الأمم المتحدة: تمييز عنصري مزمن في الولايات المتحدة

مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه (أرشيفية - أ.ب)
مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه (أرشيفية - أ.ب)
TT

الأمم المتحدة: تمييز عنصري مزمن في الولايات المتحدة

مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه (أرشيفية - أ.ب)
مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه (أرشيفية - أ.ب)

قالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه، اليوم (الثلاثاء)، إن تأثير فيروس كورونا المستجد الذي بدا أكبر على الأقليات العرقية في الولايات المتحدة، والتظاهرات التي خرجت إثر مقتل جورج فلويد، أمور تكشف «تمييزاً مزمناً» ينبغي معالجته.
وقالت باشليه، في بيان: «يكشف هذا الفيروس تمييزاً مزمناً تم تجاهله لوقت طويل»، مضيفة: «في الولايات المتحدة، لا تسلط التظاهرات التي أثارها مقتل جورج فلويد الضوء فقط على عنف الشرطة ضد غير البيض، بل تُبرز أيضاً التمييز في مجالات الصحة والتعليم والتوظيف، وتمييزاً عنصرياً مزمناً».
وتشهد عدة مدن أميركية احتجاجات على مقتل فلويد، وتلت ذلك احتجاجات في عدة عواصم، أبرزها لندن وبرلين ومدريد.
وكان الاتحاد الأوروبي عبر عن صدمته لوفاة فلويد، وأبدى أسفه «للاستخدام المفرط» للقوة من جانب رجال الشرطة، كما أعلن وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل اليوم (الثلاثاء).
وكان تنديد أممي قد صدر أمس (الاثنين) تجاه الإساءات العنصرية واستخدام الشرطة للقوة المفرطة في مسيرات الولايات المتحدة، إذ صرح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش يحض الأميركيين على الاحتجاج بشكل سلمي على الإساءات العنصرية، كما دعا الزعماء الأميركيين والسلطات للإنصات لهم والتحلي بضبط النفس.


مقالات ذات صلة

آية ناكامورا... أولى صاحبات البشرة الداكنة في متحف غريفان

يوميات الشرق باريس تُكرّم سمراءها اللامعة (غيتي)

آية ناكامورا... أولى صاحبات البشرة الداكنة في متحف غريفان

يرتدي تمثالها الشمعي، الذي تصفه المغنّية بأنه «من الأنجح» في المتحف، فستاناً بنّياً من تصميم جان بول غوتييه...

«الشرق الأوسط» (باريس)
أفريقيا مشيّعون يُصلّون على نعش هشام ميراوي (46 عاماً) المُغطّى بالعَلم الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا خلال جنازته بمدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

جنازة رمزية في «القيروان»... والعائلة تطالب بتشديد العقاب للقاتل

انتظم في «مقبرة قريش» في مدنية القيروان التونسية، العاصمة التاريخية للبلدان المغاربية في العهد الإسلامي الأول، موكب جنازة رمزية للحلاق التونسي الشاب هشام…

كمال بن يونس (تونس)
أوروبا يحمل الحضور لافتة كُتب عليها «ارقد بسلام يا هشام طفلٌ ذو قلبٍ كبير تبنته القرية» خلال مشاركتهم في المسيرة البيضاء (Marche Blanche) في بوجيه سور أرجين (جنوب فرنسا) في 8 يونيو 2025 التي نُظمت تكريماً للحلاق التونسي هشام ميراوي بعد مقتله في 31 مايو وحمل الحضور لافتة كُتب عليها «ارقد بسلام يا هشام طفلٌ ذو قلبٍ كبير تبنته القرية» خلال مشاركتهم في المسيرة البيضاء في بوجيه سور أرجين (جنوب فرنسا) في 8 يونيو 2025 التي نُظمت تكريماً للحلاق التونسي هشام ميراوي بعد مقتله في 31 مايو (أ.ف.ب )

جريمة قتل تونسي من قبل جاره الفرنسي: المهاجرون يتظاهرون والقضاء يتهم القاتل بالإرهاب

تفاعلت قضية مقتل الشاب التونسي المقيم في فرنسا، هشام الميراوي، من قبل جاره الفرنسي، قبل 10 أيام، المتهم بـ«العنصرية والإرهاب».

كمال بن يونس
شمال افريقيا جانب من مظاهرة بباريس في مايو بعد مقتل أبو بكر سيسيه (أ.ف.ب)

مقتل تونسي برصاص جاره الفرنسي في جنوب فرنسا

أظهرت بيانات رسمية نُشرت في مارس (آذار)، أن الشرطة الفرنسية سجلت العام الماضي ارتفاعاً بنسبة 11 في المائة في الجرائم العنصرية أو المعادية للأجانب أو المناهضة

«الشرق الأوسط» (باريس)
الرياضة أحد مشجعي الفريق الإسرائيلي يعتدي على سائق حافلة عربي بعد خسارة فريقه (هيئة البث الإسرائيلية)

مشجعو فريق إسرائيلي خسروا مباراة وفزعوا من صاروخ حوثي... فانتقموا من عرب القدس

تعرض سائقا حافلتي ركاب من سكان القدس الشرقية لاعتداء عنصري عنيف من مشجعي فريق كرة قدم إسرائيلي بعد خسارته مباراة كأس الدولة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الأمم المتحدة: 138 مليون طفل في سوق العمل تحت ظروف قاسية وخطرة

طفلان من بنغلاديش يعملان على قارب صغير لجمع القمامة من نهر بويرىغانجا (إ.ب.أ)
طفلان من بنغلاديش يعملان على قارب صغير لجمع القمامة من نهر بويرىغانجا (إ.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة: 138 مليون طفل في سوق العمل تحت ظروف قاسية وخطرة

طفلان من بنغلاديش يعملان على قارب صغير لجمع القمامة من نهر بويرىغانجا (إ.ب.أ)
طفلان من بنغلاديش يعملان على قارب صغير لجمع القمامة من نهر بويرىغانجا (إ.ب.أ)

أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن نحو 138 مليون طفل عملوا في حقول العالم ومصانعه عام 2024، محذرة بأن القضاء على عمالة الأطفال قد يستغرق مئات السنين في ظل التقدم البطيء المسجل حالياً.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» قبل 10 سنوات، وعند اعتماد أهداف التنمية المستدامة، فقد تبنت دول العالم هدفاً طموحاً يتمثل في القضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025.

وكتبت منظمتا «يونيسف» و«العمل الدولية» في تقرير مشترك: «انتهت المدة... لكن عمالة الأطفال لم تنتهِ».

في العام الماضي، كان 137.6 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و17 عاماً يعملون؛ أي نحو 7.8 في المائة من إجمالي الأطفال في تلك الفئة العمرية، وفقاً للبيانات التي تُنشر كل 4 سنوات.

وعلى الرغم من ضخامة هذا الرقم، فإنه يمثل انخفاضاً مقارنة بعام 2000، عندما كان 246 مليون طفل مضطرين للعمل؛ غالباً لمساعدة أسرهم الفقيرة.

وبعد ارتفاع مُقلق بين 2016 و2020، انعكس هذا الاتجاه مع انخفاض عدد الأطفال العاملين بمقدار 20 مليون طفل في عام 2024 مقارنة بالسنوات الأربع السابقة.

وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لـ«يونيسف» إنه جرى تسجيل «تقدم كبير» في الحد من عدد الأطفال المُجبرين على العمل، «لكن ما زال عدد كبير جداً منهم يكدحون في المناجم والمصانع والحقول، وغالباً ما يؤدون أعمالاً خطرة للبقاء على قيد الحياة».

وأفاد التقرير بأن 40 في المائة من نحو الـ138 مليون طفل العاملين في 2024 كانوا يؤدون أعمالاً خطرة جداً «من المرجح أن تُعرّض صحتهم أو سلامتهم أو نموهم للخطر».

وعلى الرغم من بعض البوادر المشجعة، فإن المدير العام لـ«منظمة العمل الدولية»، جيلبير هونغبو، قال: «يجب ألا نغفل عن حقيقة أنه ما زالت أمامنا طريق طويلة نقطعها قبل أن نحقق هدفنا المتمثل في القضاء على عمالة الأطفال».

61 % بالزراعة

وقالت كلوديا كابا، الخبيرة في «يونيسف»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه بمعدل الانخفاض الحالي في عمالة الأطفال، سيستغرق القضاء عليها «مئات السنين». وأضافت أنه حتى لو ضاعفت الدول وتيرة التقدم المُسجل منذ عام 2000 أربع مرات، «فإننا سنصل إلى عام 2060» من دون أن يكون قد تحقق الهدف المنشود.

وخلص التقرير إلى أن التقدم المُحرز ضمن فئة الأطفال الأصغر سناً يحدث ببطء شديد. ففي العام الماضي، كان نحو 80 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 عاماً يعملون؛ أي نحو 8.2 في المائة من إجمالي الأطفال في تلك الفئة العمرية.

ومع ذلك، فإن كابا تقول إن العوامل المجتمعية التي تُقلل من عمالة الأطفال معروفة جيداً، ومنها بشكل رئيسي مجانية التعليم وإلزاميته، وإنها لا تسهم في تجنيب الصغار عمالة الأطفال فقط، بل «تحميهم من ظروف العمل الخطرة أو غير اللائقة عندما يكبرون».

وأضافت أن عاملاً آخر هو «تعميم الحماية الاجتماعية» يعدّ وسيلةً للتعويض أو لتخفيف الأعباء عن الأسر والمجتمعات الضعيفة.

لكن تخفيض تمويل المنظمات العالمية «يهدد بتراجع المكاسب التي تحققت بشق الأنفس»، كما قالت كاثرين راسل.

ولفت التقرير إلى أن قطاع الزراعة هو الأكثر استخداماً لعمالة الأطفال (61 في المائة من إجمالي الحالات)، يليه قطاع العمل المنزلي والخدمات الأخرى (27 في المائة)، ثم قطاع الصناعة (13 في المائة، بما في ذلك التعدين والتصنيع).

وما زالت منطقة «أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى» الأشد تضرراً؛ إذ يبلغ عدد الأطفال العاملين فيها نحو 87 مليون طفل.

أما منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فسجلت أكبر تقدم، مع انخفاض عدد الأطفال العاملين فيها من 49 مليوناً في عام 2000 إلى 28 مليوناً في 2024.