إيرادات قناة السويس تتراجع 9.6 % في مايو

تحسن طفيف لانكماش القطاع الخاص المصري

أسفر تقلص حركة التجارة العالمية عن تراجع إيرادات قناة السويس الشهر الماضي (رويترز)
أسفر تقلص حركة التجارة العالمية عن تراجع إيرادات قناة السويس الشهر الماضي (رويترز)
TT

إيرادات قناة السويس تتراجع 9.6 % في مايو

أسفر تقلص حركة التجارة العالمية عن تراجع إيرادات قناة السويس الشهر الماضي (رويترز)
أسفر تقلص حركة التجارة العالمية عن تراجع إيرادات قناة السويس الشهر الماضي (رويترز)

قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس الأربعاء إن إيرادات القناة تراجعت 9.6 في المائة في مايو الماضي على أساس سنوي، وذلك بفعل تأثير تفشي فيروس كورونا على حركة التجارة العالمية.
وقال ربيع للتلفزيون الرسمي إن عدد السفن المارة عبر القناة في مايو (أيار) لم يتغير تقريبا عن مايو 2019. لكن الحمولات انخفضت. وامتنع عن الإفصاح عن الإيرادات الكلية للشهور الخمسة الأولى من 2020. لكنه قال: «حققنا تقريبا مثل العام الماضي، سواء إيرادات أو حمولة أو عدد مراكب».
وذكر في الشهر الماضي أن إيرادات القناة ارتفعت إلى 1.907 مليار دولار في الشهور الأربعة الأولى من 2020 مقارنة مع 1.869 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وقال الأربعاء: «أنا متفائل أننا في النصف الثاني، مع تحرك حركة التجارة العالمية، سنحقق الإيرادات نفسها والدخل نفسه مثل العام الماضي».
وقناة السويس أسرع مسار للشحن بين أوروبا وآسيا وأحد مصادر العملة الصعبة الرئيسية للحكومة المصرية.
من جهة أخرى، كشف مسح الأربعاء أن نشاط القطاع الخاص غير النفطي في مصر انكمش بوتيرة أبطأ في مايو، بعدما سجل أسوأ أداء له خلال عشرة أعوام في الشهر السابق، في الوقت الذي تعصف فيه أزمة فيروس كورونا بالشركات.
وسجل مؤشر آي.إتش.إس ماركت لمديري المشتريات في القطاع الخاص غير النفطي بمصر 40.7 نقطة في مايو ارتفاعا من 29.7 نقطة في أبريل (نيسان)، لكنه ظل أدنى من مستوى الخمسين نقطة الفاصل بين النمو والانكماش. وتسبب تفشي فيروس كورونا في توقف السياحة بمصر بشكل كامل تقريبا، وهي تشكل نحو خمسة في المائة من الاقتصاد، حيث توقفت رحلات الطيران المنتظمة إلى مصر منذ 19 مارس (آذار).
وبدأت الحكومة بالسماح لبعض الفنادق باستئناف العمل بربع طاقتها المعتادة في نهاية مايو بشرط تطبيق بروتوكولات صحة وسلامة صارمة. كما أُغلقت المطاعم والمقاهي وبدأ حظر تجول ليلي منذ نهاية مارس.
وقالت آي.إتش.إس ماركت إن «توقعات النشاط في 12 شهرا ضعفت منذ أبريل، رغم أنها ظلت أعلى من المستوى المتدني المسجل في مارس... تأمل الشركات بشكل عام بأن يؤدي انقضاء أزمة كوفيد - 19 في نهاية المطاف إلى تعافي السوق».
وارتفع المؤشر الفرعي للطلبيات الجديدة إلى 36.1 من 14.1 في أبريل، والتي كانت أسوأ قراءة في تسعة أعوام. وزاد مؤشر المشتريات إلى 41.9 من 21.0 في أبريل.
وقال ديفيد أوين الخبير الاقتصادي في آي.إتش.إس ماركت: «تراجع الإنتاج والطلبيات الجديدة مجددا في ظل ركود الطلب عموما في القطاع الخاص... ضعفت مبيعات التصدير أيضا، وإلى جانب ذلك تسارعت خسارة الوظائف بأسرع وتيرة في أكثر من ثلاثة أعوام».
وانكمش التوظيف في القطاع غير النفطي لسابع شهر على التوالي حيث سجل المؤشر 45.5 مقارنة مع 46.1 في أبريل. وقال أوين إن «المعنويات لا تزال إيجابية رغم تصاعد المخاوف بشأن تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما قد يؤثر على أي تعاف في الطلب العالمي».


مقالات ذات صلة

«إتش سي» تتوقع أن يثبت «المركزي» المصري الفائدة في اجتماع الخميس

الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري في العاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

«إتش سي» تتوقع أن يثبت «المركزي» المصري الفائدة في اجتماع الخميس

توقعت شركة «إتش سي» للأوراق المالية والاستثمار، أن تبقي لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع الخميس المقبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مقر «البنك المركزي المصري» في القاهرة (رويترز)

صافي الأصول الأجنبية بمصر إيجابي في يوليو للشهر الثالث

أظهرت بيانات «البنك المركزي المصري» أن صافي الأصول الأجنبية في مصر كان إيجابياً للشهر الثالث توالياً في يوليو (تموز) الماضي بعد أن ظل سلبياً لأكثر من عامين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد شعار «بنك التنمية الجديد» (رويترز)

«بنك التنمية الجديد» لتعزيز الجهود في دول «البريكس»

أقر «بنك التنمية الجديد» آلية جديدة لتعزيز جهود التنمية في دول «البريكس»، خلال اجتماع عقدته الدول الأعضاء، السبت، في كيب تاون بجنوب أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (كيب تاون)
الاقتصاد رانيا المشاط وزيرة التخطيط ورئيسة مجلس إدارة صندوق مصر السيادي تتوسط أعضاء مجلس الإدارة (الشرق الأوسط)

صندوق مصر السيادي يعين نهى خليل قائماً بأعمال الرئيس التنفيذي

أعلنت رانيا المشاط رئيسة مجلس إدارة صندوق مصر السيادي، تولي نهى خليل رئيسة قطاع الاستراتيجية وتطوير الأعمال بالصندوق، منصب الرئيس التنفيذي بالإنابة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد فنادق وبنوك ومكاتب على نهر النيل في القاهرة (رويترز)

50 % معدل نمو متوقع للشركات الناشئة المصرية سنوياً

احتلت مصر المرتبة الأولى من حيث حجم الاستثمارات التي تم ضخها في الشركات الناشئة، خلال النصف الأول من العام الحالي، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«إصلاح» موازنة الاتحاد الأوروبي ينذر بصدام بين أعضائه

اجتماع سابق في أبريل لمجلس الشؤون الاقتصادية والمالية بالمفوضية الأوروبية (موقع المفوضية)
اجتماع سابق في أبريل لمجلس الشؤون الاقتصادية والمالية بالمفوضية الأوروبية (موقع المفوضية)
TT

«إصلاح» موازنة الاتحاد الأوروبي ينذر بصدام بين أعضائه

اجتماع سابق في أبريل لمجلس الشؤون الاقتصادية والمالية بالمفوضية الأوروبية (موقع المفوضية)
اجتماع سابق في أبريل لمجلس الشؤون الاقتصادية والمالية بالمفوضية الأوروبية (موقع المفوضية)

من المقرر أن تدفع بروكسل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي نحو إصلاح جذري لموازنتها المشتركة البالغة 1.2 تريليون يورو، وربط المدفوعات بالإصلاحات الاقتصادية بدلاً من تعويض البلدان الأكثر فقراً بشكل تلقائي.

وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز»، ستبدأ المحادثات بشأن الجولة التالية من الموازنة طويلة الأجل في الخريف، مما سيشكل انطلاقة لواحدة من أكثر مفاوضات السياسة تعقيداً وتوتراً في الاتحاد الأوروبي. وستكون إحدى التغييرات الأكثر إثارة للجدال التي تسعى إليها المفوضية الأوروبية هي إعادة تنظيم القواعد التي تحكم ما يسمى صناديق التماسك، والتي توزع عشرات المليارات من اليورو سنوياً لسد الفجوة الاقتصادية بين الأجزاء الأكثر ثراءً والأفقر في الاتحاد.

يزعم أنصار التغييرات أن ربط الإصلاحات، مثل التغييرات في معاشات التقاعد أو الضرائب أو قوانين العمل، بالمدفوعات سيجعل الإنفاق أكثر فاعلية وتأثيراً. وقال أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي المطلعين على العمل الأولي لموازنة 2028 - 2034 إن ما يسمى الدول المتلقية الصافية، أي الدول الأعضاء التي تتلقى من الموازنة أكثر مما تضع فيها، «بحاجة إلى فهم أن العالم، حيث تحصل على مظروف من تمويل التماسك من دون شروط... رحل».

أقر مسؤول ثانٍ في الاتحاد الأوروبي بأن التحول سيكون «لحظة حاسمة إلى حد كبير». ولكن من المرجح أن يثير مثل هذا التغيير خلافاً شديداً بين الدول الأعضاء السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي، والتي يجب أن تقضي الآن سنوات في محاولة التوصل إلى اتفاق بالإجماع بشأن حجم الموازنة المشتركة وما يجب إنفاقها عليه.

هل يحصل التمديد؟

في ظل التحديات التي تتراوح من الحرب في أوكرانيا إلى إعادة تجهيز اقتصادها للتنافس مع الصين والولايات المتحدة، تكافح بروكسل لتمديد موازنتها الحالية، التي تستمر حتى عام 2028. وفقاً للموازنة الحالية، يذهب نحو ثلثها نحو سد الفجوات بين المناطق الأكثر فقراً والأكثر ثراءً ويتم دفع ثلث آخر في شكل إعانات زراعية. وينقسم الباقي بين تمويل البحوث ومساعدات التنمية وتكلفة تشغيل آلية الاتحاد الأوروبي.

ستحاكي بنود الشرط المقترح هذا المرفق بصندوق الاتحاد الأوروبي البالغ 800 مليار يورو في عصر الوباء، والذي صرف الأموال على أساس البلدان التي تنفذ إصلاحات واستثمارات متفق عليها مسبقاً. وقد شملت هذه الإصلاحات إصلاح سوق العمل في إسبانيا، والتغييرات التي طرأت على نظام العدالة في إيطاليا، وتكييف نظام التقاعد في بلجيكا. ولكن الوصول إلى صناديق التماسك يُنظَر إليه بوصفه مقدساً من قِبَل كثير من الدول في وسط وشرق أوروبا التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بوعد بدفع مبالغ في مقابل فتح اقتصاداتها أمام المستثمرين من أوروبا الغربية.

ووفقاً لدراسة أجراها المعهد الاقتصادي الألماني، فإن المجر وسلوفاكيا ودول البلطيق هي الدول الخمس الأولى المتلقية الصافية لصناديق التماسك بنسبة مئوية من الدخل الوطني.

ومن المرجح أن تعارض الحكومات في هذه البلدان أي تحركات ترى أنها قد تحد من مدفوعاتها. ومع ذلك، فإن البلدان التي تدفع أكثر لموازنة الاتحاد الأوروبي مما تحصل عليه هي أكثر دعماً. وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي إن «الطريقة الوحيدة تقريباً لإقناع الدافعين الصافيين بالمساهمة أكثر هي فرض المزيد من القيود على المتلقين».

وتبدأ المحادثات بشأن الميزانية الموازنة في الخريف، ومن المتوقع تقديم اقتراح رسمي في عام 2025.

كما يمكن للمفوضية الأوروبية فرض تغييرات كبيرة على طريقة تجميع تدفقات التمويل، والتحول من عدد كبير من البرامج إلى «خطة» بلد واحد. وهي تدرس تغييرات أخرى، بما في ذلك ما إذا كان ينبغي تقصير مدة الموازنة المشتركة من سبع إلى خمس سنوات.

وقال المؤيدون في المفوضية إن الإصلاحات الشاملة من شأنها أن تجعل الموازنة أكثر كفاءة في تلبية الأولويات مثل تغير المناخ، وتعزيز الصناعة المحلية، والاستجابة للأزمات غير المتوقعة.

وقال مسؤول ثالث في الاتحاد الأوروبي: «الطريقة التي نتفق بها على موازنة الاتحاد الأوروبي بها كثير من الجمود المدمج... نحن بحاجة إلى أن نكون أقرب إلى الواقع».

ومع ذلك، يعتقد كثير من مجموعات المصالح الخاصة والسلطات الإقليمية أن التغييرات تشكل زحفاً للمهمة من قبل المفوضية. وقالت لوبيكا كارفاسوفا، نائبة رئيس لجنة التنمية الإقليمية في البرلمان الأوروبي، رداً على خطط التغييرات على تدفقات التمويل: «هناك مخاوف واسعة النطاق بين كثير من مناطق الاتحاد الأوروبي حول ما قد يعنيه هذا النوع من التحول لتمويلها الحاسم».

في الوقت الحالي، يتم تمويل موازنة الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير من قبل البلدان؛ وفقاً لوزنها الاقتصادي، مقسمة بين الدافعين الصافين والمستفيدين الصافين. تاريخياً، تبلغ قيمتها نحو 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي. ويزعم بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي أن الموازنة غير كافية للتعامل مع التحديات الكثيرة التي يواجهها الاتحاد، وتتطلب مزيداً من الأموال من العواصم. وقال نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية فالديس دومبروفسكيس لصحيفة «فاينانشيال تايمز»: «لا يوجد شيء، من الناحية القانونية، يمنع موازنة الاتحاد الأوروبي من أن تكون أكبر من واحد في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي».