الجيش التركي ينشئ نقطتين جديدتين على طريق حلب - اللاذقية

سوريون قرب دورية روسية - تركية في ريف إدلب قبل يومين (أ.ف.ب)
سوريون قرب دورية روسية - تركية في ريف إدلب قبل يومين (أ.ف.ب)
TT

الجيش التركي ينشئ نقطتين جديدتين على طريق حلب - اللاذقية

سوريون قرب دورية روسية - تركية في ريف إدلب قبل يومين (أ.ف.ب)
سوريون قرب دورية روسية - تركية في ريف إدلب قبل يومين (أ.ف.ب)

سيرت القوات التركية دورية مشتركة مع نظيرتها الروسية على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) وأقامت نقطتي مراقبة عسكريتين جديدتين على الطريق.
وانطلقت الدورية، وهي الخامسة عشرة التي تسيرها القوات التركية والروسية منذ 15 مارس (آذار) الماضي على طريق «إم 4» تنفيذا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقع بين تركيا وروسيا في موسكو في الخامس من الشهر ذاته، من قرية ترنبه غرب سارق ووصلت إلى قرية بسنقول شرق بلدة محمبل، وهي المرة الأولى التي تقطع فيها دورية مشتركة هذه المسافة منذ بدء تسيير الدوريات.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن الدورية انتهت بنجاح بمشاركة عناصر من القوات البرية والجوية من الجانبين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع انفجار عنيف نتج عن عبوة ناسفة في محيط بلدة أريحا في ريف إدلب بعد لحظات من مرور الدورية. ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية نتيجة الانفجار الذي أعقبته حالة استنفار من جانب القوات التركية.
في الوقت ذاته، أنشأ الجيش التركي، أمس، نقطتي مراقبة جديدتين على طريق «إم 4»، حيث تمركزت عربات مصفحة قرب قرية القياسات. كما تمركزت آليات عسكرية في مدرسة السواقة قرب بلدة بسنقول.
وأنشأت تركيا ما يقرب من 65 نقطة مراقبة عسكرية في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا الممتدة في إدلب وأجزاء من حلب واللاذقية وحماة.
على صعيد آخر، تواصلت ممارسات الفصائل السورية الموالية لأنقرة وانتهاكاتها بحق المواطنين؛ لا سيما في بلدة عفرين ذات الأغلبية الكردية، بما في ذلك تهجير السكان من منازلهم عنوة، فضلاً عن ارتكاب أعمال الخطف والقتل وتنفيذ إعدامات ميدانية.
وأكد حزب الوحدة الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا (يكيتي)، تصاعد حالة الفوضى والانفلات السائدة في منطقة عفرين، بدءا من حمل السلاح واستخدامه بشكل عشوائي، وليس انتهاء بتلك الاشتباكات المتكررة بين مختلف الميليشيات الموالية لأنقرة، بسبب التنازع على الممتلكات والسرقات ونطاقات النفوذ، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية وفقدان الاستقرار، بينما لم تعمل سلطات الاحتلال التركي قط على وضع حد لتلك الحالة المزرية والسائدة أيضا فيما تسمى مناطق درع الفرات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.