تبقى ليبيا، ولأسباب مختلفة، محافظة على موطئ قدم لها في مقدم تطورات العالم العربي، والآن، كما يبدو، في مقدم اهتمامات الدول الكبرى... وحروبها الخفية بما في ذلك «الحرب الباردة» الدائرة حالياً على الأرض الليبية بين الأميركيين والروس. «الشرق الأوسط» تتناول في تقرير خاص خلفيات الصراع الليبي وأطرافه وموازين القوى.
التدخل الأكبر في ليبيا هو التركي الذي مهدت له هيمنة الجماعات المرتبطة بـ«الإخوان» على حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج الذي وقّع في نهايات 2019، اتفاقات أمنية وعسكرية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الداعم الرئيسي لـ«الإخوان» في العالم العربي. وأرسل الرئيس التركي كميات ضخمة من السلاح إلى طرابلس ومصراتة ومدن أخرى في غرب البلاد، إضافة إلى «مرتزقة سوريين» وأسهم هذا الدعم التركي الضخم في قلب موازين المعركة ضد الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.
كما أرغمت الضربات التركية «مرتزقة» روساً من جماعة «فاغنر»، التي قيل إنها دعمت الجيش الوطني، على الانسحاب من معركة طرابلس. لكن تطوراً مفاجئاً أعاد خلط الأوراق. فقد حطت طائرات «ميغ 29» في قاعدة الجفرة بوسط البلاد لمساندة «المرتزقة الروس» بحسب القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم).
وكان واضحاً أن الأميركيين، في مواقفهم الأخيرة، أخذوا صف حكومة السراج في نزاعها مع حفتر. ولعل بيان «أفريكوم» الأخير في خصوص الطائرات الروسية كان الأكثر وضوحاً في المواقف الأميركية. إذ اعتبر ضمناً أن استخدام «الورقة التركية» في ليبيا والوجود الذي صبغته أنقرة نفسها بالصفة «العثمانية» أهون من إنشاء الروس قاعدة لهم، علماً أن للروس قاعدة أخرى على سواحل المتوسط في طرطوس السورية.
أميركا تستخدم «الورقة التركية» لحرمان روسيا من قاعدة في ليبيا
أميركا تستخدم «الورقة التركية» لحرمان روسيا من قاعدة في ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة