هياكل عظمية تظهر أول استخدام للذرة في أميركا الوسطى

الفريق البحثي في موقع اكتشاف الهياكل العظمية
الفريق البحثي في موقع اكتشاف الهياكل العظمية
TT

هياكل عظمية تظهر أول استخدام للذرة في أميركا الوسطى

الفريق البحثي في موقع اكتشاف الهياكل العظمية
الفريق البحثي في موقع اكتشاف الهياكل العظمية

لا تخلو محال البقالة والمولات التجارية الكبيرة من منتجات الذرة، سواء الطازجة منها أو المعلبة، كما أنها تدخل في إنتاج الصابون ومستحضرات التجميل، وربما يكون هو أهم نبات عرفه الإنسان على الإطلاق، حيث وصل إنتاجه إلى أكثر من مليار طن في عام 2019، وهو ضعف إنتاج الأرز.
ورغم هذه الأهمية الكبيرة للذرة، لا سيما في أميركا الوسطى، فإنه لم يُعرف الكثير عن العصر الذي بدأ فيه البشر تناول الذرة كغذاء لأول مرة، ولكن دراسة نشرت أول من أمس في دورية «ساينس أدفانسيس» استخلصت معلومات مهمة في هذا الإطار من الهياكل العظمية البشرية القديمة المحفوظة جيداً في ملاجئ الصخور في أميركا الوسطى.
ويكتسب الذرة اليوم كثيرا من الشعبية لقيمته العالية من الكربوهيدرات والبروتين في علف الحيوانات ومحتواه من السكر الذي يجعله المكون المفضل للعديد من الأطعمة المصنعة، بما في ذلك المشروبات السكرية، وتقليديا تم استخدامه أيضا كمشروب مخمر، ولكن الدراسة تقدم أول دليل مباشر لاعتماد البشر عليه كغذاء رئيسي.
ولتحديد وجود الذرة في النظام الغذائي للأفراد القدماء، قام فريق بحثي أميركي بقياس نظائر الكربون في عظام وأسنان 52 هيكلاً عظمياً، وتضمنت الدراسة بقايا الذكور والإناث البالغين والأطفال الذين قدموا عينة شاملة من السكان، ويعود أقدم بقايا تم دراستها ما بين 9600 و8600 عام.
ويظهر التحليل أن البقايا الأقدم كانت من الأشخاص الذين أكلوا النباتات البرية والنخيل والفواكه والمكسرات الموجودة في الغابات الاستوائية، إلى جانب اللحوم من صيد الحيوانات الأرضية، وبحلول 4700 عام مضت، أصبحت الأنظمة الغذائية أكثر تنوعاً، حيث أظهر بعض الأفراد أول استهلاك للذرة. ويوضح تحليل نظائر الكربون لرضيعين صغيرين استهلاك أمهاتهما لكميات كبيرة من الذرة، وأظهرت النتائج زيادة استهلاك الذرة إلى 70 في المائة من النظام الغذائي بعد 700 سنة. ونظائر الكربون هي المركبات التي تحتوي على ذرات الكربون، التي تنقسم إلى نوعين هما «c3»، و«c4»، حيث توجد الأولى في نباتات الطقس المعتدل، مثل القمح والشعير، بينما تظهر الثانية في نباتات الطقس الحار، مثل الذرة.


مقالات ذات صلة

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.


علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.