توتر في درعا بعد استهداف «لجنة التفاوض» مع الجانب الروسي

TT

توتر في درعا بعد استهداف «لجنة التفاوض» مع الجانب الروسي

تشهد مناطق ريف درعا الغربي حالة من التوتر الأمني بعد حادثة استهداف أعضاء من اللجنة المركزية للتفاوض الممثلين للمنطقة الغربية يوم أول من أمس (الأربعاء)، حيث وقعت اشتباكات عنيفة في ريف درعا الغربي، قرب مدينة المزيريب وطفس فجر الخميس، جراء هجوم مقاتلين تابعين للجنة المركزية وقوات من اللواء الثامن في «الفيلق الخامس» الذي يضم عناصر من المعارضة سابقاً لأحد مقرات مجموعة مسلحة متهمة بالوقوف خلف عملية الاغتيال التي نفذت مساء الأربعاء بالقرب من بلدة المزيريب واستهدفت أعضاء اللجنة المركزية. ولم تعرف حصيلة الهجوم وحجم الخسائر في صفوف الطرفين نتيجة خطورة المنطقة هناك واعتبارها منطقة عسكرية، في حين أذاعت «مركزية درعا» يوم الخميس عبر مكبرات الصوت في المساجد عن حظر تجوّل شامل في مدينة طفس والمزيريب لأسباب وصفتها بالأمنية.
وكان مجهولون استهدفوا موكبا لممثلين اللجنة المركزية عن المنطقة الغربية في درعا المسؤولة عن التفاوض مع الجانب الروسي والنظام السوري، قرب مدينة المزيريب، مساء الأربعاء، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من أعضاء اللجنة وإصابة آخرين.
وقالت مصادر محلية من المنطقة الغربية لـ«الشرق الأوسط» بأن مجهولين أمطروا رتلا كان يضم أبرز أعضاء اللجنة المركزية للتفاوض الممثلين للمنطقة الغربية في درعا بوابل من الرصاص أثناء عبورهم على الطريق الواصل بين المزيريب - طفس بالقرب من معمل الكنسروة، وهي منطقة حراجية مليئة بالأشجار، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من أعضاء اللجنة ومرافقين لهم هم عدنان الشنبور، وعدي الحشيش، ورأفت البرازي، فيما أصيب القياديون السابقون في المعارضة وأعضاء في لجنة التفاوض، محمود البردان أبو مرشد، وأبو علي مصطفى، ومهند الزعيم، بجروح بين المتوسطة والخطيرة.
وأضافت المصادر أن العملية جاءت بعد عودة أعضاء اللجنة من اجتماع ضم اللجان المركزية للتفاوض عن ريف درعا الشرقي والغربي ومدينة درعا، لبحث التطورات الأخيرة في المنطقة ومخرجات الاتفاق الأخير مع النظام والجانب الروسي، والذي أفضى لمنع أي عملية عسكرية في المنطقة، ونشر حواجز تابعة للفرقة الرابعة في الريف الغربي، بعد أن استقدمت الأخيرة تعزيزات قبل أسبوع بهدف القيام بعملية عسكرية في ريف درعا الغربي.
ناشطون في درعا وجهوا أصابع الاتهام في عملية استهداف أعضاء اللجنة المركزية لعناصر ينتمون لتنظيم «داعش»، حيث تنتشر في المنطقة الغربية من درعا عناصر سابقة كانت مبايعة لتنظيم «داعش»، كانت قوات النظام قد أفرجت عن بعضها مطلع العام الماضي بعد اتفاق التسوية. وقال آخرون بأنها عملية انتقامية باعتبار أن من بين المقرات التي تمت مهاجمتها بعد استهداف أعضاء المركزية تابعة لعناصر يقودها محمد الصبيحي المسؤول مع مجموعة تابعة له عن الهجوم ومقتل 9 من عناصر الشرطة المدينة في بلدة المزيريب، الحادثة التي وقعت قبل فترة وجيزة وأثارت توترا أمنيا كبيرا في المنطقة، حيث أدانت اللجنة المركزية حينها الهجوم على عناصر الشرطة وطالبت بملاحقة الصبيحي ومن شاركه الهجوم.
وبدأت قوات النظام على أثرها منذ مطلع الشهر الجاري إرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة درعا جنوب سوريا بعد تعرض مقرات وعناصر النظام لهجمات متكررة خلال الأشهر القليلة الماضية، وكانت قوات تابعة للفرقة الرابعة تستعد للقيام بعملية عسكرية في مناطق من درعا، إلا أن تدخل اللجنة المركزية والتوصل لاتفاق مع الجانب الروسي ووفد من النظام يوم الاثنين الماضي 25 مايو (أيار) 2020. اتفقوا على آلية تجنّب المنطقة من تصعيد عسكري، ومنع استمرار التهديدات العسكرية للمنطقة ووقف عملية الاقتحام، مقابل نشر حواجز جديدة للفرقة الرابعة في ريف درعا الغربي.
وتتألف اللجنة المركزية للتفاوض من قادة سابقين لفصائل المعارضة أجرت اتفاق التسوية مع الجانب الروسي والنظام في يوليو (تموز) عام 2018، وهي مسؤولة عن سير اتفاق التسوية والتطورات الأمنية في المنطقة، ويعتبر محمد البردان أبو مرشد من أبرز قادة فصائل المعارضة في مدينة طفس، التي لم تدخلها قوات النظام السوري وفق الاتفاق مع الروسي، ورفض التوجه للقتال ضمن الفيلق الخامس الروسي في سوريا، وتعرض لعدة محاولات اغتيال منذ دخوله اتفاق التسوية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.