نشاط استيطاني لاستباق «الضم» وإنهاء فرص قيام «دولة فلسطينية»

الاتحاد الأوروبي: هدم المنازل تضاعف 3 مرات منذ مارس

TT

نشاط استيطاني لاستباق «الضم» وإنهاء فرص قيام «دولة فلسطينية»

في الوقت الذي تتصاعد التحذيرات من دول في أوروبا والشرق الأوسط، حتى من داخل مجموعات في إسرائيل والولايات المتحدة، ضد مشروع ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية، كشفت مصادر متعددة عن حملة استيطانية على الأرض يقوم بها قادة المستوطنات لاستباق الحدث وتنفيذ عمليات ميدانية بهدف توسيع المناطق التي يخططون للسيطرة عليها، بغرض وضع الجميع أمام الأمر الواقع.
وقالت هذه المصادر إن المستوطنين يحصلون على معلومات داخلية من اللجنة الأميركية - الإسرائيلية لترسيم حدود المستوطنات، التي تنشط في المنطقة منذ خمسة شهور، ويسعون للتأثير وتعديل الخرائط كي يضمنوا ضم مناطق جديدة تابعة حالياً للقرى والبلدات الفلسطينية ويريدون ضمها. وفي كثير من الأحيان يصطدم هؤلاء بفلسطينيين يتصدون لمصادرة أراضيهم، وتقع صدامات تحسمها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقوة لصالح المستوطنين.
على سبيل المثال، تقدم المستوطنون إلى السلطات الإسرائيلية بشكوى ضد السلطة الفلسطينية لأنها تعمل على إعادة تأهيل شارع المقبرة في قرية الرشايدة شرق بيت لحم. فحضرت قوة عسكرية إسرائيلية وأوقفت العمل في الشارع، بذريعة أنها «منطقة خاضعة للسيادة الإسرائيلية» بعد أن هدد الجنود، العمال الفلسطينيين، بالاعتقال في حال العودة للعمل فيه، وأجبروهم على إزالة المعدات.
كما يقوم المستوطنون بعمليات سيطرة على أراضٍ فلسطينية في غور الأردن ومنطقة أريحا شمال البحر الميت وفي المرتفعات الجبلية عند مدينة طوباس في الشمال، للهدف نفسه، وهو التمهيد لفرض واقع الضم وتوسيع نطاق رقعته ليشمل أراضي جديدة. ويلاحظ أيضاً أن قوات الاحتلال تصعد من ممارسات هدم البيوت الفلسطينية في المناطق «ج» التي تعتبر مخزوناً للضم، إذ توزع عشرات أوامر الهدم وتنفذ بنفسها عمليات الهدم. وكشفت مصادر سياسية في رام الله، أمس الجمعة، أن ممثلي بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله أعربوا عن قلقهم من مواصلة السلطات الإسرائيلية تنفيذ عمليات الهدم في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلين، التي ازدادت بشكل واضح منذ بداية هذا العام.
وأوضحت بعثات الاتحاد الأوروبي، في بيان صدر عنها، أن عمليات الهدم، بما فيها هدم منشآت ممولة من الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، أدت إلى تشريد العديد من الفلسطينيين، والتأثير سلباً على المجتمعات الفلسطينية. وقال البيان: «إنه في الوقت الذي رحبت البعثات بالتعاون الفلسطيني الإسرائيلي لمكافحة جائحة (كوفيد - 19)، تابعت بقلق استمرار عمليات الهدم منذ تفشي الوباء في أوائل مارس الماضي، وخلال شهر رمضان، التي تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بالعام الماضي».
وفي تل أبيب، حذرت مؤسسة «تايمز أوف يسرائيل» من أن تؤدي النشاطات الاستيطانية الميدانية وممارسات الاحتلال المختلفة، وفي أساسها قرار الضم التوسعي، إلى القضاء التام على حل الدولتين. وقالت إن كثيرين باتوا يؤيدون التوجه لحل الدولة الواحدة، بشرط ضمان المساواة بين جميع المواطنين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.