قرار تتويج سلتيك بلقب الدوري الاسكوتلندي منطقي... رغم إلغاء الموسم

أفضل فريق في المسابقة ويتقدم بفارق كبير من النقاط على غريمه التقليدي رينجرز

TT

قرار تتويج سلتيك بلقب الدوري الاسكوتلندي منطقي... رغم إلغاء الموسم

قررت رابطة الدوري الاسكوتلندي الممتاز تتويج سلتيك بطلاً للمسابقة بعد إلغاء الموسم الحالي بسبب تفشي فيروس «كورونا». وفي الحقيقة، كان سلتيك يستحق اللقب تماماً، نظراً لأنه كان أفضل فريق في اسكوتلندا في موسم 2019 - 2020 بشكل واضح للجميع. ومن المؤكد أن عدم استكمال الموسم كان شيئاً محبطاً للمدير الفني لنادي سلتيك، نيل لينون، ولاعبيه، نظراً لأن الفريق كان يقدم مستويات جيدة للغاية وكان في طريقه لحسم لقب الدوري للعام التاسع على التوالي.
على أي حال، فقد حصل الفريق على اللقب، وبات يحق له الآن اختيار الطريقة التي يراها مناسبة للاحتفال. ومن المؤكد أن هناك مشكلات أكثر تعقيداً ينبغي التفكير فيها الآن، لكن فوز الفريق بلقب الدوري بهذا الشكل حرم جمهوره الغفير من الاحتفال بهذا الإنجاز الكبير. لكن من المؤكد أيضاً أن مسؤولي النادي سوف يدرسون الخيارات المتاحة كافة لتعويض الجمهور عن ذلك قدر المستطاع.
وقال الرئيس التنفيذي لسلتيك، بيتر لاويل: «من المعيب، بالطبع، أننا لم نفز باللقب أمام جماهيرنا (في الملعب). ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن ينكر مدى جدارتنا بهذا اللقب». وأضاف: «بينما نحتفل بهذا الإنجاز الرائع والمستحق، يجب أن نأخذ بعض الوقت للنظر في الظروف التي نمر بها جميعاً، وأن نتذكر أولئك الذين ساعدونا خلال هذه الأوقات الفريدة والمليئة بالتحديات، بشجاعة ونكران للذات... نحن نهدي هذا اللقب لكل من اهتمّ بنا ولجميع الذين تأثروا بهذه الأزمة».
وكان سلتيك يتصدر جدول ترتيب الدوري الاسكوتلندي الممتاز هذا الموسم بفارق 13 نقطة كاملة عن غريمه التقليدي رينجرز، مع تبقي ثماني جولات على نهاية الموسم. وكان من الممكن أن يزيد فارق النقاط عندما يستضيف سلتيك رينجرز على ملعبه، خصوصاً أن سلتيك يمتلك الآن أفضل لاعب في البطولة دون منافس وهو المهاجم الفرنسي أودسون إدوارد. ورغم أنه من المفهوم أن تعترض الأندية التي يتقرر هبوطها لدوري الدرجة الأدنى بعد عدم استكمال الموسم نتيجة أي ظروف استثنائية، فإن الأمر يكون «أقل إثارة للخلاف» بين الأندية التي يتقرر تتويجها بالبطولات.
وأصبح بإمكان رابطة المحترفين (إس بي إف إل) مع إنهاء البطولة، الإفراج عن دفعة نهائية من الجوائز المالية للأندية على أساس مركزها في جدول الترتيب. وقال نيل دونكاستر، الرئيس التنفيذي للرابطة: «أعربت أندية الدرجة الممتازة عن رأيها بوضوح وإجماع بأنه لا يوجد احتمال واقعي لاستكمال المباريات المعلقة من موسم 2019 - 2020». وأضاف: «اجتمع مجلس الرابطة، وتماشياً مع الاتفاق الصريح للأندية الأعضاء في أبريل (نيسان)، قرر المجلس إنهاء الموسم». وتابع: «بعد هذا القرار يمكننا الآن دفع نحو 7 ملايين جنيه إسترليني (8,5 مليون دولار) كرسوم لمساعدة الأندية على البقاء واقفة على قدميها خلال هذا الوقت العصيب جداً».
وتجب الإشارة إلى أن «تسعة» هو الرقم السحري في كرة القدم الاسكوتلندية، نظراً لأن فوز سلتيك بلقب الدوري الممتاز للعام التاسع على التوالي يعني أنه قد عادل الرقم القياسي لألقاب الدوري المتتالية في البلاد. وبينما كان سيتليك يغرّد منفرداً في صدارة جدول الترتيب، كان منافسه التقليدي رينجرز خارج المراكز الأربعة الأولى للموسم الرابع على التوالي، قبل أن يتم تجميد الموسم بسبب تفشي فيروس «كورونا».
لكن لا يوجد أي سبب يدعو مشجعي سلتيك للشعور بالقلق، لأنه عندما يرغب أي نادٍ في أن يكون هو الأقوى في كرة القدم في اسكوتلندا، فإن ضعف الفريق المنافس لا يكون بمثابة مشكلة بالنسبة له. وفي الواقع، فقد نجح سلتيك في تحقيق هدفه بجدارة وأصبح الفريق الأقوى في البلاد هذا الموسم وبشكل مريح عن أقرب منافسيه. وخلال الموسم الحالي، تعادل سلتيك في طفلتانمباراتين وخسر في مثلهما، وكان الفارق بين الأهداف التي سجلها والأهداف التي استقبلها قد وصل إلى 70 هدفاً. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن متوسط النقاط التي حصل عليها سلتيك في المباراة بلغ 2.67 نقطة و2.97 هدف في المباراة في المتوسط.
وفي الحقيقة، يستحق سلتيك الإشادة على رد الفعل القوي الذي أظهره في أعقاب الخسارة أمام رينجرز في التاسع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وكان رينجرز يتخلف بفارق نقطتين عن غريمه التقليدي، وله مباراة مؤجلة. وكانت التوقعات آنذاك –ليس من جانب المدير الفني لرينجرز، ستيفين جيرارد- تشير إلى أن المنافسة ستشتعل من جديد بين قطبي الكرة الاسكوتلندية خلال الفترة المقبلة، لكن سلتيك سرعان ما استعاد قوته وعاد إلى المسار الصحيح، في الوقت الذي تراجع فيه مستوى رينجرز بشكل ملحوظ.
وقد نجح جيرارد في فصل رينجرز عن بقية الأندية ليصبح «القوة الثانية» في الدوري الاسكوتلندي الممتاز، لكن سلتيك ظل يتربع على القمة بفارق كبير عن أقرب منافسيه، ويبدو أن الفريق سيتمكن أيضاً من الفوز بلقب الدوري الاسكوتلندي للمرة العاشرة في تاريخه من دون مقاومة تُذكر من باقي المنافسين.
وتكمن إحدى النقاط الرئيسية في قوة سلتيك في قدرته على تطوير اللاعبين الشباب وبيعهم بعد ذلك بمبالغ مالية كبيرة، والدليل على ذلك أن خزينة النادي انتعشت بـ45 مليون جنيه إسترليني من بيع موسى ديمبيلي وكيران تيرني. وقد تخلى النادي عن هذين النجمين من دون أن يتأثر مستواه على محلياً. وعلاوة على ذلك، تشير تقارير إلى أن المهاجم الفرنسي إدوارد بات محط أنظار العديد من الأندية الإنجليزية والأوروبية، وينطبق نفس الأمر أيضاً على كل من كالوم ماكغريغور وريان كريستي. كما أن تطور مستوى كل من كريستوفر أجر، وكريستوفر جوليان، وجيريمي فريمبونغ، وميكي جونستون قد يساعد النادي على النجاح وخلق حالة من التوازن بين تقديم كرة قدم ممتعة وتحقيق مكاسب مالية في نفس الوقت.
ورغم أنه لا يزال من الصعب إحداث حالة من التوازن وتكوين فريق قادر على تقديم مستويات جيدة على الساحة الأوروبية، فإن سلتيك قد نجح في ذلك بفضل تعاقده مع عدد من اللاعبين الشباب من عدد من الأندية المحلية التي باتت تمثل «المصنع» الذي يورد إليه اللاعبين، مثل أندية روس كاونتي وهاملتون وسانت جونستون. وقد نجح نادي سلتيك في إدارة موارده بذكاء شديد.
وكان لينون هو الذي قاد سلتيك للفوز بأول لقب من الألقاب التسعة المتتالية للدوري الاسكوتلندي الممتاز، كما عاد لتولي قيادة الفريق لتحقيق هذا الإنجاز. ومن الواضح للجميع أن المدير الفني البالغ من العمر 48 عاماً قد أصبح أكثر هدوءاً مما كان عليه خلال ولايته الأولى في سلتيك، ومن حقه أن يفتخر بمعادلة الرقم القياسي لأكبر عدد من الألقاب المتتالية للدوري الاسكوتلندي الممتاز.
وكانت هناك حالة من السخط الشديد عندما عاد لينون لتولي قيادة الفريق خلفاً لبريندان رودجرز، الذي أدخل تغييرات جذرية على تشكيلة سلتيك. كما كان هناك العديد من العقبات في طريق لينون –لعل أبرزها الهزيمة في الدوري الأوروبي أمام كوبنهاغن- لكن لينون عمل بكل هدوء على إعادة التوازن للفريق، كما ساعد العديد من اللاعبين على تطوير مستواهم.
ودائماً ما كانت كرة القدم الاسكوتلندية مغرمة بالمقارنات التاريخية، لكن أعتقد أنه من غير المجدي أن نعقد مقارنة بين الفريق الحالي لسلتيك والفريق الذي حقق نفس الإنجاز بالفوز بتسعة ألقاب متتالية للدوري بدءاً من عام 1966. وبعد ذلك بعام، أصبح سلتيك بطلاً لأوروبا في فترة ذهبية كانت فيها الأندية الاسكوتلندية قادرة على منافسة أقوى أندية العالم. لكن منذ ذلك الحين، حدث الكثير من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والكروية، وتخلفت اسكوتلندا عن الركب وتقدمت عليها دول أخرى.
وحتى فريق رينجرز الذي فاز بلقب الدوري الاسكوتلندي تسع مرات متتالية بداية من عام 1989 لا يمكن مقارنته بالفريق الحالي لسلتيك، نظراً إلى أنه كان قادراً على منافسة عمالقة أوروبا من الناحية المالية آنذاك، على عكس الوضع الحالي مع سلتيك.
وسيكون من السذاجة تجاهل المنافسة المتواضعة التي يواجهها سلتيك حالياً على المستوى المحلي. ولا يمكن لأي شخص –باستثناء أصحاب المصالح الخاصة– أن يزعموا أن السيطرة الكاملة لسلتيك على كرة القدم الاسكوتلندية في الوقت الحالي، أو حتى المنافسة الثنائية بين سلتيك ورينجرز منذ كان أبردين بطلاً لاسكوتلندا عام 1985 تصبّ في مصلحة كرة القدم الاسكوتلندية. ومع ذلك، لا يمكن بأي حال من الأحوال التشكيك في أن سلتيك هو القوة العظمى الآن في كرة القدم الاسكوتلندية، وسيكون من الظلم ألا نشيد بالإنجازات التي يحققها الفريق في الوقت الحالي.


مقالات ذات صلة


«مشادة» ثنائي منتخب مصر لتنس الطاولة تثير انتقادات

منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
TT

«مشادة» ثنائي منتخب مصر لتنس الطاولة تثير انتقادات

منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)

في حين حقق منتخب مصر لتنس الطاولة إنجازاً تاريخياً بالفوز بالمنافسات كافة للرجال والسيدات، وتحقيق «الفراعنة» لقب البطولة الأفريقية التي أُقيمت في تونس، والتأهل إلى بطولة العالم المقررة إقامتها في لندن 2026، فإن ما شهدته البطولة من «مشادة» كلامية بين اثنين من أبرز لاعبيه خلال إحدى المنافسات عكَّرت صفو البطولة، وأثارت انتقادات في الأوساط الرياضية والإعلامية المصرية.

ففي مشهد غير معتاد، دخل اللاعبان عمر عصر ومحمود أشرف في مشادة حادة خلال مباراة منتخب مصر أمام منتخب نيجيريا ضمن منافسات البطولة، وصلت إلى حد التهديد بعدم اللعب، وكادت أن تتحول اشتباكاً بالأيدي أمام عدسات الكاميرات والجمهور.

وبدأت الأزمة بين الثنائي، وفق وسائل الإعلام المصرية، قبل مواجهة عمر عصر لاعب منتخب نيجيريا، قبل نهائي الرجال، عندما تلقى تحية كل أعضاء الفريق ما عدا زميله محمود أشرف (نجل رئيس الاتحاد المصري لتنس الطاولة، أشرف حلمي)؛ وهو ما تسبب في حالة غضب شديدة للأول، ولكن الجهاز الإداري للمنتخب تدخل لتهدئته.

