لماذا تهددنا ذروة ثانية لـ«كورونا»... ومتى ستحدث؟

أطباء روس يحاولون إسعاف أحد مرضى «كورونا» (أ.ب)
أطباء روس يحاولون إسعاف أحد مرضى «كورونا» (أ.ب)
TT

لماذا تهددنا ذروة ثانية لـ«كورونا»... ومتى ستحدث؟

أطباء روس يحاولون إسعاف أحد مرضى «كورونا» (أ.ب)
أطباء روس يحاولون إسعاف أحد مرضى «كورونا» (أ.ب)

حذرت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين الماضي، من حدوث «ذروة ثانية فورية» لفيروس «كورونا» المستجد في الدول التي تشهد تراجعاً في الإصابات بالفيروس، في حال أنها لم تتخذ الإجراءات الخاصة بوقف تفشي المرض بشكل سريع.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قال الدكتور مايك رايان، رئيس حالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن الأوبئة غالباً ما تأتي على موجات، وهو ما يعني أن موجات التفشي قد تعود في وقت لاحق هذا العام، في الأماكن التي هدأت فيها الموجة الأولى.
ووفقاً لخبراء الصحة، يمكن أن تكون الذروة الثانية أسوأ من الأولى. ويعتمد ذلك على ما نقوم به الآن.

كيف يمكن أن تبدو الذروة الثانية؟

في سيناريو الذروة الثانية، سترتفع حالات الإصابة بفيروس «كورونا» بشكل مفاجئ وحاد وسريع، بعد فترة هدوء تكون فيها معدلات الإصابة ثابتة إلى حد ما.
ومن المتوقع أن تتكشف العدوى بشكل تدريجي، وتؤثر على مناطق مختلفة من العالم في أوقات متفاوتة.
وسيتسبب الارتفاع الكبير في حالات الإصابة في إثقال كاهل أنظمة الرعاية الصحية.
وقال الدكتور غابي كيلين، مدير قسم طب الطوارئ في جامعة جونز هوبكنز، إنه عندما تكون المستشفيات وكذلك العاملون في مجال الرعاية الصحية مرهقين، فإن احتمالية حدوث وفيات يمكن الوقاية منها تزيد بشكل كبير. وأضاف: «هذه الوفيات التي يمكن الوقاية منها هي من ضمن الأسباب الرئيسية لحدوث الذروة الثانية لفيروس (كورونا)».

لماذا يعد ذلك خطيراً؟

كما قال كيلين، فإن الذروة الثانية ستشهد قفزة كبيرة في الوفيات التي يمكن الوقاية منها، وليس فقط تلك المتصلة بفيروس «كورونا».
فقد يجد الأشخاص المصابون بأمراض مثل السرطان وداء السكري التي تعتمد على الذهاب بشكل منتظم للمستشفيات لتلقي العلاج تدهوراً في خدمات الرعاية الصحية، مما قد يهدد صحتهم. وإذا تكدست المستشفيات بمرضى «كورونا»، فقد تكون هناك أماكن أقل متاحة للمرضى الآخرين، ومن ثم قد يموت مزيد من الناس دون داعٍ.
ويتوقع كيلين أن تحدث الذروة الثانية خلال الخريف والشتاء، وهي مواسم تفشي الإنفلونزا العادية. ومع ملء مئات الآلاف من المرضى بالفعل غرف المستشفيات، ستكون هناك أماكن أقل متاحة لعلاج مرضى الإنفلونزا.
وقال كيلين: «عادة ما يكون موسم الإنفلونزا وقتاً صعباً للغاية للعاملين في مجال الرعاية الصحية بسبب كثرة عدد المرضى، ومن ثم فإن تفشي فيروس (كورونا) سيشكل تحدياً إضافياً أكبر».
من جهته، قال الدكتور ويليام شافنر، الأستاذ في قسم الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت الأميركية، والمستشار بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن أعراض الإنفلونزا وفيروس «كورونا» متشابهة للغاية، وهذا الأمر قد يؤخر التشخيص أو العلاج الدقيق. وتابع: «مع انتشار الإنفلونزا في الخريف، نتوقع أن يكون هناك صراع وأزمة كبيرة بين العاملين في المجال الطبي لمحاولة التفرقة بينها وبين (كورونا)».

متى ستحدث الذروة الثانية؟

يتوقع عديد من الخبراء، ومن بينهم كيلين، أن تحدث هذه الذروة خلال فصل الخريف أو أواخر الشتاء، لتتزامن مع موسم الإنفلونزا. إلا أنهم شددوا على أنه في حال تسرع الدول في إعادة فتح اقتصادها والعودة إلى الحياة الطبيعية، قد تحدث هذه الذروة في أواخر يونيو (حزيران) القادم.
ومن جهته، قال شافنر: «الأمر يبدو كما لو كنا في غرفة مغلقة، ونريد الخروج، فإن باب الخروج الوحيد الآمن من تلك الغرفة هو اللقاح. أما إعادة فتح الاقتصاد في وقت سريع دون ظهور لقاح فقد تؤدي إلى حدوث الذروة الثانية بسرعة، وبصورة أشد من المتوقع».

