قصة الإعلامية السورية كنانة الشريف مع {كورونا}... أسابيع من الألم والهلوسة!

السورية كنانة الشريف مراسلة قناة فضائية في الولايات المتحدة
السورية كنانة الشريف مراسلة قناة فضائية في الولايات المتحدة
TT

قصة الإعلامية السورية كنانة الشريف مع {كورونا}... أسابيع من الألم والهلوسة!

السورية كنانة الشريف مراسلة قناة فضائية في الولايات المتحدة
السورية كنانة الشريف مراسلة قناة فضائية في الولايات المتحدة

عندما بدأت عيناها بالاحمرار وفاجأها السعال، ظنّت كنانة الشريف بأن حساسية الربيع التي لطالما اعتادت عليها في هذا الموسم في العاصمة الأميركية واشنطن هاجمتها. وكالعادة، أخرجت أدوية الحساسية من خزانتها وتناولتها، تحسنت العوارض، وخلدت كنانة إلى النوم وفي ذهنها راحة لتجاوب جسمها مع الأدوية يشوبها قلق دفين مما يجري حولها. ففيروس كورونا المستجد بسط نفوذه في ولاية فيرجينيا مقرّ إقامتها، حيث تم فرض إجراءات حجر قاسية على المواطنين هناك... وجلّ ما كانت تخشاه مراسلة محطة (أوريانت) السابقة إصابتها بالفيروس.
السعال الحاد والجاف أيقظها من نومها العميق، في كتفيها وجع رهيب... قالت كنانة: «لقد كان شعوراً غريباً جداً... فكرت في نفسي: هل هي قلة نوم؟ هل هي قلّة غذاء؟».
لكن عندما بدأت بالارتعاش من البرد والتعرّق الشديد، علمت أن عليها الذهاب فوراً للمستشفى، فهذه كلها عوارض كوفيد - 19 التي تابعتها بكثافة في الأيام الماضية، لكن كنانة وحيدة في شقتها، فهي أرسلت أولادها الأربعة إلى تكساس لقضاء بعض الوقت مع والدهم هناك، خوفاً عليهم من تفشي الفيروس في فيرجينيا.
لم يكن أمامها سوى الاتصال بصديق لها في مطلع الفجر للذهاب بها إلى قسم الطوارئ في مستشفى (اينوفا - فيرفاكس). وتتحدث كنانة عن تجربتها لـ«الشرق الأوسط» وتقول: «دخلت قاعة الانتظار وأنا أرتدي كمامة وقفازات... شعرت وكأني أدخل وكالة فضائية، فبالكاد رأيت أعين الأطباء والممرضات، وبمجرد دخولي طلبوا مني نزع القفازات فوراً والإبقاء على الكمامة... فحصتني ممرضة ترتدي بزة صفراء وعلى وجهها قناع مغلف بإطار بلاستيكي... خفت كثيراً حينها وتمنيت في نفسي ألا يكون وضعي سيئاً جداً، لأني لا أريد البقاء هنا».
العوارض كانت واضحة: ضغط عال وحرارة مرتفعة إضافة إلى السعال الجاف والإرهاق... فحكمت الممرضة: «لديك كل عوارض كورونا. لكن الفحوص المخبرية التي لدينا قليلة للغاية، لن نتمكن من إجراء الفحص من دون إذن طبيبك».
وارتبكت كنانة، فهي لم تكن تملك تأميناً صحيّاً، ورغم أنها تمكنت للتو من الانضمام إلى (الميديكايد) وهو نظام الرعاية الصحية الحكومي، لكن لم يتسن لها الوقت لاختيار طبيب لها... تفسيرات لم تغير من رأي الممرضة التي كرّرت ببرودة أعصاب: «أنا آسفة... ليست لدينا فحوصات بما فيه الكفاية». وتابعت الممرضة وهي تقف بعيدا عن كنانة: «سنقوم بفحص أشعة للصدر، وإن كانت النتيجة سيئة، سأتحدث مع الطبيب المناوب في الطوارئ وقد نتمكن من توفير فحص مخبري لك». وتم إجراء صورة الأشعة من دون العثور على أضرار كبيرة في الرئتين... وسقط الحكم على كنانة: «لا يوجد فحص مخبري... لكنك مصابة بكورونا، عليك بحجر نفسك ولا تعودي إلى هنا إلا في حال ضاق نفسك بشدّة وأصبحت حياتك بخطر...».
انفعلت كنانة وهي تتحدث عن هذا الجزء وقالت: «كيف يُعقل لبلد مثل أميركا أن يعامل المواطنين بهذا الشكل؟؟».
وتابعت كنانة التي ولدت في السعودية لأم وأب سوريين، وعاشت هناك حتى الثانية والعشرين من عمرها: «كيف يُعقل أن يرسلوني إلى منزلي من دون أي توجيهات واضحة؟ كلّ ما قالته لي الممرضة هو أن أعود فقط إن لم أتمكن من صعود الدرج! لقد اضطررت للحديث مع طبيب من الجالية السورية الذي وجهني خلال محنتي وأنا مدينة له لمساعدته لي».
كنانة عاشت 4 أسابيع من العوارض المؤلمة والمخيفة، لم يكن لها أي شهية للأكل، سعالها مستمر، وضغطها عال. ورغم أن بعض هذه العوارض بدأت بالتحسن قليلاً بعد 4 أيام من بدايتها إلا أن التعرق والإرهاق لم يختفيا، كما فقدت حاستي الشم والتذوق فجأة، وتقول كنانة: «الليل كان سيئاً للغاية وذروة المرض كانت في اليوم العاشر، فقد بدأت بالهلوسة: أين أنا؟ أين هم أولادي؟ خوف من الوحدة، خوف من الموت... صداعي لم يتوقف... نفسي ضيق باستمرار».
وتقول كنانة إن والدتها الموجودة حالياً في درعا لم تتركها يوماً، فكانت على تواصل دائم معها عبر الفيديو وهذا ما أعطاها دفعاً وشعوراً بالأمان وهي مستلقية على كنبة غرفة الجلوس طوال النهار والليل.
بعد مرور 4 أسابيع من العوارض والتعب والإرهاق، تحسنت كنانة وتعافت، وعادت لها حاسة التذوق لكن حاسة الشم لم تعد كلياً بعد، وتمازح كنانة بلهجتها السورية الجميلة: «كان لقبي في عيلتي (أبو كلبشة) بسبب حاسة شمّي الخارقة... خسرت اللقب».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.