كان اللاعب الشاب زبير بوادي يعتقد أن الفرصة المناسبة قد جاءته أخيرا، فبعدما قضى عامين في أكاديميات الناشئين، حصل اللاعب البالغ من العمر 16 عاما والذي نشأ في جنوب العاصمة البريطانية لندن ويسعى للسير على خطى النجم الفرنسي نغولو كانتي، على دعوة لقضاء فترة اختبار لمدة أسبوع مع نادي ديربي كاونتي في مارس (آذار) الماضي، على أمل أن يوقع أول عقد احتراف في مسيرته الكروية.
يقول زبير، الذي خضع لفترتي اختبار في ناديي لو هافر وإميان الفرنسيين في فبراير (شباط) الماضي: «لقد كانت تجربة رائعة بالنسبة لي». وعلى الرغم من أن الأندية الثلاثة قد أبدت رغبة في التعاقد مع اللاعب الشاب، الذي سبق وأن لعب لفترة وجيزة في أكاديميات الناشئين بكل من تشيلسي وتوتنهام هوتسبير وفولهام، فإن تفشي فيروس «كورونا» أدى إلى تأجيل مسيرته الوليدة.
ولم يكن زبير هو اللاعب الشاب الوحيد الذي عانى من هذا الأمر، فمنذ نهاية شهر مارس - وكما هو معتاد في النظام المتبع في أكاديميات الناشئين - استغنت أكاديميات الناشئين عن مئات اللاعبين الشباب، لكن الفارق هذه المرة يتمثل في أن غالبية هؤلاء اللاعبين لن يتمكنوا من الانضمام إلى أندية جديدة بسبب إجراءات الإغلاق المتبعة نتيجة تفشي فيروس «كورونا».
يقول وكيل للاعبين لم يرغب في الكشف عن هويته: «هناك الكثير من اللاعبين الذين يواجهون مشكلة كبيرة الآن، إذ إن الكثير من اللاعبين الشباب الذين كانوا يلعبون في أندية كبرى مثل آرسنال وتشيلسي وتوتنهام هوتسبير واستغنت عنهم هذه الأندية كان من المفترض أن يخضعوا لفترات اختبار في أندية مثل ساوثهامبتون أو نوريتش سيتي خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكن لم تعد هناك أي فترات للاختبار الآن. وبالتالي، سيتعين على هؤلاء اللاعبين أن يعملوا بكل قوة من أجل الحفاظ على لياقتهم البدنية والذهنية للبقاء في حالة جيدة، وأن يكونوا في حالة مثالية عند استئناف الأنشطة الرياضية مرة أخرى».
ومن المفهوم أن مانشستر سيتي قد احتفظ بجميع لاعبيه تحت سن 16 عاما بسبب الوضع الحالي، بعدما أبلغ أربعة لاعبين في يناير (كانون الثاني) بأنهم لن يستمروا مع الفريق. وقد تمكن ثلاثة منهم بالفعل من الانضمام إلى أندية جديدة. ويشير الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى أن 10 في المائة فقط من اللاعبين الشباب في أكاديميات الناشئين هم الذين ينتهي بهم المطاف بتوقيع عقود احتراف. ويعتقد وكيل اللاعبين الذين أشرنا إليه سابقا أن أزمة تفشي فيروس «كورونا» قد أجبرت العديد من الأندية على اتخاذ قرارات صعبة. ويقول: «ما قد يحدث هو أن الكثير من اللاعبين الذين لم يتمكنوا من الانضمام إلى أندية أخرى سوف يعتزلون اللعبة. سيكون من الصعب للغاية عليهم إيجاد أندية جديدة نظرا لأن العديد من الأندية في الدوريات الأدنى من الدوري الإنجليزي الممتاز تعاني كثيرا من الناحية المالية».
ويتمثل أحد الحلول في قيام هذه الأندية بتنظيم اختبارات على نطاق واسع، مشابهة لتلك التي تقوم بها بعض الرياضات الأميركية، بمجرد أن تسمح الظروف بذلك. لكن وكيل لاعبين آخر يشك في قدرة الأندية الصغيرة على التعاقد مع لاعبين شباب بأعداد كبيرة بالشكل الذي كان يحدث خلال السنوات السابقة. ويقول: «ستتلقى معظم أكاديميات الناشئين تعليمات بأنها لا يمكنها إنفاق المزيد من الأموال على التعاقد مع لاعبين جدد حتى تتضح الصورة. وسيتوقف التصديق على الميزانيات الجديدة، لذلك تقول معظم الأندية إنه حتى عندما تتمكن من تنظيم اختبارات اللاعبين الشباب، فإنها لا تعرف متى ستحصل على الأموال، لأن مجالس الإدارة ستكون بحاجة إلى معرفة ما سيحدث مع كل شيء آخر حتى يمكنها اتخاذ قرار. باختصار، سيكون الأمر عبارة عن كابوس».
ويضيف «وفيما يتعلق بأي أبوين قد رحل ابنهما عن النادي الذي كان يلعب له ولم يجد ناديا جديدا، فإنني لا أجد أي شيء يمكنني أن أقوله لهم في الوقت الحالي. لا يمكننا أن نخبرهم بالموعد الذي ستفتح فيه أكاديميات الناشئين أبوابهما مرة أخرى، ولا يمكننا أن نخبرهم بالموعد الذي سيبدأ فيه المسؤولون عن التعاقد مع اللاعبين الشباب الرد على اتصالاتهم مرة أخرى. كل ما يمكننا أن نقوله لهم هو أن يتحلوا بالصبر، لكنني أعتقد أن أكاديميات الناشئين لن تضم لاعبين جددا حتى شهر أغسطس (آب) على الأقل».
لكن وضع اللاعبين الشباب المحظوظين الذين لا يزالون على قوائم الأندية فإنه أفضل قليلا. وعلى الرغم من أن اللاعبين في أكاديميات الناشئين بأندية الدوري الإنجليزي الممتاز كانوا يتواصلون مع مديريهم الفنيين على مدى الأسابيع التسعة الماضية، فقد أجبرت المخاوف المالية العديد من الأندية التي تلعب في دوري الدرجة الثانية ودوري الدرجة الثالثة على الاستغناء عن عدد كبير من العاملين بها.
يقول مدير فني لأحد أكاديميات الناشئين التابعة لناد يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز: «الأندية الكبرى لم تتأثر سوى بشكل ضئيل للغاية. بل قد يكون من الجيد بالنسبة للاعبين الشباب بهذه الأكاديميات أن يحصلوا على قسط من الراحة من هذا النمط من الحياة، حيث كانوا يذهبون إلى التدريبات باستمرار ويذهبون إلى المدرسة أيضا. لكن بالنسبة للاعبين الشباب في أكاديميات الناشئين بالدوريات الأدنى، فقد يؤثر ذلك كثيرا عليهم وقد لا يمكنهم الاستمرار في اللعبة من الأساس». ويقول عن الوضع في بعض أندية الدوريات الأدنى: «الأمر لا يتعلق بالتعاقد مع لاعبين جدد فحسب، ولكن لا يوجد حتى من يهتم بحالة اللاعبين الذين ما زالوا يلعبون بأكاديميات الناشئين»!
أما بالنسبة لزبير، فإنه يحاول استغلال الوقت الحالي في القيام بأشياء مفيدة قدر الإمكان. ويقول: «لقد تلقيت عدة عروض بالفعل، لكن يتعين علينا أن ننتظر حتى تتضح كافة الأمور من الناحية المالية. والآن، فإنني أشاهد الكثير من المباريات القديمة في الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الفرنسي الممتاز، وأحاول أن أفهم كيف يتعامل بعض اللاعبين مع مواقف بعينها. من المهم أن تقوم بتقييم نقاط ضعفك حتى يمكنك العمل على تحسينها. وأتمنى أن تتاح لي الفرصة المناسبة قريبا».
«كورونا» يضع اللاعبين الصغار في أكاديميات الشباب «طي النسيان»
كثير منهم غير قادر على الانضمام إلى أندية حالياً... ومخاوف من اعتزالهم اللعبة
«كورونا» يضع اللاعبين الصغار في أكاديميات الشباب «طي النسيان»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة