يعد الثلاثي الدولي سلمان الفرج وسالم الدوسري وياسر الشهراني، أحد أهم العناصر بالغة التأثير في الخارطة الهلالية الزرقاء وذلك بإجماع الكثير من النقاد والمدربين ومتابعي منافسات كرة القدم.
ورغم الزخم الكبير الذي يحظى به اللاعبون الأجانب في صفوف الفريق المتوج باللقب الآسيوي وما يشكلونه من تأثير على مسيرة «البطل» المرشح أيضا للحصول على لقب الدوري السعودي هذا الموسم، إلا أن هذا الثلاثي فرض تواجده بكل قوة، وبات بمثابة القوة الضاربة التي لا يمكن لأي مدرب الاستغناء عنها في القائمة الأساسية.
وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أكد في تقرير سابق أن الثلاثي سلمان الفرج وسالم الدوسري وياسر الشهراني كانوا من أكثر المؤثرين في نجاح فريقهم الهلال في حصد النسخة السابقة من دوري أبطال آسيا بعد أن استعصت هذه البطولة بمسماها الجديد على أكثر الأندية القارية حصادا.
وكان حضور هذا الثلاثي شكل أيضا قيمة كبيرة لفريق الهلال والمنتخب السعودي الأول أيضا والذي عاد للمشاركة في نهائيات كأس العالم الماضية 2018 حيث يعد الفرج والدوسري والشهراني أعمدة في فريقهم والمنتخب الوطني من خلال الأداء العالي والانضباطية الفنية مما جعلهم أهم الأوراق لدى الأجهزة الفنية التي قادت فرقهم والمنتخب الوطني في السنوات الأخيرة.
وشهدت صفوف الهلال العديد من اللاعبين الذين ساهموا في تحقيق نتائج مميزة خلال الفترة من عام 2014 ولغاية 2019 في دوري أبطال آسيا، ومن ضمنهم سلمان الفرج وياسر الشهراني، ولكن سالم الدوسري شكل ظاهرة رائعة خلال هذه الفترة.
وكان الجناح الدوسري سجل الظهور الأول مع الهلال عام 2011. وفي العام التالي تألق على المستوى القاري وساعد الفريق على بلوغ ربع نهائي دوري أبطال آسيا.
ولعب الدوسري 180 دقيقة في مباراتي نهائي البطولة القارية عام 2014 حيث خسر الهلال أمام ويسترن سيدني وندررز 0-1 في مجموع المباراتين، وفي نهائي عام 2017 أمام أوراوا ريد دايموندز الياباني تعرض للطرد في مباراة الإياب.
لكن تصميم النجم السعودي أثمر أخيراً عن الفوز بالقب القاري عام 2019. حيث سجل خلال الدور ربع النهائي أمام الاتحاد، وفي قبل النهائي أمام السد، وكذلك في إياب الدور النهائي أمام أوراوا ريد دايموندز.
وقال المدرب خالد القروني الذي قاد هذا الجيل من اللاعبين في نهائيات كأس العالم للشباب 2011 التي أقيمت في كولمبيا «يمتاز اللاعبون الثلاثة بالرؤية والمهارة والمجهود الوافر ليس على مستوى الهلال فقط بل على مستوى الكرة السعودية من خلال التواجد والتأثير في أي فريق يتواجدون فيه ويريحون أي مدرب لعمل الخطة التي يمكن أن تجلب منها ما يريد في المباراة».
وأضاف: سالم لاعب مهاري وهداف ويستطيع أن يجير الأمور لصالح الفريق الذي يلعب له ويخدم المجموعة التي معه، وياسر لاعب له مجهود كبير وفير ومهارة ويضيف في الدورين الدفاعي والهجومي، وأما سلمان فهو من اللاعبين الذين يملكون قدرة على التحكم في رتم اللعب داخل الملعب، حيث تطور مستوى الثلاثي بشكل كبير جدا مما جعلهم مؤثرين جدا في المجموعة التي يشاركون فيها.
وقال بأن هذا الثلاثي يملك المواصفات التي تم ذكرها وأيضا كان لديهم طموح كبير وآمال وأحلام سعوا إلى تحقيقها في مشوارهم مما عزز من جهدهم ورغبتهم ووفرة الأداء الفني داخل الملعب وكذلك الخلق الرفيع الذي جعلهم محبوبين وهذا العامل هو مساعد جدا في الارتياح والسعي للتقدم في الأداء وتقديم الأفضل.
ووصف القروني هذا الثلاثي بأنهم باتوا قدوة حسنة من حيث التطور في الأداء ودمج ذلك في الجانب الأخلاقي.
