ضباط إسرائيليون يستغلون نفوذهم لنهب أراضي الفلسطينيين

TT

ضباط إسرائيليون يستغلون نفوذهم لنهب أراضي الفلسطينيين

في أعقاب الكشف عن قيام جنديين في الجيش الإسرائيلي باستغلال نفوذهما العسكري لسرقة نقود من فلسطينيين، وتم الحكم عليهما بالسجن لسنتين، كشفت منظمة «كيرم نفوت» الإسرائيلية عن قيام ضباط إسرائيليين سابقين باستغلال نفوذهم ومعلوماتهم لنهب قطع أراضٍ فلسطينية واستخدامها لمصالح خاصة بهم.
وحسب المنظمة المذكورة، فإن الضابط دافيد كيشيك - كوهين، رئيس وحدة المراقبة في الإدارة المدنية من عام 1984 وحتى 2007، الذي تمت إقالته في حينه لشبهات تورطه في ترخيص إنشاء محجر تملكه زوجته خارج مستوطنة «كوخاف هشاحر» دون الإبلاغ عن وجود تضارب مصالح، استولى على قطعة أرض يملكها فلسطينيون من قريتي كفر مالك ودير جرير، اللتين تقوم المستوطنة المذكورة على أراضيهما. وخلال الفترة التي قضاها في منصبه، قام كوهين بغرس أشتال زيتون في هذه الأرض، فكبرت وصار يقطفها ولا يزال يقوم بقطف الزيتون في كل موسم حتى اليوم.
ويروي موقع «تايم أوف يسرائيل»، أنه في عام 1980، صادر الجيش الإسرائيلي ما يقارب 800 دونم من أراضي قريتي كفر مالك ودير جرير، بحجة الحاجة لحماية بؤرة استيطانية تم إنشاؤها في المنطقة في ذلك الوقت من قبل مجموعة من جنود سابقين في لواء «ناحل». بعد ذلك بوقت قصير تم إنشاء مستوطنة «كوخاف هشاحر» على الأراضي المصادرة، وغرست فيها الأشتال وجعلتها «كروز زيتون» للمستوطنين. وقد قام كيشيك - كوهين بتسجيل الأفدنة الثلاثة التي زرع فيها أشجار الزيتون لدى الحاخامية الكبرى لإسرائيل، وتم إدراجها في قائمة السلطة الحاخامية المحدثة للأشجار المثمرة، التي تمت الموافقة على استهلاكها في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وعقب درور إتكيس، من منظمة «كيرم نافوت» الإسرائيلية، التي تعمل على مراقبة النشاط الاستيطاني، قائلاً إن «كيشيك - كوهين ليس الموظف الفاسد الوحيد الذي عمل في هذه الهيئة الفاسدة المسؤولة عن إدامة واقع فاسد. فكل من يعرف الواقع في الضفة الغربية يدرك أن ذلك مجرد غيض من فيض في واقع أكبر يعتمد تماماً على انتزاع ملكية ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية».
كانت المحكمة المركزية في تل أبيب قد فرضت حكماً بالسجن على جندي، كان قد أقام مع جندي آخر حاجزاً عسكرياً مؤقتاً في منطقة رام الله، وسرق منه 2500 شيقل (الدولار يساوي 3.5 شيقل إسرائيلي)، ثم تبين أنه كان قد فعل الأمر نفسه مع فلسطينيين، فسرق مرة 3000 شيقل، ومرتين أخريين في كل منها 7000 شيقل، فحكم عليه بالسجن سنتين. وحكم على جندي آخر كان يرافقه بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة 9 شهور.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».