التحمت المركبة «كرو دراغون» التابعة لشركة «سبيس إكس»، بالمحطة الفضائية أمس، وذلك بعد إطلاقها من الأراضي الأميركية أول من أمس، في مهمة تاريخية أثارت حفيظة الروس وأنهت احتكارهم لرحلات الفضاء.
وبدأ التحام المركبة والمحطة عند الساعة العاشرة و16 دقيقة بتوقيت المنطقة الشرقية في الولايات المتحدة، واستغرق استكماله بضع دقائق. ويوجد على متن المركبة الرائدان بوب بنكن وداغ هيرلي، من وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، وهما مخضرمان في برنامج المكوكات الفضائية الذي أوقف في العام 2011.
وأبلغ أحدهما مركز المراقبة بـ«اكتمال الالتحام». وقال «إنه لشرف كبير أن أكون جزءا صغيرا من هذا الجهد الذي استغرق تسع سنوات منذ آخر مرة التحمت فيها مركبة فضائية أميركية بمحطة الفضاء الدولية». وبعد الالتحام سيتم ضغط الممر الذي يربط المركبة بالمحطة في عملية تستغرق نحو ساعة، يمكن بعدها فتحه.
وكانت شركة «سبيس إكس» الخاصة للصواريخ والمملوكة للملياردير إيلون ماسك قد أطلقت أول من أمس رائدي الفضاء من ولاية فلوريدا في طريقهما إلى محطة الفضاء الدولية. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي تابع عملية الإطلاق، إن الولايات المتحدة استعادت مكانتها كقائدة للعالم في مجال الفضاء، وإن رواد الفضاء الأميركيين سيهبطون قريباً على سطح كوكب المريخ، وإن واشنطن ستمتلك قريباً «أعظم أسلحة يمكن تخيلها في تاريخ البشرية».
وكان على وكالة «ناسا» أن تعتمد في السابق على وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) للوصول إلى محطة الفضاء الدولية منذ آخر رحلة فضائية أطلقتها عام 2011. ورحّب ترمب بما وصفه بنهاية أن تكون تحت رحمة دول أجنبية.
ومن شأن نجاح الولايات المتحدة في هذا الأمر أن يحرم محطة الفضاء الروسية، التي تعاني من فضائح فساد وعدد من الأعطال، من الأموال الوفيرة التي كانت تحصلها لنقل رواد الفضاء الأميركيين إلى محطة الفضاء الدولية.
من جانبها، انتقدت وكالة الفضاء الروسية ما وصفته بحالة «الهستيريا» التي انتابت الرئيس الأميركي لدى إطلاق أول مهمة تابعة لوكالة (ناسا) لإرسال رحلات مأهولة انطلاقاً من الأراضي الأميركية في 9 سنوات، لكنها أعربت أمس أيضاً عن سعادتها بأنه أصبحت هناك الآن طريقة أخرى للسفر إلى الفضاء.
وبعد اقتباسه لتصريحات ترمب، كتب المتحدث باسم وكالة «روسكوسموس» فلاديمير أوستيمنكو في تغريدة على «تويتر»: «يصعب فهم الهستيريا التي ثارت بعد نجاح تجربة إطلاق المركبة الفضائية كرو دراغون»، في إشارة إلى اسم الكبسولة الفضائية الأميركية. وأضاف «ما حدث كان ينبغي أن يحدث منذ زمن طويل. والآن ليس الروس وحدهم هم من يذهبون إلى محطة الفضاء الدولية، بل الأميركان أيضاً. حسناً هذا رائع».
وكانت موسكو عبرت في وقت سابق عن قلقها الشديد أيضاً إزاء ما تخشى أن تكون خططاً أميركية لنشر أسلحة في الفضاء. وقال أوستيمنكو إن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ذلك. وأضاف: «لن نركن إلى أمجادنا. سنقوم بتجربة صاروخين جديدين العام الحالي، وسنستأنف برنامجنا القمري العام المقبل. سيكون أمراً مثيراً للاهتمام».
من جهة أخرى، قال ماسك، مؤسس «سبيس إكس» إن أداة القفز (الترمبولين) أدت عملها»، وذلك رداً على رئيس وكالة الفضاء الروسية الذي سخر قبل ست سنوات من عجز الولايات المتحدة عن إرسال رحلات فضائية مأهولة.
وصرح ماسك في مؤتمر صحافي عقده أمس إلى جانب مدير وكالة «ناسا» جيم برايدنستاين ممازحا بعد إقلاع ناجح لصاروخ أنتجته سبيس إكس: «إن أداة القفز (الترمبولين) أدت عملها». وأضاف رجل الأعمال البالغ 48 عاماً: «إنها طرفة» قبل أن يضحك الرجلان.
رائدا «ناسا» يلتحمان بنجاح بالمحطة الدولية
مهمة تاريخية أنهت احتكار الروس لرحلات الفضاء وأثارت حفيظتهم
رائدا «ناسا» يلتحمان بنجاح بالمحطة الدولية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة