توبيخ وزيرة إسرائيلية تطاولت على غانتس

«المحكمة العليا»: ترؤس متهم للحكومة غير أخلاقي... ولن نتدخل

TT

توبيخ وزيرة إسرائيلية تطاولت على غانتس

شهدت حكومة بنيامين نتنياهو، أولى أزماتها الداخلية، أمس، عندما أدلت وزيرة المواصلات المعروفة بقربها من نتنياهو، ميري ريجف، بتصريحات إلى «يديعوت أحرونوت»، شككت فيها بقدرة رئيس حزب «كحول لفان»، بيني غانتس، على تولي منصب رئيس حكومة، كما ورد في الاتفاق الائتلافي للحكومة. وقالت: «أعتقد أن بيني غانتس، ليس ناضجا لأن يكون رئيس حكومة، ولكن دعونا نرى ماذا سيحدث في السنة ونصف السنة هذه، وما إذا كان سيتعلم من الشخص الأفضل (أي نتنياهو) ويصل ناضجا إلى المنصب». وقد اعتبر هذا التصريح برهانا على أن الليكود لا ينوي الاستمرار في الائتلاف ويتجه للذهاب إلى انتخابات مبكرة. وأكد مراقبون أن ريجف لا يمكنها أن تجرؤ على تصريح كهذا لولا أنها مسنودة من نتنياهو، خصوصا أنها حسب الاتفاق سوف تصبح وزيرة خارجية في حال نفذ اتفاق التناوب وأصبح غانتس رئيسا للحكومة.
وعلى إثر نشر هذه التصريحات، قطع غانتس اجتماعا له مع نتنياهو، بشكل احتجاجي، وطالب بأن تعتذر ريجف علنا. فقال له نتنياهو إن أقوالها ليست مقبولة. ثم اتصل بها ووبخها. وصدر بيان موقع من «قادة الليكود» أدانوا فيه تصريحاتها، وقالوا إن «الحملة الانتخابية انتهت وهذا وقت الوحدة. وحان الوقت لوقف التهجمات الشخصية من أي طرف. والانتخابات من ورائنا والمهمات المشتركة من أمامنا، وعلينا شبك الأيدي من أجل مواطني إسرائيل».
في شأن آخر، وبعد شهر من انتهاء المداولات، نشر قضاة المحكمة العليا في إسرائيل التفسير القانوني لقرارهم السماح لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بتشكيل حكومة وترؤسها، رغم وجود لائحة اتهام ضده. فقالوا إن هذه حالة غريبة ومستهجنة وتعتبر مشكلة أخلاقية كبيرة. ولكن، ما دامت أكثرية المواطنين تريده رئيس حكومة وتمنحه الأصوات، فإن المحكمة ترفض التدخل في إرادة الناخبين.
وقال القاضي ميني مزوز، إن «وجود متهم بقضايا فساد خطيرة، كما هو حال نتنياهو، يعتبر فشلا أخلاقيا ضخما يعكس عمق الأزمة الاجتماعية التي يعيشها المجتمع والجهاز الحزبي الإسرائيلي. لكن المحكمة ليست العنوان ولا تستطيع أن تكون بديلا عن الجمهور». وأما القاضي يتسحاق عميت، فاختار اللجوء إلى مقارنة ساخرة فقال: «من يتهم بلائحة اتهام كهذه، لا يستطيع، حسب القانون والمنطق الأخلاقي، أن يكون وزيرا أو رئيس بلدية، ولا أن يكون رئيس دائرة المياه في مجلس محلي أو موظفا يقرأ عدادات المياه في البيوت. ولكن عندنا يستطيع أن يكون رئيس حكومة».
وقد أثارت هذه المقولات غضب حزب الليكود، فأصدر بيانا قال فيه: «من يريد تغيير أو استبدال رئيس الحكومة فليذهب لمواجهته في صناديق الاقتراع». وقال نتنياهو نفسه، إن أفضل رد على هذه المقولات هو أنه «في عام 2015 قبل أن يكون هناك أي تحقيق معي في الشرطة، حصلنا في الليكود على 980 ألف صوت. والآن بعد خمس سنوات وبعد تحقيقات ليس لها نهاية وسيل من التسريبات والمحاكمات الميدانية للوائح شبهات ولوائح اتهام أثناء جولة انتخابات، حصلنا على مليون و350 ألف صوت، وهي زيادة تبلغ 40 في المائة. يوجد هنا تجديد للثقة بي وإظهار عدم ثقة واضح بجهاز المحققين والمدعين العامين. هذا بالطبع مقلق جدا لمن يسيطرون على قنوات الإعلام».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.