شارع باسم مؤسس «الإخوان» يثير استهجان المصريين

محافظة الدقهلية تعهدت بتغييره

TT

شارع باسم مؤسس «الإخوان» يثير استهجان المصريين

أثار شارع يحمل اسم حسن البنا، مؤسس جماعة «الإخوان» التي تصنفها السلطات المصرية «إرهابية»، في إحدى المدن بدلتا مصر استهجاناً بين المصريين، وهو ما دعا المسؤولين إلى التعهد بتغيير اسم الشارع لصالح أحد «شهداء الجيش أو الشرطة». وأكد هيثم الشيخ، نائب محافظ الدقهلية بدلتا مصر، أنه «تمت الموافقة على تغيير اسم شارع حسن البنا، الكائن بمدينة ميت غمر، وتقرر عرض الطلب على لجنة المسميات بالمحافظة، من أجل الاستقرار واختيار أحد (الشهداء) لإطلاق اسمه على الشارع، بدلاً من الاسم الحالى».
وسبق أن طالب نواب في البرلمان المصري في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2018 بإزاحة أسماء قيادات «الإخوان» من على لافتات بعض الشوارع المصرية. ونظرت محكمة القضاء الإداري حينها عدداً من الدعاوى القضائية التي تطالب بذلك.
وكان عدد من أهالي مدينة ميت غمر قد تقدموا بشكوى إلى محافظة الدقهلية، انتقدوا فيها، استمرار تسمية أحد الشوارع باسم مؤسس «الإخوان». ووعدت المحافظة بتغيير اسم الشارع.
وقال نائب محافظ الدقهلية في تصريحات أمس، إنه «سوف يتم تغيير اسم الشارع فور الاستقرار على الاسم الجديد، وتعديل ذلك فى جميع الجهات الحكومية، وتعليق لافتات بالاسم الجديد».
يشار إلى أنه في نهاية عام 2018 تفجرت أكثر من أزمة بسبب أسماء شوارع حملت أسماء لـ«الإخوان»، من بينها شارعان في محافظة البحيرة بدلتا مصر، باسم البنا، وسيد قطب منظر الجماعة، وشارع في محافظة المنيا بصعيد مصر باسم البنا، ما دعا قيادات المحافظتين حينها للقيام بإجراءات «تغيير أسماء الشوارع بأسماء (شهداء) تلبية لرغبة المصريين».
جدير بالذكر أنه من وقت لآخر تتسبب بعض أسماء الشوارع في إثارة الجدل في مصر، كان آخرها تأكيد النائب حاتم باشات، عضو مجلس النواب (البرلمان)، في تصريح له أخيراً بأن «محافظة القاهرة استجابت لمطالب أهالي ضاحية حلمية الزيتون (شرق القاهرة) بتغيير اسم شارع سليم الأول (القائد العثماني)، إلى شارع الشهيد أحمد المنسي»، الضابط المصري الذي استشهد في منطقة «البرث» برفح عام 2017 خلال إحدى العمليات الإرهابية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.