أعلن الجيش اللبناني عن إصابة 25 عنصرا من أفراده بجروح خلال المواجهات والمظاهرات التي شهدتها العاصمة بيروت مساء السبت وليل الأحد، وتوقيف أربعة أشخاص غير لبنانيين شاركوا في أعمال شغب، مشددا على أنه لن يتهاون مع المخلين بالأمن أو العابثين بالاستقرار، ومشيرا إلى أن «البلاد قد اجتازت قطوعاً كان من شأنه أن يجرنا إلى منزلق خطير».
وقالت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان أمس (الأحد): «أثناء تنفيذ وحدات الجيش المنتشرة مهامها في حفظ الأمن، وفتح الطرق التي قطعها محتجون، ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة، تعرضت العناصر إلى عمليات رشق بالحجارة والمفرقعات الكبيرة، مما أدى إلى إصابة 25 عنصرا بجروح، إصابة أحدهم بليغة في العين». وأعلنت عن توقيف «وحدات الجيش 4 أشخاص (هم: سوري، وفلسطيني وسودانيان)، لقيامهم بأعمال شغب وتكسير خلال التحركات».
وقالت قيادة الجيش إن «البلاد قد اجتازت أول من أمس قطوعا كان من شأنه أن يجرنا إلى منزلق خطير، إذ إن ما حصل كاد يطيح بالوحدة الوطنية ويمزق السلم الأهلي ويغذي الانقسام»، محذرة «من مغبة الانجرار وراء الفتنة»، ومؤكدة «وجوب التعامل بمسؤولية ووعي وحكمة للحفاظ على السلم الأهلي، صونا للوحدة الوطنية ودرءا للوقوع في أفخاخ الفتنة». كما دعت المواطنين إلى ضرورة الوعي لدقة المرحلة وخطورتها، مشددة على ضرورة التزام الإجراءات الأمنية، ومنبهة إلى «أنها لن تتهاون مع أي مخل بالأمن أو عابث بالاستقرار، لأن أمن الناس والوطن فوق أي اعتبار».
وكانت قد شهدت مظاهرات يوم السبت التي رفعت المطالب المعيشية وتطبيق القرارات الدولية بنزع السلاح غير الشرعي، بعض الإشكالات الأمنية في وسط بيروت إثر محاولة تقدم مناصرين لـ«حزب الله» و«حركة أمل» من منطقة خندق الغميق. ومن ثم انتقل التوتر إلى خطوط التماس السابقة في ضاحية بيروت الجنوبية، وتحديدا بين شبان من منطقتي عين الرمانة والشياح، تخلله رشق للحجارة، حيث عمد الجيش إلى التدخل وإعادة الهدوء إلى المنطقة.
لكن السيطرة السريعة على أحداث وسط بيروت والضاحية، لم تنسحب على تلك التي وقعت بين أبناء طريق الجديدة وكورنيش المزرعة من جهة وأبناء بربور من جهة ثانية، في وقت متأخر من مساء السبت، على خلفية شعارات مذهبية، قيل إن مناصري «حزب الله» و«حركة أمل» أطلقوها. ووصلت حدة المواجهات إلى مرحلة غير مسبوقة استخدم فيها السلاح وأطلق النار في الشوارع بشكل عشوائي، قبل أن يعمد الجيش على تهدئة الوضع في موازاة اتصالات على أعلى المستويات من القيادات السياسية ورجال الدين التي رفضت هذه الشعارات ودعت إلى التهدئة وعدم الانجرار إلى الفتنة خاصة، وأن التوتر انتقل إلى مناطق عدة وسجل خروج محتجين إلى الطرقات، على غرار طرابلس وصيدا.
وفي هذا الإطار، جددت مصادر عسكرية، التأكيد لـ«الشرق الأوسط» على أن ما حصل ليل الأحد كاد يدخل البلاد في الفتنة، مشددة على أن موقف الجيش واضح في هذا الإطار وهو بذل كل الجهود لاحتواء ما حصل وعدم تمدد الإشكالات الأمنية ونجح في ذلك، وهو ما لم ولن يتهاون به كما في كل مرة تحصل محاولات للعبث بالاستقرار الأمني.
قيادة الجيش: لبنان اجتاز قطوعاً ولن نتهاون مع العابثين بالأمن
قيادة الجيش: لبنان اجتاز قطوعاً ولن نتهاون مع العابثين بالأمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة