عبوة «تنسف» حوثيين أثناء زرعها بالحديدة ومقتل طفل بانفجار لغم في نهم

TT

عبوة «تنسف» حوثيين أثناء زرعها بالحديدة ومقتل طفل بانفجار لغم في نهم

قتل طفل يمني بانفجار لغم حوثي في نهم شرق صنعاء في الوقت الذي سقط فيه عدد من عناصر جماعة الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح أثناء محاولاتهم زراعة عبوة ناسفة على طريق كيلو 16 (المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة) وخط المراوعة، الجمعة، وفق ما أكدته مصادر في الإعلام العسكري التابع للقوات المشتركة في الساحل الغربي، إذ قالت إن «عددا من عناصر ميليشيا الحوثي لقوا مصرعهم وأصيبوا إثر انفجار عبوة ناسفة حاولت الميليشيات زرعها في طريق كيلو 16 - المراوعة بمحافظة الحديدة؛ حيث انفجرت العبوة الناسفة الحوثية أثناء محاولة الميليشيات زرعها بجوار معسكر التدريب بمحافظة الحديدة مما أدى إلى مصرع عدد من عناصر الميليشيا وجرح آخرين بإصابات خطيرة».
وأضافت المصادر أن «الميليشيات الحوثية قامت بنقل المصابين إلى مستشفيات مدينة الحديدة لتلقي العلاج وسط تكتم شديد، فيما تسبب الانفجار في هلع حوثي كبير حيث قامت عناصر الميليشيا بتطويق موقع الانفجار وعدم السماح لأي شخص بالاقتراب منه».
وفي السياق نفسه، وبينما تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية زرع العبوات الناسفة وحقوق الألغام في الطرقات والمزارع والأحياء السكنية في الأحياء والقرى الريفية بالمديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة (غربا)، قتل طفل جراء انفجار لغم زرعته ميليشيات الحوثي في مزرعتهم بمديرية نهم، شرق صنعاء.
وقال المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام (مسام)، الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» عبر موقعه الإلكتروني، السبت، إن «الطفل بكيل النعيمي الذي يبلغ من العمر 11 عاما، قتل أثناء وجوده في مزرعتهم بوادي ملح ليرعى الأغنام فانفجر به لغم أرضي من الألغام التي زرعها الحوثيون إبان المعارك التي دارت في المنطقة منذ مطلع عام 2016 عندما تقدمت قوات الجيش الوطني في المديرية».
وذكر المشروع أنه «منذ انسحاب قوات الجيش الوطني من وادي ملح وبران وجبال الفرضة سقط قرابة 20 قتيلا و11 جريحا من أبناء نهم بألغام الحوثيين عقب عودة النازحين من الحرب إلى ديارهم، فيما ما زالت هذه المناطق السكنية والزراعية مزروعة بأكثر من 70 ألف لغم زرعت بطريقة عشوائية في القرى ومزارع المواطنين والطرقات على امتداد أكثر من 30 كيلو مترا في مديرية نهم».
وبالعودة إلى محافظة الحديدة الساحلية، أصيب الطفل أحمد سليمان أحمد (14) عاما، بجروح خلال قصف شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية، الخميس، استهدف مزارع المواطنين في منطقة المُتينة بمديرية التحيتا، جنوب الحديدة، في الساحل الغربي، بالأسلحة الثقيلة ما أسفر عن تعرض الطفل لإصابة في يده وقدمه اليمني خلال وجوده في المزرعة أثناء قيامه بجمع محصول شجرة الحنّاء، ونقل متأثراً بإصابته إلى المستشفى الميداني في مديرية الخوخة لتلقي الإسعافات الأولية والعلاج اللازم، بحسب ما أكدته مصادر محلية.
وجاءت هذه الجريمة بعد انفجار لغم حوثي، الأربعاء، كانت زرعته الجماعة الحوثية الانقلابية في منزل أحد المدنيين في حي منظر جنوب مدينة الحديدة انفجر في شخصين، ما أدى إلى إصابتهما بجروح ونقلهما إلى مستشفى الدريهمي.
واستهدفت الجماعة الانقلابية بالأسلحة الثقيلة مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني شمال وشرق مدينة الحديدة، بالتزامن مع قصف الأحياء السكنية في مدينة حيس، جنوب الحديدة، ما أسفر عن تضرر منزل أحد المواطنين في مدينة حيس، وفق ما أفادت به مصادر محلية نقل عنها المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، تحدثت أن «ميليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، استهدفت منزل المواطن محمد ثابت حيمي، بمقذوفات سلاح م.ط 23 وتسببت في أضرار جسيمة لحقت بالمنزل».
وأكدت المصادر أن «الميليشيات استهدفت أحياء سكنية متفرقة في المدينة، مستخدمة مقذوفات سلاح 23 وسلاح البيكا والدوشكا، التي انهالت على منازل المواطنين، وأن القصف الحوثي تسبب في حالة من الذعر والخوف في أوساط الأهالي الذين طالهم قصف الميليشيات بشكل مباشر».
إلى ذلك، قتل وجرح عدد من عناصر ميليشيات الحوثي شمال شرقي مديرية الحشاء، غرب الضالع (بجنوب البلاد)، عقب تمكن وحدات من القوات الجنوبية المرابطة في مواقع الحرَّة شمال شرقي مديرية الحشاء من استهداف تجمع لعناصر الميليشيات الحوثية جنوب بلدة حبيل يحيى، مما أدَّى إلى مصرع وجرح عدد منهم، وفق ما نقله المركز الإعلامي لمحور الضالع العسكري عن المتحدث الرسمي لجبهات محور الضالع فؤاد قايد جباري الذي قال إن «القوَّات الجنوبيَّة قامت باستهداف تجمع لعناصر الميليشيات الحوثية في منطقة المِقطار جنوب بلدة حَبيل يحيى في الشمال الشرقي لمديرية الحُشاء، غدا فيه عدد من عناصر الميليشيات بين قتيلٍ وجريح». مضيفا أن «القوات تمكّنت من استهداف تجمع الميليشيات بسلاح الدوشكا بشكل مباشر بعد رصد وجودهم في المكان المستهدف وذلك بعد ظهر الجمعة».
وتحدثت مصادر عسكرية أنه «تمَّ رصد هذه العناصر أثناء تجمعهم تحت أحد الأشجار عند استقبالهم لأحد القيادات الميدانية كانوا يتلقون منه تعليمات للقيام بشنّ هجوم وشيك حسب المعلومات الواردة، وقد تمكنت القوات الجنوبية من تنفيذ ضربة استباقية عملت على إرباك خطة الهجوم وإفشاله بعد مقتل وجرح العديد منهم والذي يرجح أن تكون بينهم قيادات ميدانية».
وتشهد مختلف جبهات محور الضالع خلال الأيام الماضية مواجهات متقطعة من وقت لآخر بين القوات المسلحة الجنوبية والمشتركة وبين الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، تقوم فيها الأولى بشن عمليات قصف مدفعي تستهدف بها أماكن تمركز الميليشيات في أكثر من جبهة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.