بكين تتجه لوقف مشتريات زراعية أميركية

ارتبكت أسواق الأسهم العالمية مجدداً أمس مع أنباء عن وقف الصين مشتريات زراعية أميركية (رويترز)
ارتبكت أسواق الأسهم العالمية مجدداً أمس مع أنباء عن وقف الصين مشتريات زراعية أميركية (رويترز)
TT

بكين تتجه لوقف مشتريات زراعية أميركية

ارتبكت أسواق الأسهم العالمية مجدداً أمس مع أنباء عن وقف الصين مشتريات زراعية أميركية (رويترز)
ارتبكت أسواق الأسهم العالمية مجدداً أمس مع أنباء عن وقف الصين مشتريات زراعية أميركية (رويترز)

أوردت «بلومبرغ نيوز» الاثنين، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن الصين أمرت شركات رئيسية تديرها الدولة بوقف بعض مشتريات السلع الزراعية من الولايات المتحدة، بما في ذلك فول الصويا، إذ تعكف بكين على تقييم التوترات مع واشنطن بخصوص هونغ كونغ.
وقال أحد المصادر إنه تم توجيه شركتي «كوفكو» و«سينوغرين» بتعليق عمليات الشراء. وبحسب التقرير، ألغى مشترون صينيون أيضاً عدداً غير محدد من طلبيات توريد لحم الخنزير الأميركي. ونقلت الوكالة عن أحد المصادر أنه لم تتم مطالبة الشركات الخاصة بوقف الاستيراد.
واعتبرت الوكالة أن هذا التعليق يمثل علامة أخرى على أن المرحلة الأولى التي تم التوصل إليها لاتفاق تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم «أصبحت في خطر». وتأتي إجراءات وقف الواردات بعد انتقادات وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة الماضي لبكين بعد تحركها لفرض تشريع جديد مثير للجدل بشأن هونغ كونغ.
ومع الأنباء المتواترة، فتحت الأسهم الأميركية منخفضة الاثنين، بعد أداء قوي الشهر الماضي، إذ صار المستثمرون حذرين في ظل احتجاجات في شتى أنحاء البلاد ضد العنصرية واندلاع توتر بين واشنطن وبكين.
وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 40.12 نقطة، بما يعادل 0.16 بالمائة، إلى 25342.99 نقطة، وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 متراجعاً 11.46 نقطة، أو 0.38 بالمائة، إلى 3032.85 نقطة، ونزل المؤشر ناسداك المجمع 18.45 نقطة، أو 0.19 بالمائة، إلى 9471 نقطة عند الفتح.
وفي أوروبا كانت الأسهم أكثر مقاومة، حيث اقتربت من ذروة ثلاثة أشهر الاثنين، أملاً في تعافٍ عالمي بعد جائحة كورونا، بينما تنفس المستثمرون الصعداء لأن رد فعل الولايات المتحدة تجاه قانون الأمن الوطني الصيني الخاص بهونغ كونغ لم يكن بالسوء الذي يخشونه.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي واحداً بالمائة بحلول الساعة 07:23 بتوقيت غرينيتش ويحوم حول أقوى مستوى له منذ التاسع من مارس (آذار)، في مكاسب قادتها قطاعات المصارف والتعدين والسفر والترفيه، لكنه تراجع لاحقاً إلى مكاسب نسبتها 0.63 بالمائة فقط عند الساعة 13:11.
وبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الجمعة، عملية لإنهاء المعاملة الخاصة لهونغ كونغ عقاباً للصين، لكنه لم يذكر أي خطوات قد تقوض المرحلة الأولى من اتفاق التجارة بين البلدين.
وقفز سهم مديوبنكا الإيطالي عشرة بالمائة بعد أن أكد الملياردير ليونادرو ديل فيكيو أنه طلب ضوءاً أخضر من البنك المركزي الأوروبي لزيادة حصته في البنك. ونزل سهم شركات الأزياء البريطانية تيد بيكر 6.7 بالمائة بعد أن أعلنت خطة لجمع 95 مليون جنيه إسترليني (117.84 مليون دولار) من خلال إصدار أسهم لمساعدتها في تجاوز التحديات الناجمة عن جائحة كورونا. وكانت الأسواق في ألمانيا وسويسرا والدنمارك والنرويج مغلقة أمس في عطلة عامة.
وفي آسيا، ارتفع المؤشر نيكي الياباني إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر الاثنين، وزاد المؤشر القياسي 0.8 بالمائة ليسجل 22062.39 نقطة، في أعلى إقفال له منذ 26 فبراير (شباط) الماضي.
وقادت موجة الصعود عمليات تغطية للمراكز المدينة بعد أن تخوف المستثمرون من أن يلغي ترمب اتفاق التجارة الذي أبرمه مع الصين أو يدعو لإنهاء فوري للمزايا الممنوحة لهونغ كونغ بعد أن صدق البرلمان الصيني على تشريع أمني جديد للمدينة شبه المستقلة الأسبوع الماضي.
وقال جون فيل، كبير الاستراتيجيين لدى نيكو لإدارة الأصول: «ما زالت هناك عقبات عديدة في الطريق، لكن من الواضح أن الرئيس ترمب سيحاول تحاشي تكدير الأسواق لحين انتخابه ما لم تكن هناك ضرورة ملحة بالفعل».
ويركز المستثمرون الآن على تعافي الاقتصاد العالمي مع إعادة بعض الدول فتح اقتصاداتها تدريجياً، وهو العامل الرئيسي وراء صعود السوق منذ أواخر مارس (آذار) الماضي.

وخففت العاصمة طوكيو القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا أمس، لتسمح بإعادة فتح قاعات الألعاب الرياضية والمسارح في إطار عملية تدريجية. لكن الاحتجاجات وأعمال الشغب المندلعة في كثير من المدن الأميركية بعد مقتل رجل أسود غير مسلح أثناء احتجاز الشرطة له في منيابوليس الأسبوع الماضي تلقي بظلالها على التوقعات.
وكانت قطاعات السمسرة المالية والمنتجات المعدنية عالية الارتباط بالدورة الاقتصادية من بين الأفضل أداء بالبورصة اليابانية، وصعد مؤشرا القطاعين 1.6 بالمائة و1.3 بالمائة على الترتيب.
وأبلت الأسهم المرتبطة بصناعة الرقائق بلاء حسناً هي الأخرى بعد أن ارتفع مؤشر فيلادلفيا الأميركي لأشباه الموصلات 2.7 بالمائة يوم الجمعة، بفضل الآمال في طلب قوي يرتبط بتقنيات جديدة مثل اتصالات الهاتف الجوال من الجيل الخامس. وزادت أسهم سكرين هولدنغز 4.7 بالمائة وطوكيو إلكترون 4.4 بالمائة وأدفانتست 5.8 بالمائة.
وتقدم المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.3 بالمائة إلى 1568.75 نقطة، لكن عدد الأسهم المنخفضة فاق المرتفعة بنسبة من 52 إلى 48 بالمائة.



سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
TT

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)

واصلت سندات لبنان الدولارية مكاسبها بعد انتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، في خطوة يعدّها كثيرون بداية للانفراج السياسي بالبلاد.

يأتي هذا التحول بعد 12 محاولة فاشلة لاختيار رئيس، مما عزز الأمل في أن لبنان قد يبدأ معالجة أزماته الاقتصادية العميقة.

ومنذ الإعلان عن فوز عون، شهدت «سندات لبنان الدولارية (اليوروباوندز)» ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس التفاؤل الحذر حيال استقرار البلاد.

ومع ذلك، تبقى أسعار السندات اللبنانية من بين الأدنى عالمياً، في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة التي يواجهها لبنان نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2019. وفي التفاصيل، انتعش معظم سندات لبنان الدولية، التي كانت متعثرة منذ عام 2020، بعد الإعلان عن فوز عون، لترتفع أكثر من 7 في المائة وبنحو 16.1 سنتاً على الدولار. منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، كانت سندات لبنان الدولارية تسجل ارتفاعات بشكل ملحوظ.

وتأتي هذه الزيادة في قيمة السندات خلال وقت حساس، فلا يزال الاقتصاد اللبناني يترنح تحت وطأة تداعيات الانهيار المالي المدمر الذي بدأ في عام 2019. فقد أثرت هذه الأزمة بشكل عميق على القطاعات المختلفة، مما جعل من لبنان أحد أكثر البلدان عرضة للأزمات المالية في المنطقة.