وتجددت الأزمة مرة أخرى بين اللاعبين، فمع تقدم عصر بالنتيجة، ونيله إشادة جميع المتواجدين فإن زميله محمود، طالب عصر بخروجه وعدم جلوسه على مقاعد البدلاء حتى يكمل المباراة؛ ما أدى إلى مشادة بين اللاعبين، وتبادل العبارات غير اللائقة.

وبينما انتشر مقطع فيديو يوثّق الواقعة سريعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وصف روادها الأمر بـ«الفضيحة الرياضية» التي لا تليق بتمثيل مصر في المحافل الدولية.

كما تداول آخرون قرار الاتحاد المصري لتنس الطاولة فتح تحقيق رسمي في الواقعة، وتحويل اللاعبين إلى لجنة الانضباط لمراجعة سلوكهما خلال البطولة.

وزادت الانتقادات «السوشيالية» عقب تصريحات تلفزيونية للاعب عمر عصر زعم فيها أن «رئيس الاتحاد هو من يقوم باختيار لاعبي المنتخب»، مشيراً إلى أن المنتخب يشارك في البطولة من دون طبيب للبعثة أو مدرب أحمال بدنية.

وأضاف اللاعب أنه يرحب بالتحقيق في الأزمة مع زميله، إلا أنه يطالب وزارة الشباب والرياضة بعمل تحقيق للفصل في هذا الأمر؛ لأن رئيس الاتحاد والد اللاعب.

وفي بيان صادر عن وزارة الشباب والرياضة، الاثنين، هنأ وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، منتخب مصر لتنس الطاولة على نتائجه، واصفاً إياها بـ«إنجاز كبير يُضاف إلى سجل الرياضة المصرية الحافل بالإنجازات».

وقال البيان: «تابع وزير الشباب والرياضة من كثب كل القرارات والإجراءات الصادرة عن الاتحاد المصري لتنس الطاولة بشأن الأزمة التي نشبت بين لاعبَي المنتخب الوطني عمر عصر ومحمود أشرف خلال مشاركتهما في البطولة».

وأضاف: «شدد الدكتور أشرف صبحي على أن الالتزام والانضباط يمثلان أساساً في تمثيل مصر في المحافل الخارجية، بما يليق باسم الرياضة المصرية ومكانتها».

وأكد وزير الشباب والرياضة أن الوزارة تتابع الموقف بشكل دقيق، وتُجري تنسيقاً كاملاً مع اللجنة الأولمبية المصرية والاتحاد المصري لتنس الطاولة لمتابعة نتائج التحقيقات وملابسات الواقعة، واتخاذ القرارات المناسبة التي تضمن الحفاظ على انضباط المنظومة واحترام القيم والأخلاق الرياضية.

اللاعب عمر عصر (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)

الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «أزمة منتخب تنس الطاولة ينظر لها الجميع على أنها وليدة اللحظة، لكنها في رأيي لها تراكمات مستمرة منذ فترة طويلة، فما رواه اللاعب وزملاؤه عن اتحاد اللعبة والكيفية التي تدار بها اللعبة هو ما يتطلب تحقيقاً وليس ما فعله اللاعب نفسه».

وتابع: «منتخب مصر اتضح أنه سافر للبطولة بلا طبيب ولا معد بدني، ورئيس الاتحاد يختار اللاعبين المشاركين، و هي أمور لا يمكن أن تراها إلا في مصر، ثم نسأل بعد ذلك لماذا يهرب اللاعبون، ولماذا يوافقون على التجنيس بجنسيات أخرى؟ والغريب أن الجميع يرى ويدرك المشكلات الموجودة والواضحة للجميع، إلا المسؤولين».

ويضيف البرمي: «أزمة تنس الطاولة الأخيرة ليست هي المشكلة، فقد أظهرت للجميع أن هناك مشكلات عدّة، فالألعاب الفردية في مصر تحتاج إلى اهتمام، وقبل الاهتمام يتطلب الأمر محاسبة المسؤولين عن الاتحادات عما قدموا وما هي خططهم وكيف وصلوا إلى أماكنهم، فهناك الكثير من الأزمات، والمواهب تضيع أو تذهب للعب بأسماء بلد أخرى، ثم نكتشف فجأة حجم الخلل والفساد الذي أدى إلى هذه ذلك».


«ريبوك» تنفي طلبها من المنتخب الإسرائيلي إزالة شعارها عن ملابسه

المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
TT

«ريبوك» تنفي طلبها من المنتخب الإسرائيلي إزالة شعارها عن ملابسه

المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)

نفت شركة «ريبوك» للملابس الرياضية، اليوم الثلاثاء، أنها طلبت إزالة شعارها عن قمصان المنتخبات الإسرائيلية لكرة القدم وذلك ردا على مزاعم أوردتها تقارير إعلامية إسرائيلية.

وقال متحدث باسم «ريبوك» لوكالة «رويترز»: «تفخر ريبوك بسجلها في توحيد جميع الثقافات داخل الملعب وخارجه. التقارير الواردة في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تزعم أن ريبوك قد وجهت الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بإزالة شعاراتها من أطقم المنتخبات الوطنية هي ببساطة غير صحيحة».

أضاف: «سنستمر في الوفاء بالتزاماتنا تجاه الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم. لا نعمل في السياسة وتركيزنا ينصب على الجانب الرياضي».

وقال الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم لـ«رويترز» إن أطقم المنتخبات في المباريات الدولية ستواصل عرض شعار الشركة كما حدث في السابق.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، أنهت شركة بوما الألمانية للملابس الرياضية رعايتها للمنتخب الإسرائيلي لكرة القدم وهو قرار قالت الشركة إنها اتخذته في 2022.

وكان الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم قد كشف أن «ريبوك» طلبت من إدارة المنتخب إزالة شعارها عن قمصانه وسراويله القصيرة، مشاركةً بذلك في دعوة المقاطعة التي أطلقتها «حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات».

وجاء في بيان أصدره الاتحاد الإسرائيلي: «لم يوقع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم اتفاقاً مباشراً مع (ريبوك إنترناشونال). لقد رضخت الشركة لتهديدات مقاطعة سخيفة لا تعنيها»، مؤكداً أن الشراكة أُبرمت من خلال مورد محلي.

وأضاف البيان أن شعار الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم والعلم الإسرائيلي سيظهران على ملابس الفريق.

يُذكر أن وكالة «أسوشييتد برس» أوردت أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يدرس إجراء تصويت لتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي بسبب حرب غزة.

وكان النجم الفرنسي السابق إريك كانتونا قد دعا إلى هذا التعليق خلال حفل «معاً من أجل فلسطين» في لندن.


ما السبب وراء التراجع الكبير لأستون فيلا؟

الضغوط تتزايد على أوناي إيمري  مدرب أستون فيلا بعد نتائج الفريق السيئة (رويترز)
الضغوط تتزايد على أوناي إيمري مدرب أستون فيلا بعد نتائج الفريق السيئة (رويترز)
TT

ما السبب وراء التراجع الكبير لأستون فيلا؟

الضغوط تتزايد على أوناي إيمري  مدرب أستون فيلا بعد نتائج الفريق السيئة (رويترز)
الضغوط تتزايد على أوناي إيمري مدرب أستون فيلا بعد نتائج الفريق السيئة (رويترز)

قدّم أوناي إيمري لحظات لا تُنسى لجماهير أستون فيلا؛ المشاركة في البطولات الأوروبية في 3 مواسم متتالية، واحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ثم احتلال أحد المراكز الستة الأولى. ورغم أنه لم يمر سوى 5 مباريات من الموسم الحالي، فإن من الواضح أن هناك خطأ ما. فأستون فيلا، الذي تغلب على بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، الموسم الماضي، لم يقدم أداءً جيداً حتى الآن، ولم يحقق أي انتصار، ويعاني بشدة من أجل تسجيل الأهداف. وحقّق فوزاً صعباً 1 - صفر على ضيفه بولونيا، في بدء مشواره في الدوري الأوروبي، الخميس.

وقال بول روبنسون، حارس مرمى إنجلترا السابق، لـ«بي بي سي» بعد تعادل الفريق أمام سندرلاند بهدف لمثله، يوم الأحد: «يبدو الفريق منهكاً، ولا يلعب بسلاسة، ولم يعد يقدم نفس المستويات التي كان يقدمها العام الماضي. الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة لأستون فيلا».

