المعروفة باسم «مناطق الجليد الأزلي». وغطت كميات النفط سطح المياه في أنهر محلية، ومساحات واسعة من التربة، وباتت مصدر «تهديد وجودي» للنظام البيئي الفريد في تلك المنطقة. وبينما سارعت السلطات والشركة المسؤولة عن الخزانات إلى الحد من التداعيات الكارثية لهذا التسرب بالطرق التقليدية، دعا علماء روس إلى الاستفادة من أنواع بكتيريا «محلية» لمواجهة التلوث النفطي، والحد من تأثيره السلبي على البيئة خلال وقت قصير من الزمن.
وقالت عالمة البيولوجيا لاريسا يروفيفسكايا، إن استصلاح التربة واستعادة النظام البيئي في منطقة التسرب بالطرق الحالية قد يتطلب من 50 إلى 100 عام، وأكدت في الوقت ذاته، أن القيام بهذه المهمة ممكن بواسطة البكتيريا المحلية التي تؤكسد الهيدركربونات. واقترحت أخذ عينات من التربة من منطقة التلوث، للحصول منها على أنواع من البكتيريا، ومن ثم تنشيطها، وتكاثرها بسرعة في ظروف مخبرية، وأخيراً إعادتها بكميات كبيرة إلى بؤرة التلوث. وأكدت أن معالجة التربة واستصلاحها بهذه الطريقة تستغرق من سنة واحدة إلى ثلاث سنوات، وليس 100 عام. وفي المرحلة التالية توصي العالمة الروسية، ويؤيدها في اقتراحها عدد كبير من العلماء، بإعادة زرع نباتات محلية تضررت نتيجة التلوث، وقالت إن هذه ستكون مرحلة «المعالجة النباتية»، حيث ستساهم تلك النباتات في إعادة التوازن للعناصر الغذائية والحياتية الرئيسية في التربة.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.