بغداد تعد بتحقيق «نزيه» في انتهاكات بحق ناشطين

متظاهرون في ساحة التحرير وسط بغداد في أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
متظاهرون في ساحة التحرير وسط بغداد في أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

بغداد تعد بتحقيق «نزيه» في انتهاكات بحق ناشطين

متظاهرون في ساحة التحرير وسط بغداد في أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
متظاهرون في ساحة التحرير وسط بغداد في أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

وعدت الحكومة العراقية بإجراء «تحقيق عادل ونزيه»، في التقرير الخاص لمكتب حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، عن حالات الاختطاف والاعتداء التي طالت متظاهرين وناشطين من جماعات الحراك الاحتجاجي، الذي انطلق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وذهب ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى، نتيجة الاستخدام المفرط للقوة الذي اتبعته قوات أمنية وجهات مسلحة غامضة ضد المتظاهرين.
وكانت الحكومات المتعاقبة تلجأ غالباً إلى الطعن في المعلومات التي توردها تقارير المنظمات الدولية والحقوقية، حول حالة حقوق الإنسان في العراق. لكن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء قال، في بيان، أول من أمس، إن «الحكومة العراقية اطلعت على التقرير الخاص من مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في العراق المعنون (حالات الاختطاف والتعذيب والاختفاء القسري في سياق التظاهرات في العراق: التحديث الثالث) الذي يغطي الفترة الممتدة من 1 أكتوبر 2019 ولغاية 21 مارس (آذار) 2020».
وأكدت الحكومة «حرصها والتزامها حقوق الإنسان وكرامته واحترام المواثيق الدولية، التي وقّع عليها العراق بهذا الخصوص، وفي هذا الإطار فإن الحكومة تجدد الالتزام بالتحقيق النزيه والمستقل في كل الأحداث المشار إليها في التقرير، وفق المنهاج الوزاري».
ونشرت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، السبت الماضي، تقريراً مفصلاً حول ملف المختطفين من المتظاهرين في العراق، وثقت فيه مقتل 490، وإصابة أكثر من 7 آلاف ناشط، إضافة إلى حالات اختفاء وتعذيب طالت ناشطين. وخلص إلى أن «استمرار غياب المساءلة حول هذه الأفعال لا يزال يسهم في تفشّي ظاهرة الإفلات من العقاب فيما يخص التقارير بشأن الانتهاكات والتجاوزات».
وكشف التقرير الأممي عن أن «عمليات الاختطاف والاختفاء وقعت في خضم العديد من الحوادث التي تنطوي على انتهاكات وتجاوزات إضافية استهدفت الناشطين والمتظاهرين، بما في ذلك عمليات القتل المتعمد وإطلاق النار وهجمات باستخدام السكاكين والتهديد والترهيب والاستخدام المفرط وغير القانوني للقوة في مواقع المظاهرات». وأشار إلى «تورط جهات مسلحة ذات مستويات عالية من التنظيم والموارد والإمكانيات» في الوقوف وراء الأعمال العدائية ضد المتظاهرين.
كما قدم التقرير نصائح وتوصيات إلى الحكومة العراقية لمعالجة ملف الانتهاكات، وضمنها «بذل جهود فورية للامتثال لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي، بما في ذلك بذل جميع الجهود للعثور على أولئك المتظاهرين والناشطين الذين لا يزالون في عداد المفقودين، وإجراءات فورية للتحقيق في جميع مزاعم حالات الاختطاف والاختفاء والتعذيب ومحاكمة المسؤولين عنها».
وكرر رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، أمس، مطالبه بمحاكمة قتلة المتظاهرين. وتساءل عبر تغريدة في «تويتر»: «أين المحكمة العلنية الخاصة بقتلة المتظاهرين وحماتهم؟ وأين وصل ملف تعويض ذوي الشهداء والمعوقين والجرحى؟». وأضاف: «لن نتراجع عن تحديد موعد واضح للانتخابات المبكرة النزيهة، وتعديل قانونها، ومفوضيتها الحالية لتكون مستقلة بعيداً عن المحاصصة»، ثم خاطب «الحكومة المؤقتة»، قائلاً: «نأمل ألا تكون الوعود كاذبة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.