مصر توسّع آليات رصد «كوفيد ـ 19» وتترقب الأسبوعين المقبلين

رئيس مجلس الوزراء يدعو المحافظين إلى الاستعداد و«الحسم»

المساعدات الطبية المصرية المقدمة إلى الكونغو (المتحدث العسكري المصري)
المساعدات الطبية المصرية المقدمة إلى الكونغو (المتحدث العسكري المصري)
TT

مصر توسّع آليات رصد «كوفيد ـ 19» وتترقب الأسبوعين المقبلين

المساعدات الطبية المصرية المقدمة إلى الكونغو (المتحدث العسكري المصري)
المساعدات الطبية المصرية المقدمة إلى الكونغو (المتحدث العسكري المصري)

غداة قفزة جديدة في أعداد الإصابات المسجلة بفيروس «كورونا المستجد» في مصر، أقدمت الحكومة، أمس، على إجراءات، من شأنها توسعة آليات ونقاط الاستجابة لشكاوى واستفسارات المواطنين بشأن الوباء، فيما دعا رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، المحافظين إلى الاستعداد والتأهب للأسبوعين المقبلين، في ظل تقديرات أنهما سيشهدان «تزايداً مطرداً في أعداد الإصابات».
وسجلت مصر، مساء أول من أمس، 1536 إصابة جديدة بـ«كورونا»، فضلاً عن 46 حالة وفاة، وتعافي 344 مصاباً.
وخلال رئاسة مدبولي، أمس، اجتماع مجلس المحافظين، عبر «الفيديو كونفرانس»، لفت إلى أن «التقديرات تشير إلى أن الأسبوعين المقبلين سيشهدان ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس، وذلك بعدما شهدته الأيام الماضية من تزايد، وهو ما يتطلب المتابعة الشديدة على مدار اليوم من قبل المحافظين».
وألزم مدبولي المحافظين بـ«تخصيص خط ساخن في كل محافظة، يتم تفعيله على مدار الـ24 ساعة، لمتابعة استفسارات وشكاوى المواطنين، بشأن العلاج من فيروس كورونا، وأن يقوم كل محافظ بنفسه بمتابعة أي شكاوى ترد عبر هذا الخط الساخن، ولا سيما في حالة رفض أي مستشفى تابع للمحافظة دخول حالات مصابة إليه، قائلاً للمحافظين؛ هذه المرحلة الحرجة تقتضي تدخلكم شخصياً».
واعتمدت آلية عمل الحكومة المصرية، منذ بدء رصد الإصابات، على تلقي الاستفسارات والشكاوى عبر خط موحد، تديره وزارة الصحة المصرية بشكل مركزي، غير أن شكاوى عدة بدأت تظهر بشأن استجابته في ظل زيادة أعداد الإصابات.
وشرح مدبولي أن «الخطوط المحلية في المحافظات ستسهم في تخفيف الضغط على الخط الساخن الرئيسي 105 التابع لوزارة الصحة، الذي تم تدعيمه بالخط الساخن لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمجلس الوزراء».
وعلى الصعيد الطبي، ألزم مدبولي المحافظين، بـ«المرور اليومي على جميع المستشفيات التي تم تحديدها ضمن نطاق كل محافظة، لتكون مستشفى عزل أو تشخيص للحالات، وذلك للتأكد من توافر المستلزمات الطبية والأدوية ومتطلبات الحماية الشخصية، وإجراءات صرفها وإجراءات استقبال الحالات، وكذا متابعة انتظام حضور الأطقم الطبية، وتقديم الخدمة للمواطنين، مشدداً على ضرورة أن تكون المتابعة بمنتهى القوة، وأن تتكرر على مدار اليوم، وإذا اقتضى الأمر تتكرر عملية المرور على المستشفيات عدة مرات في اليوم».
ومنح رئيس الوزراء للمحافظين «كامل الصلاحيات في التعامل بمنتهى الحسم»، وخاطبهم: «هذه المرحلة لا تحتمل أي تقاعس في أداء أي مسؤول من القائمين على مواجهة أزمة انتشار الجائحة».
كما تطرق الاجتماع إلى توفير الأدوات الوقائية، في ظل بدء استئناف نشاط المصالح الحكومية والذي تتمسك به الحكومة، وقال مدبولي إن «العمل يسير لتوفير الكمامات القماشية بأسرع وقت، بحيث تكون في متناول المواطنين، والتي يتم غسلها وإعادة ارتدائها لمدة نحو شهر، وسيكون سعرها بمتوسط 5 جنيهات يتحمله المواطن في سبيل قدرته على الحركة والتعايش».
وعلى صعيد آخر، أعلنت القوات المسلحة المصرية، أمس، عن إرسال طائرة نقل عسكرية «محملة بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية والمطهرات والبدل الواقية» إلى دولتي الكونغو، وزامبيا، وذلك لـ«مساعدتهما في التغلب على فيروس كورونا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.