وحول الجانب البدني للاعبين الثلاثة وقدرتهم على المواصلة والأداء الرفيع لفترة زمنية تعتبر طويلة قال القروني «إن المحافظة على جوانب مهمة تتعلق باللياقة والمحافظة على الصحة والطموح والرغبة في الإنجاز جعلتهم يكونون أفضل النماذج في الجيل الحالي كل في مركزه داخل أرض الملعب».
ورأى القروني أن هناك جانبا مهما يحصل في الكرة السعودية وهو صناعة منتخبات قوية في الفئات السنية تستطيع أن تحقق منجزات كما حصل مع منتخبات الشباب والأولمبي حيث تم الحصول على بطولة آسيا للشباب فيما وصل المنتخب الأولمبي إلى أولمبياد طوكيو وسبق ذلك وصول المنتخب الأول إلى نهائيات كأس العالم 2018 وأخيرا تحقيق الهلال بطولة دوري أبطال آسيا وهذا يعني أن المهم للمواصلة هو الاهتمام بالفئات السنية والسعي لتحقيقها منجزات مما ينعكس إيجابيا على طموح اللاعبين وخلق أجيال جديد. وزاد بالقول: بعد أن كان التأهل إلى المونديال يقتصر في سنوات سابقة على المنتخب الأول دون منتخبات الفئات السنية في فترة مقاربة حيث كانت منتخبات الشباب تلعب أحيانا كأس العالم ولكن يتوقف طموح اللاعبين الصاعدين مع عدم قدرة المنتخب الأول على الصعود للمونديال».
واستشهد القروني بالتألق الذي بات عليه اللاعب عبد الله الحمدان الذي يمثل منتخب الشباب والمنتخب الأول مما يبقي تواصل الأجيال القادرة على جعل الكرة السعودية قادرة على حصد المنجزات المتتالية.
من جانبه قال يوسف عنبر مدرب المنتخب السعودي الأول السابق «رغم مضي أكثر من ثماني سنوات على جيل 2011-2012، إلا أن هناك جيلا من المواهب التي أثبتت نفسها من خلال محافظتها على تطوير نفسها وتواجدها بصفه أساسية ومنذ ذلك الوقت وتواجدهم ضمن المنتخب الأولمبي لأولمبياد لندن التي لم يحالفهم الحظ بالصعود لتلك البطولة». وأضاف: لكن كان هناك رجال استشعروا موهبتها من خلال التواجد في دوري المحترفين ودوري أبطال آسيا والتواجد في كأس العالم في روسيا مما يدل على عقلية احترافية يمتلكها لاعبون كبار أمثال سلمان الفرج وياسر الشهراني وسالم الدوسري.
وبين عنبر أن ذلك لم يتحقق إلا بانضباطية عالية وأمثالهم كثر من ذلك الجيل المكافح منهم معتز هوساوي ومحمد آل فتيل ونواف العابد ويحيى الشهري وفهد المولد.
وعبر عن أمله أن يحذو اللاعبون الصاعدون بتلك المواهب التي أثبتت نجاح موهبتها وكانت حاملة لراية الكرة السعودية من خلال الأندية والمنتخب الأول.
من جانبه قال الدكتور عبد العزيز الخالد مدرب فريق الهلال السابق: هذا الثلاثي من أهم النجوم في تاريخ كرة القدم السعودية والآسيوية، وكان لهم دور في الحضور الفني العالي للهلال في المشاركات الآسيوية للهلال وتحقيق الإنجاز الكبير. وكشف أن التميز الفني جاء من التأسيس الجيد والقدرات الفنية من المهارة العالية والرؤية للملعب والتكوين البدني المناسب للاعب كرة القدم واللياقة البدنية العالية التي يتمتع بها هذا الثلاثي. وأضاف: من الطبيعي تميز كل لاعب حسب مركزه في اللعب والتوظيف المناسب لقدراته وإمكاناته والانضباطية العالية التي عليها اللاعبون والأخلاقيات العالية التي يتصفون فيها ميزتهم وتركت بصمة واضحة في تاريخهم وتاريخ كرة القدم السعودية.
وعبر الخالد عن ثقته بأنه لو أتيحت لهم الفرصة في وقت مبكر من العمر للاحتراف الخارجي وفي أوروبا على وجه التحديد لكان لهم حضور لافت. مختتما بالقول: أعتقد أنه ما زال أمامهم الكثير لتقديمه للهلال والمنتخب السعودي.
الفرج والدوسري والشهراني... ثلاثي الهلال الناري
الفرج والدوسري والشهراني... ثلاثي الهلال الناري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة