الوباء يعمّق أوجاع «عروس الجنوب الليبي» بـ26 إصابة جديدة

مخاوف من تحول سبها إلى بؤرة لتفشي الفيروس

جانب من عملية تعقيم مركز سبها الطبي (الصورة من المركز)
جانب من عملية تعقيم مركز سبها الطبي (الصورة من المركز)
TT

الوباء يعمّق أوجاع «عروس الجنوب الليبي» بـ26 إصابة جديدة

جانب من عملية تعقيم مركز سبها الطبي (الصورة من المركز)
جانب من عملية تعقيم مركز سبها الطبي (الصورة من المركز)

خيمت أجواء من الخوف على جميع الأطراف الليبية، أمس، بسبب التزايد المتسارع بإصابات «كوفيد - 19» في البلاد، بعدما أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض عن تسجيل 26 حالة جديدة بمدينة سبها.
وسبها، التي تُوصف بـ«عروس الجنوب الليبي»، وتبعد عن مدينة طرابلس قرابة 750 كيلو متراً، تعاني منذ سنوات مثل جميع مدن الجنوب من تراجع الخدمات الحكومية، وغلاء الأسعار، خصوصاً المحروقات، فضلاً عن انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي.
من جانبه، أوضح المركز الوطني، في بيانه، أمس، أن الإصابات الـ26 الجديدة بمدينة سبها عبارة عن 14 حالة «إيجابية» لمخالطين، و3 إصابات جديدة، بالإضافة إلى 8 حالات لعائدين من الخارج تم عزلهم في أحد المراكز المخصصة بمدينة طرابلس، مع حجر كافة ركاب الرحلة الجوية بمدينة مصراتة للتأكد من صحتهم بإجراء تحليل (PCR).
وأهاب المركز الوطني بالمواطنين المقيمين في سبها ضرورة اتباع الإرشادات الوقائية والاحترازية اللازمة، التي تشمل حظر التجول والحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي والاستمرار في عمليات التعقيم والتطهير والنظافة الشخصية، كما طالبهم بعدم مغادرة المدينة حتى يتم حصر المخالطين واستقرار الوضع الوبائي، وحثهم على التواصل بأرقام الطوارئ للاستفسار، أو عند الشعور بأعراض اشتباه لفيروس كورونا المستجد والحاجة للمساعدة.
كما لفت إلى أن فرق الرصد والتقصي الوبائي، وكذلك فرق الاستجابة السريعة التابعة له، «تبذل قصارى جهدها لتتبع المخالطين للحالات وحصرها، وأخذ العينات اللازمة للكشف عن الفيروس، وإحالتها إلى المختبر الطبي لفرع المركز بسبها».
ويواصل الفريق الطبي لعيادة الأمراض التنفسية بإدارة الخدمات الصحية في سبها، زيارة المرضى المحجورين في منازلهم، والاطمئنان على وضعهم الصحي والنفسي، وتقديم ما يلزمهم من أدوية ومستلزمات طبية، وأخد تحاليل لمتابعة حالتهم.
وتبلغ الحصيلة الإجمالية للمصابين في ليبيا 156 حالة، و5 وفيات، بجانب تعافي 52 مصاباً، وجميعهم يتوزعون على مدن غرب وجنوب البلاد، فيما لا تزال مناطق شرق ليبيا خالية من الفيروس حتى الآن، بعد تعافي الحالات الأربع التي ظهرت هناك.
ووسط مخاوف وتحذيرات من تحول سبها إلى بورة لتفشي الفيروس بين باقي المدن، سعت الأجهزة الشرطية بالمدينة إلى فرض الإجراءات الاحترازية على المواطنين، وحثهم على الالتزام بضوابط منع التجول، وإغلاق المحال للحد من انتشار الوباء.
وناشدت وزارة الصحة بشرق ليبيا، الأطباء، من أنحاء البلاد للتطوع بمستشفيات الجنوب. وكانت سبها سجلت بشكل مفاجئ 50 حالة في 48 ساعة، بعد أن ظنت السلطات في البلاد أن الجنوب المترامي في الصحراء بمنأى عن هذه الجائحة.
وفي سياق المطالبات بتخفيف الحظر في مدن غرب ليبيا، دعا عبد الرؤوف بيت المال عميد بلدية طرابلس المركز، اللجنة العليا لمكافحة الفيروس، بإعادة النظر في إجراءات الحظر المفروضة على بعض الأنشطة الاقتصادية في البلاد.
وقال بيت المال في خطاب أرسله إلى اللجنة، إنه في ظل عدم انتشار الوباء بصورة كبيرة في بلادنا، مثل باقي دول العالم، فإننا نأمل من اللجنة الأخذ بعين الاعتبار الجانب الإنساني وما يترتب على الاستمرار في تطبيق الحظر بالمعايير والشروط نفسها، أن مدة الحظر قد طالت وأصبحت عبئاً على الكثير من المواطنين أصحاب المهن، التي تعد في معظم الحالات مصدر الدخل الوحيد لإعالة أسرهم».
كما اقترح عميد بلدية طرابلس استثناء أصحاب ورش صيانة السيارات والمعدات الكهربائية والإلكترونية وأصحاب ورش النجارة والحدادة العامة وأصحاب محلات بيع وصيانة الإطارات.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.