ماذا يمكننا أن نفعل للتقليل من حدة هذه الذروة الثانية؟

أكد الخبراء أن يلقى تطعيم الإنفلونزا هذا العام أكثر أهمية من المعتاد، مشيرين إلى أن حماية مزيد من الأشخاص ضد الإنفلونزا، ستقلل من أعداد المرضى الذاهبين إلى المستشفى في فترة الخريف والشتاء، الأمر الذي قد يخفف الضغوط على المستشفيات والأطباء.
وقال شافنر: «إن تطعيم الإنفلونزا يمكن أن يمنع عديداً من الإصابات، ويجعل عدوى الأمراض التنفسية الأخرى، ومن بينها (كورونا)، أقل حدة».
وأشار شافنر وكيلين إلى أهمية استمرار المواطنين في مختلف أنحاء العالم في اتباع الإجراءات الوقائية اللازمة، كالبقاء في المنزل قدر الإمكان، وارتداء الأقنعة الواقية في الأماكن العامة، وحفاظ الأشخاص على مسافة مترين على الأقل بينهم وبين الآخرين، وذلك لحين ظهور لقاح لـ«كورونا».


مقالات ذات صلة

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تمارا حاوي تشارك في «ذنوب مخفية» ضمن «مهرجان بيروت للأفلام القصيرة»

لعبت بطولة فيلم «ذنوب مخفية» للمخرج سيرج الهليّل (تمارا حاوي)
لعبت بطولة فيلم «ذنوب مخفية» للمخرج سيرج الهليّل (تمارا حاوي)
TT

تمارا حاوي تشارك في «ذنوب مخفية» ضمن «مهرجان بيروت للأفلام القصيرة»

لعبت بطولة فيلم «ذنوب مخفية» للمخرج سيرج الهليّل (تمارا حاوي)
لعبت بطولة فيلم «ذنوب مخفية» للمخرج سيرج الهليّل (تمارا حاوي)

منذ عام 2016 لمع نجم تمارا حاوي بصفتها مدربة تمثيل لوالدتها رندة كعدي. درست تمارا المسرح ونالت شهادات عليا في إعداد الممثل، فتبادلت معها آفاقَ مدارس تمثيلية مختلفة.

تقول تمارا لـ«الشرق الأوسط»: إن «والدتي متأثرة بمدرسة (ستانيسلافسكي) لأسلوب التمثيل الواقعي. أما أنا فيطبعني أسلوب المسرح المعاصر. وجَمعُنا بين هاتين المَدرَستين ولّد تكاملاً في الخبرات بيننا».

تصف تمارا مشوارها مع والدتها بارتكازه منذ بدايته على كيمياء قوية سَرت بينهما. وكلّ شخصية تجسّدها تمارا اليوم يسبقها مُشاورات ونقاشات بينهما. «نُقيِّم الدور ونقف على تفاصيله. نُحضّر له قبل شهرٍ من موعد التّصوير. وبعد أن نصل إلى نقاط مشتركة نبدأ العمل».

اشتهرت تمارا بمهنة التدريب التمثيلي إلى جانب أدائها أدواراً عدة في الأفلام السينمائية. تجاربها في عالم الدراما كانت أقل. فهل غوصها في مهنة التدريب لم توفّر لها فرصة تقديم دور العمر؟ تردّ: «أبداً، بل العكس صحيح، أحبّ التّمثيل، ولا أؤمن بمقولة (دور العمر). فلا بدّ أن يمرّ الممثل بتجاربَ وتحديات كثيرة حتى يصقل أداءه ومهنته. ولست ممّن يُصنّفون الممثل بأدوارٍ معينة. وبعد مروره في جميع هذه المحطات يستطيع حينها التفكير بدور العمر، وستُتاح له فرصة مشروعٍ سينمائي أو مسرحي أو تلفزيوني».

الفنانة اللبنانية تمارا حاوي (تمارا حاوي)

لعبت تمارا مؤخراً، دور فتاة اسمها «نور» في الفيلم القصير «ذنوب مخفية». وهو من إخراج سيرج الهليّل، وشارك في «مهرجان بيروت للأفلام القصيرة». تخبر تمارا: «تأدية دور شخصية مركّبة، كانت تجربة جديدة بالنسبة لي. فـ(نور) فتاة في الـ32 من عمرها وتعاني من اضطراب نفسي». وتتابع: «يحمل الفيلم رسالة واضحة عن ضرورة الاهتمام بصحتنا النفسية. والمطلوب ممّن يعانون من مطبات نفسية أن يعبّروا عنها ويُخرجوا ما في داخلهم لاختصاصي نفسي أو لشخص مقرّب منهم».

