الدوري الإنجليزي بعد عودته سيكون مختلفاً عما نعرفه

لمباريات الدوري الألماني حتى الآن خير دليل على ذلك

لاعبو ليفربول متحمسون لاستئناف بطولة الدوري (أ.ف.ب)
لاعبو ليفربول متحمسون لاستئناف بطولة الدوري (أ.ف.ب)
TT

الدوري الإنجليزي بعد عودته سيكون مختلفاً عما نعرفه

لاعبو ليفربول متحمسون لاستئناف بطولة الدوري (أ.ف.ب)
لاعبو ليفربول متحمسون لاستئناف بطولة الدوري (أ.ف.ب)

قد يشعر عشاق كرة القدم بقدر من التفاؤل بعد معرفة أن الدوري الإنجليزي الممتاز سوف يستأنف مبارياته في السابع عشر من يونيو (حزيران) الجاري، لكن لا يجب أن يتخيل أي شخص أن الأمور ستعود إلى طبيعتها وأن المباريات المتبقية من الموسم ستكون بنفس القوة والإثارة التي كانت عليها في السابق. ويشير المتشائمون إلى أن اليوم الأول لاستئناف الموسم سيشهد إقامة المباراتين المؤجلتين أولاً، وهو ما يعني أنه إذا حدث أي شيء خاطئ ولم تستكمل مباريات الموسم، فستكون جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على الأقل قد لعبت نفس العدد من المباريات.
وكان الدوري الألماني الممتاز قد استأنف مبارياته بدون جمهور، لكن الأهم من ذلك هو أن الشرطة الألمانية لم تصر على أن تقام المباريات على ملاعب محايدة، كما هو الحال في إنجلترا! لقد أصبحنا جميعاً مستسلمين على مر السنين لتعليمات الشرطة التي تحدد جدول مباريات كرة القدم لأسباب تتعلق بالسيطرة على الجماهير. لكن عندما تقول الشرطة الآن إن المباريات التي تقام على ملاعب خاوية من الجماهير تمثل تهديداً للسلامة العامة ولا يمكن السيطرة عليها، فإن هذا يعد تطورا كبيرا في هذا الصدد، خاصة في الوقت الذي تُغلق فيه المقاهي والحانات أبوابها ولا يوجد بها أي شخص! لكن ربما كانت المباريات التي طلبت الشرطة نقلها إلى ملاعب محايدة لها أسباب هي على الأرجح قرب تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 30 عاما.
ولا يمكن أن نتوقع تنظيم أي نوع من الاحتفالات العامة إلا بعد تأكد حصول ليفربول على اللقب، لأنه حتى لو لم يكن من الممكن إلا لعب نصف المباريات المتبقية فإنه لا يمكن لأي شخص أن ينكر حق ليفربول في الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، نظرا لأنه يتصدر جدول الترتيب بفارق 25 نقطة عن أقرب ملاحقيه، وهو الأمر الذي يبدو مثيرا للسخرية الآن بنفس القدر الذي كان عليه قبل توقف المباريات بسبب تفشي فيروس كورونا (كوفيد - 19). ورغم انتشار الكثير من النكات التي تربط بين فيروس كوفيد - 19 وبين حصول ليفربول على اللقب رقم 19 في تاريخه، فلا يمكن لأي شخص أن ينكر أن ليفربول كان أفضل عن باقي أندية المسابقة بفارق كبير، كما أن الجميع تقريبا متعاطفون مع ليفربول بسبب إيقاف الموسم لعوامل خارجة عن إرادة الفريق.
وبالتالي، فقد حسم ليفربول صراع الصدارة، الذي لم يكن بنفس الشراسة التي كان عليها في مثل هذا التوقيت في المواسم السابقة. لكن ستكون هناك منافسة شرسة على احتلال المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. وبالنسبة لمؤخرة جدول الترتيب، فإن الأندية التي تواجه خطر الهبوط لدوري الدرجة الأولى لديها هواجس هائلة فيما يتعلق بخوض المباريات القادمة بدون جمهور. وفي وقت سابق، أكد نادي واتفورد على أن خطة لعب المباريات القادمة على ملاعب محايدة ستكون على حساب الأندية التي كانت تعتمد على المباريات التي تقام على ملعبها من أجل حصد النقاط اللازمة للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقد أظهرت المباريات التي لُعبت في الدوري الألماني الممتاز حتى الآن أن اللعب بدون جمهور يلغي تماما الميزة التي كانت تحصل عليها الأندية عندما تلعب على ملعبها، حيث تشير الإحصائيات إلى أنه من بين الـ27 مباراة التي لعبت في الدوري الألماني الممتاز قبل نهاية الأسبوع الماضي، لم تحقق الأندية صاحبة الأرض الفوز إلا في خمس مباريات فقط، بنسبة أقل من 20 في المائة.
وعلى النقيض من ذلك، انتهت 11 مباراة – أكثر من 40 في المائة من إجمالي عدد المباريات – بفوز الأندية التي تلعب خارج ملاعبها. وبالتالي، فإن ذلك يعني نهاية الميزة التي كانت الأندية صاحبة الأرض تتمتع بها، من حيث معرفتها بشكل أكبر بغرف خلع الملابس أو تعود اللاعبين على عشب الملعب أو اللعب بين جماهير حاشدة تبث الحماس في نفوس لاعبي فريقها والخوف في نفوس الفريق الزائر، وربما الحكام.
وقد أظهرت التجربة الألمانية أيضا أن المباريات التي لُعبت بدون جمهور كانت أفضل فيما يتعلق بالوقت الذي تظل فيه الكرة داخل الملعب، بالمقارنة بالمباريات التي كانت تلعب في ظل وجود الجماهير. وقد أثبتت تلك المباريات أن عدم وجود الجماهير يجعل اللاعبين لا يميلون إلى اللعب الاستعراضي، أو وضع ضغوط كبيرة على كاهل الحكام حتى يغيروا قرارتهم. وحتى عند تسجيل الأهداف الرائعة، مثل الهدف الذي سجله نجم بايرن ميونيخ جوشوا كيميش في مرمى بوروسيا دورتموند، لم يتم الاحتفال بها لفترة طويلة؛ في ظل عدم وجود تفاعل بين اللاعبين والجمهور، والذي كان يجعل اللاعبين يشعرون بأنهم مثل نجوم المسرح الذين يتفاعلون مع الجمهور الذي يشاهد العرض المسرحي.
ولم تعد المباريات تتوقف كثيرا، فمجرد إطلاق حكم اللقاء لصافرة البداية يبدأ اللاعبون في الركض ويكون كل هدفهم هو الوصول لمرمى الفريق المنافس. لقد كان توقف الموسم في منتصفه لمدة ثلاثة أشهر كاملة أمرا غير مسبوق بالمرة، وبالتالي لا يمكن لأي شخص أن يتوقع ما سيحدث عند استئناف المباريات مرة أخرى.
وحتى قبل توقف الموسم، كان هناك احتمال لأن يقل حماس ليفربول كثيرا بمجرد حسمه للقب الدوري، وأن تلعب الأندية التي تحتل مراكز في وسط جدول الترتيب بقدر من التراخي نظرا لأنه لم يعد لديها هدف تسعى لتحقيقه – سواء بالمنافسة على بطولة أو اللعب من أجل تجنب الهبوط. وبالتالي، لو حدث نفس الأمر خلال الأسابيع المقبلة، فلن يكون هناك أي شيء جديد. وبالتالي، فإن كرة القدم التي سنشاهدها خلال الفترة المقبلة بعد استئناف الموسم ستكون مختلفة تماما عما كنا نشاهده في السابق، والدليل على ذلك ما رأيناه في المباريات التي لعبت في الدوري الألماني الممتاز.


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.