البيئة في مجلات الشهر... الوباء ينافس تغيُّر المناخ

البيئة في مجلات الشهر... الوباء ينافس تغيُّر المناخ
TT

البيئة في مجلات الشهر... الوباء ينافس تغيُّر المناخ

البيئة في مجلات الشهر... الوباء ينافس تغيُّر المناخ

تابعت المجلات العلمية اهتمامها بانتشار فيروس «كورونا»، واعتبرت في إصداراتها الجديدة أن الجائحة الناشئة تمثّل درساً يجب الاستفادة منه في مواجهة تغيُّر المناخ، الكارثة التي تتطور ببطء، لكن بحجم وتأثير أضخم وأشمل.
- «ناشيونال جيوغرافيك»
احتفلت مجلة ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لنهاية الحرب العالمية الثانية. وهي تناولت في مقال مصوّر أحد مظاهر كارثة تغيُّر المناخ التي يواجهها العالم حالياً. ففي أقصى جنوب الكوكب، يسير البطريق الإمبراطوري إلى نهايته الحتمية نتيجة ذوبان الجليد بفعل الاحترار العالمي. ويتوقع العلماء أن 80 في المائة من مستعمرات البطريق الملكي ستختفي بحلول سنة 2100؛ إذا استمرت انبعاثات غازات الدفيئة بلا قيود.
- «نيو ساينتست»
تابعت مجلة نيو ساينتست (New Scientist) اهتمامها بجائحة «كوفيد 19»، كما أوردت مقالاً حول الدور المؤثر الذي قد تلعبه زراعة الطحالب البحرية في حماية المحيطات والغلاف الجوي. ويمكن للطحالب البحرية إذا غطّت 9 في المائة من مساحة المحيطات أن تعيد تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو إلى معدلات ما قبل الثورة الصناعية. وهي إلى جانب كونها مصدراً للغذاء تمثّل بديلاً للبوليمرات البلاستيكية في تصنيع مواد التغليف. كما أجرت المجلة لقاء مع الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أشار فيه إلى أن كوكب الأرض بحاجة إلى إجراءات أقل تطرفاً من تلك التي واجه فيها جائحة «كورونا»، كي يحقق النجاح في وقف تغيُّر المناخ.
- «ساينتفك أميركان»
ما القيمة العادلة لضريبة الكربون؟ هذا ما حاولت مجلة «ساينتفك أميركان» (Scientific American) الإجابة عنه في أحد مقالات عددها الجديد. ويتفق علماء الاقتصاد أن تسعير الكربون هو الطريقة الأكثر فعالية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، ولكن الضرائب التي أقرّتها دول عدة تتفاوت من نحو دولار فقط حتى 120 دولاراً للطن الواحد من انبعاثات الكربون. وترى المجلة أن حسابات هذه الضريبة يجب أن تراعي الكلفة الاجتماعية والضرر الاقتصادي لانبعاثات غازات الدفيئة.
- «بي بي سي ساينس فوكَس»
تناولت مجلة «بي بي سي ساينس فوكَس» (BBC Science Focus) الآفاق التي تفتحها الأبحاث على البكتيريا. وكانت الدراسات خلال السنوات الماضية أظهرت قدرة هذه الكائنات الدقيقة على توفير الحلول لحماية الكوكب وضمان صحة الإنسان، كتوليد الطاقة النظيفة، ومعالجة تلوث المياه، وإنتاج البروتين، والتقاط غازات الدفيئة من الجو، وإزالة الانسكابات النفطية، وهضم البلاستيك، وغيرها.
- «ساينس إيلوستريتد»
عرضت «مجلة ساينس إيلوستريتد» (Science Illustrated) لظاهرة الأنهار الجوية، وما قد ينتج عنها من هطولات مطرية غير مسبوقة. والأنهار الجوية عبارة عن ممرات ضيقة من الرطوبة تمتد على مساحات واسعة في الغلاف الجوي، يمكن أن يصل طولها إلى عدة آلاف من الكيلومترات، فيما يبلغ عرضها مئات من الكيلومترات فقط. ويمكن للأنهار الجوية تجديد موارد المياه وإخماد حرائق الغابات الخطيرة، وفي الظروف الرطبة يمكن أن تسبب الفيضانات التي تدمر الاقتصادات المحلية، وتزداد المخاوف من أضرارها نتيجة تغيُّر المناخ.
- «ذي إيكونوميست»
خصّصت مجلة «ذي إيكونوميست» (The Economist) أحد أعدادها الأخيرة لعرض الدروس المستفادة من جائحة «كورونا»، في مواجهة تغيُّر المناخ، مقترحة «اغتنام الفرصة لتسطيح منحنى المناخ»، ووقف التدهور. وتشير المجلة إلى أن الجائحة أظهرت الثمن الذي يجب دفعه لوقف الانبعاثات، ولو بشكل مؤقت، كما أثبتت أن الكوارث التي سبق الحديث عنها وجرى تجاهلها قابلة للحصول على نحو غير متوقّع. وعلى عكس الضرر الذي لحق العالم فجأة بانتشار «فيروس كورونا»، فإن أضرار تغيُّر المناخ تتطور ببطء لكن بتأثير أشمل وأضخم بكثير.
- «هاو إت ووركس»
خصّصت «مجلة هاو إت ووركس» (How It Works) مقالاً عن التنوع المدهش للأنواع الرئيسية. ويوجد على كوكب الأرض ما يزيد على 500 نوع من الرئيسيات تتراوح في الحجم ما بين بضعة سنتيمترات، كما في حالة قردة الأبخصيات التي تعيش في جزر جنوب شرقي آسيا، إلى 170 سنتيمتراً كما في حالة الغوريلا التي تستوطن السهول والجبال جنوب الصحراء الكبرى. ويواجه 60 في المائة من الرئيسيات مخاطر الانقراض نتيجة الصيد وفقدان الموئل.
- «ذا ساينتِست»
في العدد الجديد من مجلة «ذا ساينتِست» (The Scientist) مقال حول ابتكار جديد من جامعة «يال» يساعد في توفير معطيات أوسع عن تلوُّث الهواء. وكان العلماء في هذه الجامعة الأميركية اخترعوا جهازاً يوضع على معصم اليد لجمع عيّنات من الهواء المحيط، بهدف الكشف عن الملوثات العضوية المحمولة جواً ومعدلات ثاني أكسيد النيتروجين. ويساهم الجهاز في التغلُّب على قلّة البيانات الخاصة بتلوث الهواء لتقييم مخاطره على الصحة العامة.


مقالات ذات صلة

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

يوميات الشرق المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

أُزيل فيل برتقالي ضخم كان مثبتاً على جانب طريق رئيسي بمقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، بعد تخريبه، وفق ما نقلت «بي بي سي» عن مالكي المَعْلم الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة الاستفادة من التقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة واستعادة الأراضي المتدهورة من أهداف المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:55

السعودية تستهدف تحويل 60 % من مناطقها إلى «غابات مُنتجة»

يواصل «المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير» استقبال الحضور اللافت من الزوّار خلال نسخته الثانية في العاصمة السعودية الرياض، بتنظيم من المركز الوطني لتنمية…

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد الوزير السعودي يتسلم رئاسة السعودية رسمياً لمؤتمر «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

«كوب 16 الرياض» يجمع صناع السياسات لإعادة تأهيل الأراضي ومكافحة التصحر

اجتمع عدد كبير من صنُاع السياسات والمنظمات الدولية والدوائر غير الحكومية وكبرى الجهات المعنية، الاثنين، في الرياض، للبحث عن حلول عاجلة للأزمات البيئية.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
TT

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)

بات ما يزيد قليلاً على 75 في المائة من أراضي العالم «أكثر جفافاً بشكل دائم» على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفق تقرير تدعمه الأمم المتحدة صدر، الاثنين، تزامناً مع مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) في السعودية.

وصارت الأراضي الجافة الآن تغطي 40 في المائة من مساحة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، حسبما خلصت دراسة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، محذرة من أن هذا التحول يمكن أن يؤثر فيما يصل إلى خمسة مليارات شخص بحلول عام 2100، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأظهر التقرير الذي يشير إلى «تهديد وجودي» تفرضه مسارات يتعذّر تغيير اتجاهها، أن الأراضي الجافة، المناطق التي تصعب زراعتها، زادت بمقدار 4.3 مليون كلم مربع بين عامي 1990 و2020، وهي مساحة تعادل ثلث مساحة الهند.

تحذيرات من «القحط»

وجاء التحذير خلال اجتماع مؤتمر «كوب 16» الذي بدأ الأسبوع الماضي في الرياض ويستمر 12 يوماً، بهدف حماية الأراضي واستعادتها والاستجابة إلى الجفاف في ظل تغير المناخ المستمر.

ويحذّر التقرير من أن القحط، وهو نقص مزمن في المياه، يمتد الآن على 40.6 في المائة من كتلة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، مقابل 37.5 في المائة قبل 30 عاماً.

أشخاص يسيرون عبر جزء من نهر الأمازون تظهر عليه علامات الجفاف في كولومبيا (أ.ب)

كما يحذّر من أن المناطق الأكثر تضرراً تشمل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وجنوب أفريقيا وجنوب أستراليا وبعض مناطق آسيا وأميركا اللاتينية.

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو: «على عكس الجفاف -فترات مؤقتة من انخفاض هطول الأمطار- يمثّل القحط تحولاً دائماً لا هوادة فيه».

وأضاف أن «المناطق المناخية الأكثر جفافاً التي تؤثر الآن في أراضٍ شاسعة في جميع أنحاء العالم لن تعود إلى ما كانت عليه، وهذا التغيير يعيد تعريف الحياة على الأرض».

«أسوأ سيناريو»

وأضاف التقرير أن التغييرات تُعزى إلى حد كبير إلى الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تغيّر هطول الأمطار وتزيد من نسب التبخر.

وتشمل آثار نقص المياه المزمن تدهور التربة وانهيار النظام البيئي وانعدام الأمن الغذائي والهجرة القسرية، وفقاً للعلماء.

وحسب التقرير، يعيش بالفعل 2.3 مليار شخص في مناطق جافة تتوسع، مع توقعات تشير إلى أن «أسوأ سيناريو» يتمثّل في عيش 5 مليارات شخص في هذه الظروف مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

ولمواجهة هذا الاتجاه، حثّ العلماء الأعضاء على «دمج مقاييس القحط في أنظمة مراقبة الجفاف الحالية»، وتحسين إدارة التربة والمياه، و«بناء القدرة على الصمود في المجتمعات الأكثر ضعفاً».