تطوير بيئي لإعادة التوازن الطبيعي في محمية شرعان بـ«العُلا» السعودية

محمية شرعان تمثّل نظاماً طبيعياً كاملاً وفعالاً (واس)
محمية شرعان تمثّل نظاماً طبيعياً كاملاً وفعالاً (واس)
TT

تطوير بيئي لإعادة التوازن الطبيعي في محمية شرعان بـ«العُلا» السعودية

محمية شرعان تمثّل نظاماً طبيعياً كاملاً وفعالاً (واس)
محمية شرعان تمثّل نظاماً طبيعياً كاملاً وفعالاً (واس)

تشرف الهيئة الملكية لمحافظة العُلا السعودية على عملية تطوير بيئي، واسعة النطاق، لإعادة التوازن الطبيعي في محمية شرعان بالمحافظة.
وتمثّل محمية شرعان نظاماً طبيعياً كاملاً وفعالاً تماماً، مثلما كانت منطقة العلا قبل مئات السنين، وحققت الهيئة نجاحات مهمة في المراحل الأولى، فإضافةً إلى ولادة جيل من الغزلان، فقد أعادت تأسيس الغطاء النباتي الذي تحتاج إليه هذه الغزلان من أجل البقاء.
ووقّعت هيئة العلا في يونيو (حزيران) الماضي اتفاقية مع منظمة بانثيرا الرائدة عالمياً في مجال حماية القطط البرية، التي تدير مبادرات في 39 دولة، للاستفادة من خبراتها وفريقها من علماء الأحياء وخبراء القانون وحماية القطط البرية، إضافة إلى ما تتمتع به من تكنولوجيا متطورة، وذلك ضمن مساعي الهيئة لتعزيز جهود الحفاظ على النمر العربي.
وتعتمد نهجاً مستداماً في تنفيذ استراتيجيتها؛ حيث تُشكِّل إعادة النمور العربية جزءاً من الخطة الرئيسية الثالثة ضمن استراتيجية الهيئة، إذ تصنف شرعان منتجعاً طبيعياً بفضل خصائصها الجيولوجية والطبوغرافية والبيئية، ويستهدف هذا العمل، إضافة إلى 3 خطط رئيسية أخرى تضمنتها الاستراتيجية، جعل محافظة العُلا وجهة عالمية للثقافة والتراث الطبيعي والسياحة البيئية، توفّر للزوار تجربة مميزة ضمن مشهد عربي عريق يتعايش فيه الزوار والسكان مع التاريخ البشري والثراء الطبيعي.

من جانبه، قال مدير المحميات الطبيعية أحمد المالكي: «لو نظرت إلى النقوش الحجرية المتعددة في منطقة العلا ستكتشف التاريخ الطويل الذي تعايش فيه البشر والنمور، بل مختلف أنواع الحيوانات البرية بعضهم مع بعض في المنطقة، ورغم أن هذه العلاقة لم تزدهر في الماضي فإننا على يقينٍ أن الطبيعة والإنسانية قادرتان على التعايش معاً، إذ إننا نقوم بإعادة إنشاء منطقة طبيعية ونقية، مشابهة لما كانت عليه سابقاً، لتشكل جزءاً من المتحف الحي الذي نقوم ببنائه في العلا، وسيجذب هذا العمل الزوار من جميع بقاع العالم، ما سيسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما سندرّب السكان لكي يشغلوا عدداً من الوظائف المهمة، مثل الحراسة والتعليم والتوجيه السياحي وغير ذلك، ما يضمن استدامة هذه المحمية الطبيعية للأجيال القادمة».
ويرى مدير عمليات إكثار الحيوانات في المحميات الطبيعية في الهيئة، فرانك ريتكيرك، أن «الخطوات التي سبق أن خطتها الهيئة في مجال حماية الغزلان تشهد على نجاحها فيما يتعلق باستعادة الطبيعة البرية في منطقة العلا، بعدما ألحق الرعي الجائر فيها وبعض النشاطات البشرية الأخرى الضرر باستقرارها البيئي»، مضيفاً: «سنعمل على إعادة توطين أحد أكثر الحيوانات المفترسة فتكاً بالغزلان، وهي النمر العربي المهدد بالانقراض، فعلى عكس ما تشتهيه الغزلان والوعول، فإن خطط استعادة النظام البيئي بالكامل تعني أن حياتها لن تكون آمنة كما هي في حدائق الحيوان، فالنظام البيئي يمثل سلسلة غذائية كاملة، فيها كل من المنتجات، والمستهلكات، والمفترسات العلوية، إذ كان النمر العربي سابقاً واحداً من الأنواع الأصلية التي سكنت العلا، ووجوده يمثل جزءاً من التنوع البيئي والتاريخي للمنطقة، وهو ما يزال حتى الآن جزءاً من تراث المنطقة والموروث الشعبي لأهلها، إلا أن عدداً من المشكلات البيئية والممارسات كالصيد تسببت بخفض أعداد هذه النمور كثيراً. وعليه، فنحن نعمل الآن على إكثار هذه القطط الكبيرة مجدداً، متبعين جدولاً زمنياً يمتد من 5 إلى 10 سنوات».

