قبائل في سيناء متعاونة مع الحكومة تعلن مقتل مدنيين في اشتباك مع «داعش»

TT

قبائل في سيناء متعاونة مع الحكومة تعلن مقتل مدنيين في اشتباك مع «داعش»

أفاد «اتحاد قبائل سيناء»، وهو تجمع من أبناء القبائل المتعاونة مع السلطات المصرية في العمليات الأمنية بشمال سيناء، بـ«مقتل شخصين مدنيين من أبناء قبيلة الترابين أول من أمس الجمعة في مسرح عمليات أمنية بسيناء ضد عناصر تنظيم (داعش سيناء)».
وتحدث مصدر قبلي في سيناء لـ«الشرق الأوسط»، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن القتيلين «كانا ضمن عناصر مدنية (تحشدها قبائل الترابين والسواركة والرميلات بسيناء لملاحقة عناصر داعش)»، موضحاً أن مقتلهم «كان في منطقة العجراء أقصى جنوب مركزي رفح والشيخ زويد، وذلك إثر تعرضهم لانفجار لغم أرضي نصبته العناصر على طرق بمناطق تسللوا إليها ثم انسحبوا منها بعد تعرضهم لضربات أمنية قوية خلال الأيام القليلة الماضية».
ووصف «اتحاد قبائل سيناء» في بيانه «الشخصين بالـ(مقاتلين)» موضحا أنهما «من قبيلة الترابين وقتلا أثناء تمشيطهما مسرح العمليات مع القوات المسلحة المصرية وتشكيلاتها المقاتلة، وهما عودة سليم أبو انقيز، وعيد مصلح أبو ماسوح».
وكشفت «قبائل سيناء» عن جانب مما يدور في مسرح العمليات من ملاحقات تنفذها قوات أمنية بمشاركة أبناء القبائل في بيان جاء فيه أنه «بعد اشتباكات مسلحة للقوات، وشباب قبيلة الترابين المشاركين مع القوات بمنطقة المزحلف جنوب رفح، واشتباكات أخرى بمنطقة النقيزات، أجبرت العناصر على التخلي عن جوال من الذخيرة الخاصة بأسلحة الغرينوف والآلي».
وبحسب «قبائل سيناء»، فإنه «تم تدمير (معقل رئيسي لداعش) بقرية نجع شبانه جنوب رفح، ومقتل عدد كبير من عناصر التنظيم».
وتابع البيان «فخخ (داعش) مناطق صحراوية عدة خارج قرية نجع شبانة لتعجيز أي قوات برية عن اقتحامها برياً، ما دعا القوات لتدمير معقل رئيسي لهم، وتصفية عدد كبير من العناصر كانوا بداخله، وشوهدت ألسنة النيران والدخان تتصاعد من مكان الاستهداف والقصف الناجح، ما يؤكد أن المعقل الإرهابي كان يحوي مخزن متفجرات كبيرا».
وشهد شمال سيناء الأسبوع الماضي، مقتل 4 أشخاص، وإصابة 13 آخرين، جميعهم من المدنيين من أبناء قرية قبر عمير في مدينة الشيخ زويد، وذلك خلال هجوم شنه «ملثمون مسلحون»، بحسب الاتحاد، وهو ما أكدته مصادر من أهالي القرية. وقرية قبر عمير ضمن مناطق عدة في شمال سيناء تشهد عمليات أمنية لقوات الجيش والشرطة انطلقت منذ فبراير (شباط) من عام 2018. لتطهير المنطقة من العناصر التكفيرية، وهي العملية التي تُعرف باسم «عملية المجابهة الشاملة - سيناء 2018».
وقال موسى المنيعي، وهو من رموز قبيلة السواركة، إن «العناصر الإرهابية في مناطق العجراء، والمقاطعة، وبلعا واللفيتات، تتكبد خسائر بفعل ضربات متتالية تقوم بها القوات المسلحة»، لافتا إلى أن «القبائل بدأت بعد عيد الفطر من خلال شبابها معاونة الأجهزة الأمنية».


مقالات ذات صلة

الخارجية الألمانية تدعم حواراً كردياً مع دمشق

المشرق العربي مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (رويترز)

الخارجية الألمانية تدعم حواراً كردياً مع دمشق

قال مدير الشرق الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا في «الخارجية» الألمانية، إن «حماية حقوق ومصالح الأكراد السوريين يمكن تحقيقها بشكل أفضل من خلال حوار داخلي سوري».

كمال شيخو (دمشق)
المشرق العربي الرئيس دونالد ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض بواشنطن 13 نوفمبر 2019 (رويترز)

تركيا تعيد فتح قنصليتها في حلب مع استمرار الاشتباكات العنيفة في شرقها

فتحت القنصلية التركية في حلب أبوابها بعد إغلاق استمر نحو 13 عاماً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي (رويترز)

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

قال القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، الجمعة، إنه عقد اجتماعاً مهماً مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا لتقييم الوضع في سوريا والعمليات ضد «داعش».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عقد مظلوم عبدي، قائد «قسد»، اجتماعاً مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في أربيل، هو الأول من نوعه فرضته التطورات المتسارعة بسوريا.

كمال شيخو (دمشق)
أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».