لندن «لن تتخلى» عن مواطني هونغ كونغ

لوّحت بمنحهم الجنسية ورفضت شمولهم بقانون «الأمن القومي» الصيني

TT

لندن «لن تتخلى» عن مواطني هونغ كونغ

أكدت لندن أمس أنها «لن تتخلى» عن شعب هونغ كونغ، وقد تمنحهم الإقامة والجنسية الدائمة في بريطانيا إذا تنصلت بكين من التزاماتها الدولية والاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 1984 بخصوص المستعمرة البريطانية السابقة وطبقت قانون «الأمن القومي» المثير للجدل.
وكتب جونسون في مقال نشر في صحيفتي «تايمز» و«ساوث تشاينا مورنينغ بوست»: «يخشى الكثير في هونغ كونغ أن يكون أسلوب حياتهم - الذي تعهدت الصين بالإبقاء عليه - مهددا». وأكد أنه «إذا مضت الصين قدما وأعطت مبررا لهذه المخاوف، فلا يمكن لبريطانيا بملء ضميرها أن تتجاهل الأمر وتتجاوزه، بالعكس سنحترم واجباتنا وسنقدم خيارا بديلا».
وصرح جونسون قائلا الثلاثاء إنه سيقترح على ملايين من سكان هونغ كونغ جوازات سفر وإمكانية الحصول على الجنسية البريطانية إذا أصرت الصين على فرض قانونها حول الأمن القومي على المنطقة. وكان البرلمان الصيني قد وافق الأسبوع الماضي على سن قوانين لهونغ كونغ للحد من التحريض والانفصال والإرهاب والتدخل الخارجي. وربما تتمركز عناصر من الأمن والمخابرات الصينية في المدينة للمرة الأولى.
وأضاف جونسون، كما نقلت عنه «فرنس برس» و«رويترز» أنه يوجد نحو 350 ألف مواطن حاملين لذلك النوع من جوازات السفر في هونغ كونغ، وأن 2.5 مليون آخرين مؤهلون للحصول عليها.
وينص القانون حول الأمن القومي، الذي أقرت الجمعية الوطنية الشعبية الصينية مبدأ فرضه لكن لم ينته بعد، على عقوبات للنشاطات الانفصالية و«الإرهابية» والتخريب والتدخلات الأجنبية في المنطقة الصينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. وقررت بكين فرض هذا القانون بعد موجة من التظاهرات المؤيدة للديمقراطية ما أثار معارضة دولية وأدى إلى عودة الاضطرابات إلى هونغ كونغ.
ويخشى المعارضون لنفوذ بكين أن يؤدي ذلك إلى تراجع غير مسبوق في الحريات في المركز المالي الذي يضم سبعة ملايين نسمة. وكانت بكين تعهدت عند عودة المنطقة إليها بمنح هونغ كونغ حكما ذاتيا واسعا وحريات وفق مبدأ «بلد واحد، بنظامين». وقال جونسون: «إذا فرضت الصين قانونها للأمن القومي، فستغير الحكومة البريطانية تشريعها الخاص بالهجرة وستسمح لأي شخص يحمل هذه الجوازات ويقيم في هونغ كونغ بالقدوم إلى المملكة المتحدة لمدة 12 شهرا قابلة للتجديد ومنح مزيد من الحقوق، بما فيها الحق في العمل الذي يمكن أن يضعه على طريق المواطنة». وأضاف أن فرض القانون في هونغ كونغ «سيحد من حرياتها ويقلص استقلاليتها بشكل كبير»، مؤكدا أنه «إذا حدث ذلك فلن يكون أمام بريطانيا خيار آخر سوى الحفاظ على علاقات التاريخ والصداقة العميقة مع شعب هونغ كونغ».
وكانت لندن أعلنت في إطار الاحتجاجات الدولية على القانون الصيني، عن خطط لمنح مزيد من الحقوق لسكان هونغ كونغ الذين يحملون «جواز سفر بريطانيا لما وراء البحار».
من جهته دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الثلاثاء بكين إلى التراجع عن قرارها. وقال في البرلمان: «حان الوقت للصين لتفكر وتبتعد عن حافة الهاوية وتحترم الحكم الذاتي لهونغ كونغ والتزاماتها الدولية».
لكن تدخل جونسون شخصيا يزيد الضغط بشكل كبير. وكتب «آمل ألا يتم التوصل إلى ذلك»، مشددا على أن «بريطانيا لا تسعى إلى عرقلة صعود الصين» بين الأمم. وتابع «لأننا بالتحديد نرحب بالصين بصفتها عضوا قياديا في المجتمع العالمي، نتوقع منها أن تلتزم بالاتفاقات الدولية».
ورفض رئيس الوزراء البريطاني الاتهامات بأن لندن نظمت الاحتجاجات. وقال إن «بريطانيا لا تريد أكثر من نجاح هونغ كونغ تحت شعار دولة واحدة بنظامين». وعبر عن أمله في أن تكون الصين ترغب في «الأمر نفسه». وقال: «لنعمل معا لتحقيق ذلك».



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.