تجد تمارا الأفلام القصيرة ترجمة لصُنّاع السينما الجريئة. وتؤكد أن عرض فيلم «ذنوب مخفية» في بيروت، شكّل محطة مهمة، بعد تنقُّله في مهرجانات عالمية. «شعرنا بأننا وصلنا إلى بيتنا وناسنا، وأن الفيلم يُعرض بين أهلنا الذين يتلقفون بسرعة حبكات نصوص أفلامنا اللبنانية. وتكمن أهمية الفيلم القصير في سرعة إيصال الرسالة. وعادةً ما تحمل موضوعات جريئة يتوق إليها صُنّاع السينما بدل الدراما».

تشير تمارا إلى أن التدريب على التمثيل لا يُشبه مهنة التمثيل بتاتاً. «عندما أدرّب أنطلق من نفسي، وأنفصل تماماً عن تمارا الممثلة، كي لا أؤثر على الطرف الآخر بوجهة نظر أو أسلوب معين. ما يشغلني حينها هو النص والممثل الذي يُجسد الدور. ويكمن هدفي في إضافة الأفضل على شخصية الممثل. وعندما أكون مدربة أملك وجهة نظر مغايرة تماماً عنّي بصفتي ممثلة. والمطلوب هو الانتباه بدقّة إلى شخصية الممثل ومدرسته وأسلوب تعبيره. كما علينا أن نكون حريصين على وجهة نظر المخرج والكاتب. أما المدرب فهو حلقة الوصل بين هذه العناصر الثلاثة مجتمعة».

ملصق الفيلم القصير «ذنوب مخفية» (تمارا حاوي)

وبالنسبة إلى أسلوبها التمثيلي، تقول إنه يحضّها على ممارسة تقنيات تُدركها عندها، فتلحق بخيالها الذي رسمت معه ملامح الشخصية وتُصقله بلغة الجسد وملامح الوجه بعيداً عن التكرار. وتضيف: «يُمنع على المدرّب أن يفرض طريقة تمثيل معينة على صاحب الدور. لذلك أنطلق معه، من خلال فهمي للشخصية وإيصال النص المكتوب ورؤية المخرج».

بالنسبة إلى الممثلين أصحاب الخبرة، ترفض تمارا أن يقال إن المدرب يعلّمهم. وتوضح: «نحن نساعدهم بوجهات نظرنا، وبنوعية أداءٍ معينٍ خشية أن يقعوا في فخ التكرار».

والأمر يختلف فيما يخصّ الممثلين المبتدئين: «علينا التّنبه هنا إلى كيفية التعاطي معهم بحيث لا نؤذي مشاعرهم ولا نحدّ من طموحاتهم».

لم تشأ تمارا منذ بداياتها تجسيد أدوار تمثيلية عادية في إنتاجات درامية تجارية بحتة. «ركّزتُ خلال سنوات على التمثيل المسرحي والسينمائي بشكل أكبر. وعندما دخلت الدراما كان عليّ أن أكون حذرة، فليس هناك استئذان من المُشاهد. لأن الممثل يدخل بيت المُشاهد عنوة، عكس المسرح والسينما، اللذين يُتيحان للجمهور حرية اختيار العمل وما يرغبون في مشاهدته».

تمارا موجودة حالياً في إسطنبول مع والدتها رندة كعدي، تمارس مهنتها مدربة لوالدتها على دور (الست نجوى) في مسلسل «القدر». وتُتابع: «سنتعرّف في هذه الشخصية إلى رندة كعدي بدور مختلفٍ، فهي تُجسّد شخصيةً ذات طبقاتٍ تمثيلية عدة، وتكون بمثابة امرأة متسلّطة عكس ما اعتدناه في أدوارها الدافئة والحنونة. وتلعب دوراً أساسياً في التّحكم بأفراد أسرتها. وتلوّن أداءَها بـ6 طبقات مختلفة متناغمة مع ملامح كل شخصية تقف أمامها».

لم تخُض بعد تمارا تجربة تسلّم التدريب التمثيلي لعمل درامي بأكمله. «لا أزال أعمل على طريقة التدريب الفردي مع صاحب الدور. فأحظى بوقت كافٍ للعمل بتركيز كبير على أهمية استيعاب النص. وشغفي التدريبي يُتيح لي إيصال حقيقة الشخصية المجسّدة إلى الآخر».

وعن الدور الذي يُمكن أن يتحداها ممثلةً تقول: «أحبّ الأدوار المركّبة أكثر من غيرها. وقد أدّيتها أكثر من مرة ضمن أدوار محورها حالات نفسية غير متزنة. وبينها ما يدور حول الإصابة بمرضي التّوحد وانفصام الشخصية. وإجادتي الرّقص تُساعدني في ترجمة الحالة بلغة جسدية متّقنة. مما يُسهم في تغيير الأداء التمثيلي».