ثقب ثانٍ في «صافر» يعزز تحذيرات من كارثة بيئية

TT

ثقب ثانٍ في «صافر» يعزز تحذيرات من كارثة بيئية

جدّدت الحكومة اليمنية تحذيراتها من خطورة وضع ناقلة النفط «صافر» التي ترسو قرب ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، وذلك بعد تعرض الناقلة للمرة الثانية لثقب في أحد أنابيب نظام التبريد وتسرب المياه إليها، مما قد يؤدي إلى تسرب النفط منها أو انفجارها وحدوث كارثة بيئية في أي لحظة.
وأوضح المهندس شوقي المخلافي، وكيل وزارة النفط والمعادن اليمنية، لـ«الشرق الأوسط»، أن التسرب الأخير لمياه البحر بسبب الثقب الذي حدث في ناقلة «صافر» يرفع احتمالية غرقها، أو تسرب النفط الخام منها، أو انفجارها، وهو ما طالما حذرت منه الحكومة اليمنية وناشدت من أجله الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، في مقابل تعنت ورفض الميليشيا الانقلابية دخول الفريق الأممي للقيام بأعمال الصيانة اللازمة لها.
وعمّا حدث للناقلة مؤخراً، قال المخلافي: «مياه البحر تسربت من إحدى مواسير خطوط المياه في حيز غرفة المحركات، وبدأ التسرب من الماسورة التي تعمل على ربط صمام الطرد الخاص بالغلايات، التي تعدّ من أكبر المواسير حجماً في دائرة خطوط مياه البحر؛ إذ يصل قطرها إلى 120 سنتيمتراً».
وحذّر من السيناريو المقبل بعد حادثة تسرب مياه البحر الأخيرة؛ وهو غرق السفينة في أي وقت، مبيناً أنه رغم إغلاق جميع الصمامات لمنافذ دخول مياه البحر بهدف منع التسرب إلى حيز غرفة المحركات، فإن تقادم المنشآت يجعل مياه البحر تدخل الصمامات وتملأ المواسير، كما أن انعدام وجود الصيانة لسنوات جعلها متآكلة ومهددة بالغرق في أي وقت.
وركّز المخلافي على احتمالية انفجار الناقلة نتيجة اختلال نظام الغاز الخامل فيها، والذي يجري الحصول عليه من عوادم الغلايات في السفينة، مشيراً إلى أنه في ظل توقف الغلايات سيتوقف الحصول على الغاز الخامل منها، وهو ما يحدث حالياً بسبب التقادم وتوقف الصيانة منذ الانقلاب على الشرعية وتهالك المنشأة والأنابيب والمعدات؛ إذ تسرب معظم الغاز الخامل من الخزانات وأصبح النفط المخزون مغطى بالأكسجين، وبالتالي فالخزان معرّض للانفجار في أي وقت.
إلى ذلك، حذّر الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، خلال كلمته بمؤتمر المانحين الافتراضي لليمن 2020، من خطورة خزان النفط العائم «صافر»، مشيراً إلى إمكانية انفجاره في أي وقت.
وشدد وزير الخارجية على أهمية ممارسة المجتمع الدولي الضغوط على الميليشيات الحوثية للسماح لموظفي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع بالوصول إلى موقع خزان «صافر» الذي يوجد به أكثر من مليون برميل نفط.
وحمّل محمد الحضرمي، وزير الخارجية اليمني، الحوثيين مسؤولية تسريب مياه البحر داخل خزان «صافر»، مطالباً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على الميليشيات من أجل السماح على الفور ودون شروط مسبقة بوصول الفريق الفني الأممي لإجراء عملية التقييم والصيانة لخزان «صافر» قبل حدوث واحدة من كبرى الكوارث البيئية في الإقليم والعالم.
وبيّن الحضرمي أن الحكومة اليمنية أرسلت، أول من أمس، خطاباً هو الخامس للأمين العام للأمم المتحدة، تحذر فيه من خطورة وضع «صافر» وتبين أنه أصبح أكثر خطورة من أي وقت مضى، ما قد يؤدي إلى غرق أو تسريب أو انفجار الخزان في أي لحظة.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».