من جهته، تحدث مدير برنامج الحفاظ على النمور في «بانثيرا»، ونائب المدير التنفيذي لعلوم الحفاظ على البيئة، الدكتور جاي بالمي، قائلاً: «قد لا يمثل النمر الحيوان الذي يخطر على أذهان الناس عند تفكيرهم بالحياة البرية في السعودية، إلا أننا سنعمل من خلال هذه الشراكة الجديدة على معالجة السبب وراء ذلك، وهذا أحد الأسباب التي تحمسنا للعمل مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا»، متابعاً بالقول: «بالاعتماد على عملنا المستمر في دعم مجموعات متعددة من القطط الكبيرة حول العالم قمنا بتصميم إطار مراقبة يضم عدداً من التقنيات المكثفة يمكن من خلاله تقييم حالة النمور العربية ومنافسيها وفرائسها في السعودية، كما سنعمل أيضاً مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا والهيئة السعودية للحياة الفطرية لتدريب علماء الأحياء والعمال الميدانيين وغيرهم من الخبراء بهدف مراجعة الاستراتيجية السعودية وخطة العمل الوطنية للحفاظ على النمر العربي في موئله الأصلي». وسيعتمد إطار المراقبة بصورة أساسية على شبكة واسعة من الكاميرات الكاشفة، التي ستكون ذات أهمية بالغة في تحديد عدد النمور المتبقية في المنطقة.
وعن مغامرة نشر وتركيب كاميرات المراقبة، أشار عبد العزيز العنزي، أحد أعضاء فريق الطبيعة في هيئة العلا، إلى أن «(بانثيرا) حددت 10 مواقع أساسية في السعودية يحتمل احتضانها لآخر النمور المتبقية، وكان علينا الذهاب إليها سيراً على الأقدام حاملين معنا هذه الكاميرات؛ حيث بقينا هناك 4 أيام مع زملائنا من المنظمة وهيئة الحياة الفطرية، ثم مشينا إلى أماكن بعيدة، واخترنا أفضل المواقع لنصب الكاميرات الخاصة، من أجل التقاط صور لمختلف أشكال الحياة البرية، مع التركيز على تصوير النمر العربي، ووجدنا أن المملكة ما زالت إلى الآن موطناً لأنظمة بيئية مفعمة بالحياة، ولا سيما عندما وجدنا آثار أقدام وآثار أنواع مختلفة من الحيوانات، مثل الذئب العربي والضبع المخطط والوبر الصخري وأنواع الذئاب المختلفة، ولا شك أن النظام البيئي في العلا يمكنه الانتعاش مرة أخرى مع تلقيه مزيداً من الدعم».
وستقوم الفرق التابعة لهيئة العلا و«بانثيرا» وهيئة الحياة الفطرية بنصب 80 كاميرا في المناطق العشر الرئيسية؛ حيث تستطيع كل كاميرا تخزين 6000 صورة تقريباً، وعلى الرغم من التاريخ المشحون بين النمور والبشر في المنطقة والعالم أجمع، فإن الفرق ستستعين بمعرفة السكان المحليين عن النمور والحياة البرية، وذلك من خلال توزيع استبيانات على 2000 إلى 4000 من المواطنين المطّلعين على المنطقة، لدراسة أوقات ظهور هذه الحيوانات والسلوكيات المتّخذة تجاه الحياة البرية، وتقييم تواصل الحيوانات عبر الجبال؛ ما سيوفر خط الأساس لأعداد النمور العربية في السعودية والمعلومات اللازمة لإعادة النمر العربي إلى العُلا.
وتعدّ هذه الخطة جزءاً من الرؤية الأوسع الرامية إلى جعل العلا وجهة عالمية للثقافة والتراث الطبيعي والسياحة البيئية، كما ستعود بالفائدة على المجتمع المحلي. وإنشاء محمية شرعان الطبيعية هو أحد برامج التنمية التي تهدف لتحقيق هذه الرؤية التي ستفيد مجتمع العلا بشكل مباشر، من خلال خلق وظائف وفرص اقتصادية وتدريبية جديدة، تماشياً مع أهداف «رؤية السعودية 2030».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق الرئيس الفرنسي خلال جولته في منطقة «الحِجر» التاريخية في العُلا (واس)

الرئيس الفرنسي يزور معالم العُلا الأثرية ومكوناتها التاريخية

زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محافظة العلا شهدت إطلاق مشروع «فيلا الحِجر»، أول مؤسسة ثقافية فرنسية - سعودية على أرض المملكة.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق الهراميس الثلاثة وُلدت خلال هذا الصيف في مركز إكثار النمر العربي التابع للعلا (واس)

ولادة 3 توائم من هراميس نادرة للنمر العربي في «مركز العلا»

وُلِدت مجموعةٌ نادرة من التوائم الثلاثية للنمر العربي المهدد بالانقراض، في ظل التحديات المتعلقة بالحفاظ على هذه الأنواع وإعادة تأهيلها في البرية.

«الشرق الأوسط» (العلا)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
عالم الاعمال منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

«بانيان تري العُلا» يكشف عن تقديم مجموعة متنوعة من العروض لموسم العطلات


«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.