الوباء يفرض «رقمنة» القضاء في المغرب

9 جهات أُعلنت خالية من الإصابات

شوارع الرباط شبه خالية ضمن جهود البلاد للقضاء على انتشار الفيروس (أ.ف.ب)
شوارع الرباط شبه خالية ضمن جهود البلاد للقضاء على انتشار الفيروس (أ.ف.ب)
TT

الوباء يفرض «رقمنة» القضاء في المغرب

شوارع الرباط شبه خالية ضمن جهود البلاد للقضاء على انتشار الفيروس (أ.ف.ب)
شوارع الرباط شبه خالية ضمن جهود البلاد للقضاء على انتشار الفيروس (أ.ف.ب)

قال محمد بن عبد القادر، وزير العدل المغربي، أمس، إن قطاع العدل يتجه إلى «دخول عالم الرقمنة والتواصل عن بُعد في العمل القضائي من أوسع أبوابه»، وذلك بعد نجاح جلسات التقاضي عن بُعد التي عقدتها المحاكم المغربية خلال فترة الحجر الصحي لمنع تفشي فيروس كورونا، وعدّه «إجراء تاريخياً».
وقال بن عبد القادر، الذي كان يتحدث أمس في اجتماع عقده مع عدد من المسؤولين الإداريين بالقطاع، عبر تقنية الفيديو، إن مجموع عدد الجلسات عن بُعد التي عقدتها المحاكم المغربية بلغ 1209 جلسات، وإن مجموع القضايا التي تم إدراجها خلال هذه الجلسات بلغ 18 ألفاً و535 قضية. أما مجموع الأحكام القضائية التي صدرت خلال هذه الجلسات فهي 7 آلاف و472 حكماً قضائياً. فيما بلغ عدد المعتقلين الذين تمت محاكمتهم بهذه التقنية 20 ألفاً و544 معتقلاً، وعدد المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم بعد محاكمتهم نحو 650 معتقلاً، إما بسبب تمتيعهم بالسراح المؤقت، أو التصريح ببراءتهم، أو تخفيض العقوبة الحبسية الصادرة في حقهم أو تأييدها.
وأشار الوزير المغربي إلى أن هذه المحاكمات جرت «في جو يضمن العلنية والحضورية والتمتع بكل ضمانات المحاكمة العادلة المنصوص عليها في قانون المسطرة الجنائية والمواثيق الدولية، ويضمن الأمن المعلوماتي، ويحترم التوجيهات الصادرة عن مديرية أمن نظم المعلومات التابعة لإدارة الدفاع الوطني». في المقابل، قال وزير العدل إن التحدي الأكبر، والرهان الأصعب، هو ما يتعلق بفترة ما بعد رفع حالة الطوارئ الصحية، وعودة العمل إلى الإدارات والمرافق العمومية، واستئناف المحاكم لعملها، وأداء خدماتها للمتقاضين والمرتفقين، لافتاً إلى أن هذه الوضعية «تفرض علينا التعايش مع الوباء بكثير من الحيطة والحذر والصرامة والحزم لمنع تسربه إلى المحاكم وانتشاره بين صفوف العاملين بها».
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة المغربية أن 9 جهات بالمملكة لم تسجل أي حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وأوضح محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، أن حالات الإصابة الجديدة لـ3 جهات فقط، هي جهة الدار البيضاء - سطات (37 حالة)، وجهة مراكش - آسفي (5 حالات)، وجهة طنجة - تطوان - الحسيمة (3حالات).
وأشار اليوبي إلى أن الحالة الوبائية على مستوى بعض الجهات شهدت تحسناً في الآونة الأخيرة؛ حيث لم يسجل بعضها حالات إصابة جديدة منذ أيام، في حين لم تسجل 9 جهات أي حالة إصابة جديدة في الساعات الـ24 الماضية.
وأضاف اليوبي أن التوزيع الجغرافي لمجموع الحالات المؤكدة منذ بداية الوباء بالمملكة، حسب النسب المئوية، لم يطرأ عليها أي تغيير، إذ ما زالت جهة الدار البيضاء - سطات تسجل ما يقارب ثلث الحالات، متبوعة بجهة مراكش - آسفي بما يقارب 18 في المائة من مجموع الحالات، وجهة فاس – مكناس بما يفوق 13 في المائة.
بدورها، أفادت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أنه لم يتم تسجيل أي إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في 75 مؤسسة سجنية، من أصل 76 مؤسسة، سواء في صفوف السجناء أو الموظفين.
وأعلنت المندوبية عن خلو السجن المحلي بورزازات من الفيروس، وذلك بعد تماثل جميع السجناء والموظفين للشفاء التام.
وبخصوص السجن المحلي طنجة 1، أفادت إدارة السجون أن 39 سجيناً تماثلوا للشفاء، من أصل 66 حالة إصابة للشفاء، في حين لا يزال 23 منهم يتلقون العلاج، بالإضافة إلى حالتي وفاة سبق الإعلان عنهما، وحالتين أخريين تم الإفراج عنهما.
وبالنسبة للموظفين، فقد سجلت إصابة موظفين اثنين كانا في وضعية حجر خارج المؤسسة، ليبلغ العدد الإجمالي للموظفين المصابين 22، تماثل 13 منهم للشفاء التام، في حين يخضع 4 للبروتوكول العلاجي بالمستشفى العمومي، و5 آخرين بالحجر الصحي في منازلهم.
في السياق ذاته، أفادت مذكرة للمندوبية السامية للتخطيط، أصدرتها أمس أن خطر انتشار فيروس «كوفيد – 19»، يكون بشكل أكبر في المدن الكبرى، باعتبار عاملي الكثافة واكتظاظ المساكن.
وحسب المذكرة التي تحمل عنوان «مقاربة جيو ديمغرافية لمخاطر التعرض لـ(كوفيد - 19)، فإن داخل هذه المدن تشكل فئات سكن المدينة العتيقة والسكن الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى مدن الصفيح، مجالات خصبة لخطر انتشار العدوى، سواء من حيث الكثافة السكانية أو اكتظاظ المساكن».
وأبرزت المذكرة أنه يتضح من خلال الإحصائيات الصحية ليوم 24 مايو (أيار) أنه من بين 7532 شخصاً مصاباً بفيروس «كوفيد - 19». هناك 86 في المائة منهم ينحدرون من الجهات الخمس الأكثر كثافة في المغرب، وهو ما يقارب 9 حالات من أصل 10. ويتعلق الأمر بجهات الدار البيضاء - سطات (32.6 في المائة)، ومراكش - آسفي (17.6 في المائة)، وطنجة - تطوان - الحسيمة (13.8 في المائة)، وفاس - مكناس (13.2 في المائة)، والرباط - سلا - القنيطرة (9.2 في المائة).
ولفتت المذكرة إلى أن هذه الجهات هي التي تتميز بتمركز أكبر للسكان النشيطين المشتغلين في القطاع الصناعي (أزيد من 12 في المائة)، مع الإشارة إلى أن هذه الأنشطة تتركز أساساً في المناطق الحضرية التي تتسم، علاوة على ذلك، بكثافة سكانية مرتفعة. وهذا المعطى، تضيف المندوبية، قد «يساهم في انتقال أسرع للفيروس بسبب كثرة التنقلات والتخالط بين الأشخاص».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.