كان روبنسون في ملعب النور لمشاهدة أستون فيلا، وهو يعاني أمام سندرلاند الصاعد حديثاً، الذي لعب لأكثر من ساعة بـ10 لاعبين بعد طرد المدافع رينيلدو لتدخله على ماتي كاش. تقدم أستون فيلا بهدفٍ سجّله كاش في الدقيقة 67 من تسديدة من مسافة 25 ياردة، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على النتيجة، حيث عادل ويلسون إيزيدور النتيجة بعد 8 دقائق ليمنح سندرلاند نقطة مستحقة. ووصف إيمري دفاع فريقه، حسب نيل جونستون على موقع «بي بي سي»، بـ«الكسول» بعد المباراة، مضيفاً: «ربما يعود ذلك إلى عدم شعورنا بالسيطرة أو بسبب عدم لعبنا بأسلوبنا المعتاد». إذن، ما الخطأ الذي حدث؟ وهل يجب على جماهير أستون فيلا أن تشعر بالقلق؟

لم يحقق أستون فيلا أي انتصار، وسجّل هدفاً وحيداً في الدوري الإنجليزي، وخرج من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة قبل نهاية سبتمبر (أيلول). ما يعني أن البداية كانت سيئة للغاية في الموسم الثالث الكامل لإيمري على رأس القيادة الفنية للفريق. سجّل أستون فيلا 134 هدفاً خلال الموسمين السابقين ليضمن المركزين الرابع والسادس، فلماذا توقف تألقه؟ وكان الهدف الذي سجّله كاش في مرمى سندرلاند هو أول هدف للفريق بعدما عجز عن هزّ الشباك في أول 4 مباريات بالدوري.

انتهت هذه السلسلة السلبية بعد 427 دقيقة، وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن كريستال بالاس في موسم 2017-2018، ونيوكاسل يونايتد في موسم 2005-2006، هما فقط من انتظرا فترة أطول لتسجيل أول هدف في الدوري منذ بداية الموسم (641 دقيقة لكريستال بالاس، و438 دقيقة لنيوكاسل). وأضاف روبنسون: «لقد سجّل أستون فيلا أول هدف له في الدوري هذا الموسم، لكنه لم يصنع كثيراً من الفرص، وكان أداؤه بطيئاً بعض الشيء، وخاصة في خط الوسط». قام أستون فيلا بمحاولتين فقط على مرمى سندرلاند. وهي إحصائية كارثية بالنظر إلى أنه لعب معظم فترات اللقاء ضد فريق يلعب بـ10 لاعبين. ولم يسدد أي فريق تسديدات على المرمى أقل من أستون فيلا في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم (12 تسديدة، بالتساوي مع إيفرتون وليدز يونايتد).

وبعد الفوز الصعب على بولونيا، يتعين على أستون فيلا التوفيق بين متطلبات اللعب في البطولة الأوروبية وفي الدوري الإنجليزي. وأدّى فشل أستون فيلا في إنهاء الموسم ضمن المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا إلى فرض قيود مالية على النادي خلال الصيف حتى يتمكن من الامتثال لقواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي الممتاز. إضافةً إلى ذلك، أدّى رحيل ماركوس راشفورد وماركو أسينسيو، اللذين كانا يلعبان للنادي على سبيل الإعارة، إلى تقليل الفاعلية الهجومية للفريق. تعاقد أستون فيلا مع مهاجم نيس، إيفان غيساند، مقابل 26 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 4.3 مليون جنيه إسترليني كإضافات مالية أخرى، لكن المهاجم الإيفواري كانت له محاولتان فقط على المرمى.

ومع ذلك، تُقدم المباراتان المقبلتان لأستون فيلا في الدوري الإنجليزي الممتاز فرصة جيدة للعودة إلى المسار الصحيح، حيث سيخوض أستون فيلا مباراتين متتاليتين على ملعبه أمام فولهام في 28 سبتمبر (أيلول)، وبيرنلي في 5 أكتوبر (تشرين الأول). وقال كاش لشبكة «سكاي سبورتس»: «لسنا سعداء. كفريق، يتعين علينا أن نكون أفضل. وفي ظل الجودة التي نمتلكها، يتعين علينا الوصول إلى مراكز أعلى في الدوري. على مدار السنوات القليلة الماضية، حقّقنا العديد من النجاحات في النادي، لكننا نمر حالياً بفترة عصيبة». لا يوجد أدنى شك في أن فترة إيمري مع أستون فيلا كانت رائعة بشكل عام، ولا يجب أن يكون هناك شعور بالهلع من هذا التراجع. ومع ذلك، نعرف جميعاً أن الصبر ينفد سريعاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويدرك إيمري تماماً أن الضغوط ستتزايد ما لم يحقق أستون فيلا الفوز في البطولة قريباً.