كيف تكون الكمامة مفيدة في مواجهة «كورونا»؟

القناع الأمثل هو (N - 95) حيث لا توجد به أي فراغات تسمح بنفاذ الفيروس

عدد من الأشخاص يرتدون كمامات ويحافظون على التباعد الجسدي (أ.ب)
عدد من الأشخاص يرتدون كمامات ويحافظون على التباعد الجسدي (أ.ب)
TT

كيف تكون الكمامة مفيدة في مواجهة «كورونا»؟

عدد من الأشخاص يرتدون كمامات ويحافظون على التباعد الجسدي (أ.ب)
عدد من الأشخاص يرتدون كمامات ويحافظون على التباعد الجسدي (أ.ب)

مع بداية أزمة فيروس «كورونا» المستجد، المسبب لمرض «كوفيد - 19»، استعادت حكومات العالم تجارب الماضي، وأوصوا مواطنيهم بارتداء الكمامات، غير أن إرشادات منظمة الصحة العالمية كانت تعتبر هذا الإجراء «متشدداً».
وكانت توصيات المنظمة تستند حينها إلى المعلومات الضئيلة حينها عن قدرات الفيروس، ولكن ما أثبته لاحقاً من قدرات واسعة على الانتشار، دفع المنظمة إلى تحديث توصياتها، وقالت إن «من شأن ارتداء الكمامة الطبية أن يحد من انتشار (كوفيد – 19)».
ورغم تحديث المنظمة فإنه لا يزال هناك قطاع ليس بالقليل يتعامل مع تلك الأداة الوقائية باستهتار، وحذّرت دراسة كندية جديدة نشرتها دورية «لانسيت» الطبية من إهمال هذا السلوك، وفحصت الدراسة التي قادها باحثون من جامعة ماكماستر بمدينة هاملتون الكندية، ومستشفى سانت جوزيف للرعاية الصحية في نفس المدينة، 216 بحثاً علمياً، لجمع الأدلة حول أهمية «الكمامة» والابتعاد الجسدي، وشملت هذه الدراسات 25 ألفاً و697 مريضاً.
واتفقت الدراسة مع ما ذهبت إليه منظمة الصحة العالمية في أحدث توصياتها؛ حيث وجدت أن «التباعد الجسدي يأتي في مقدمة الأسباب التي تمنع انتشار الفيروس، وخلصت أن انتقال الفيروسات أقل مع التباعد الجسدي لمتر واحد أو أكثر، مقارنة بمسافة أقل من متر واحد، كما وجدت أن استخدام الكمامة يؤدي إلى انخفاض كبير في خطر الإصابة بالعدوى».
ومن جانبه، يشرح د. محمود شحاتة، الباحث بقسم الفيروسات بالمركز القومي للبحوث في مصر، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «حتى تكون الكمامة مفيدة، توجد عدة ضوابط، منها ارتداؤها في المنزل قبل النزول للشارع، ويسبقها غسل اليدين جيداً، وتجنب لمس الجزء الخارجي منها منعاً للعدوي، واللجوء لتعقيم اليد، وأخيراً يجب أن يتم يتخلص منها بعد الاستخدام لمرة واحدة فقط».
وتتباين الكمامات في أداء وظيفة منع العدوى، وفقاً لمدى ملائمة تصميمها لحجم فيروس «كورونا» المستجد؛ حيث يبلغ حجم الفيروس أقل من 0.2 ميكرومتر، وهذا يجعله قادراً على النفاذ من خلال كثير من الأقنعة المتداولة في الأسواق، كما يؤكد شحاتة، مشيراً إلى أن «القناع الأمثل هو القناع المسمى (N - 95) حيث لا توجد به أي فراغات تسمح بنفاذ الفيروس، وتليه الأقنعة الجراحية ذات الاستخدام الواحد؛ حيث يمكن أن تسمح الفراغات الموجودة بها بنفاذ الفيروس، ولكن لأنه يكون محملاً على أشياء من جزيئات الأتربة، فلا تسمح حجم هذه الجزيئات بنفاذه، وأقل الأقنعة هي أقنعة القماش، ولكن استخدامها أفضل من لا شيء».


مقالات ذات صلة

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التقرير يوضح أنه من الأقل احتمالاً أن يكون أمام الأطفال في وسط المدن فرصة للحصول على خيارات غذائية صحية وبتكلفة مقبولة (رويترز)

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

كشف كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا عن أن «الصحاري الغذائية» في المدن إلى جانب إعلانات الوجبات السريعة تتسببان في عيش الأطفال حياة «أقصر وغير صحية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.