هجوم عاصف لترمب على بايدن وأوباما

تمسك بـ«حضور كامل» في مؤتمر حزبه... ومنافسه الديمقراطي يغادر «قبو المنزل»

بايدن خلال أول ظهور علني له منذ مارس الماضي (أ.ف.ب)
بايدن خلال أول ظهور علني له منذ مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

هجوم عاصف لترمب على بايدن وأوباما

بايدن خلال أول ظهور علني له منذ مارس الماضي (أ.ف.ب)
بايدن خلال أول ظهور علني له منذ مارس الماضي (أ.ف.ب)

هبّت تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عاصفة، صباح أمس، ليصبّ جام غضبه على منافسه الديمقراطي جو بايدن وقيادات الحزب الديمقراطي ووسائل الإعلام. فشنّ حملة مكثفة عبر «تويتر» انتقد فيها رد إدارة سلفه على إنفلونزا الخنازير وسياستها في التعاطي مع الصين.
وقال ترمب إن «تعاطي جو بايدن مع أزمة إنفلونزا إتش1 إن1 كان كارثياً، حتى استطلاعات الرأي حول رد الإدارة السابقة كانت سيئة جداً». ورأى أن «لا أحد في الأعوام الخمسين الماضية اعتمد سياسة ضعيفة تجاه الصين كما فعل جو بايدن النعسان. لقد كان نائماً على المقود! وأعطاهم كل ما يريدونه، بما فيها اتفاقات تجارية بائسة. سأصحح هذا كله».
وتغنّى الرئيس في تغريداته بتعاطي إدارته مع أزمة «كورونا»، قائلاً إن «تعاطينا رائع مع (كوفيد - 19) المعروف أحياناً بالفيروس الصيني. فقد وفرنا أجهزة التنفس والفحوصات المخبرية ووزعنا المعدات الطبية وحسنّا من صورة الكثير من حكام (الولايات) ولم نحصل على أي اعتراف بالجميل».
ولعلّ ما استفز ترمب وأطلق العنان لهجومه هذا هو انتقاد نائب الرئيس الأميركي السابق له بسبب ممارسته للغولف، وهي هوايته المفضلة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، إذ قال بايدن إن «الرئاسة هي أكثر من التغريد وأنت في عربة الغولف. الرئاسة تعني تحمّل المسؤولية في اتخاذ أكبر القرارات في العالم. دونالد ترمب لم يكن مستعداً لهذا. أعدكم بأني مستعد أشد الاستعداد».
وأشعل التصريح نيران غضب ترمب الذي سرعان ما وسّع هجومه ليشمل وسائل الإعلام وسلفه باراك أوباما، فاتهم الصحافيين بتغطية زيارته لملعب الغولف الخاص به في ولاية فيرجينيا «وكأنها خطيئة مميتة»، على حد تعبيره. واعتبر أن «وسائل الإعلام تتجاهل أخطاء الإدارة السابقة كلياً. إن الكره والكذب يملأ قلوبهم. إنهم تائهون. لا يذكرون أداء جو النعسان التعيس ولا الوقت الذي أمضاه أوباما في ملعب الغولف، وسفره إلى هاواي ليمارس الغولف هناك». وحوّل هجومه على أوباما قائلاً: «لقد لعب الغولف بعد مقتل رجل رائع على يد (تنظيم داعش). لم يكن هذا مناسباً على الإطلاق. أنا من قضى على خلافة (داعش) كلياّ. لقد تركتني الإدارة السابقة في فوضى عارمة».
وتظهر هذه الحملة الغاضبة مدى سخط ترمب من الانتقادات الموجهة لإدارته في أزمة التعاطي مع الفيروس، وقد وظفت حملة ترمب الانتخابية هذه التصريحات لتهاجم هي بدورها بايدن في بيان قالت فيه إن الرئيس الأميركي كان يمارس رياضة الغولف وفقاً لتعليمات أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية. وأوضحت أن «الدكتور فاوتشي قال بوضوح إن الأميركيين عليهم تمضية عطلة نهاية الأسبوع في الطبيعة، وذكر أن رياضة الغولف هي نشاط جيد في الظروف الحالية. على بايدن الاستماع إلى نصيحة فاوتشي والخروج من قبو منزله».
وهذا بالفعل ما فعله بايدن، فقد خرج نائب الرئيس الأميركي السابق للمرّة الأولى من منزله أول من أمس للمشاركة في إحياء «عيد الشهداء». وزار بايدن الذي غطّى وجهه قناع أسود اللون نصباً تذكارياً في ولايته ديلايور برفقة زوجته، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها خارج منزله منذ منتصف مارس (آذار) الماضي. وقال للصحافيين: «الخروج من المنزل يعطيني شعوراً جيّداً».
وكانت حملة بايدن الانتخابية تحولت إلى حملة افتراضية منذ تفشي الفيروس، فالتزم المرشح الديمقراطي بتدابير الحجر المنزلي وظهر لمناصريه عبر الإنترنت في مناسبات عدة. لكن الرئيس الأميركي الذي تذمر أكثر من مرّة من عدم عقد مناسبات انتخابية ضخمة، بدأ بتكثيف ظهوره في ولايات متعددة، كميتشيغن وأريزونا وبنسلفانيا. وهو حرص على التشديد على نيته عقد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في موعده المحدد في شهر أغسطس (آب) من دون تعديل جذري على عدد الحضور. وتوعّد ترمب بنقل المؤتمر الوطني من ولاية كارولاينا الشمالية في حال لم يسمح حاكم الولاية الديمقراطي بعقده بشكل كامل. وغرّد: «أنا أحب ولاية كارولاينا الشمالية كثيراً لهذا شددت على عقد المؤتمر الوطني هناك في نهاية أغسطس. لسوء الحظ يبدو أن حاكمها الديمقراطي روي كوبر لا يزال في مزاج الإغلاق، ولن يتمكن من التعهد بالسماح بوجود كامل الحضور في المؤتمر». وتابع «إن لم يتمكن الحاكم من التعهد بذلك فسنضطر للبحث عن موقع آخر للمؤتمر الذي سيجلب فرص عمل وينعش الاقتصاد في أي ولاية نعقده فيها».
موقف يتعارض إلى حد كبير مع موقف الحزب الديمقراطي الداعم بشكل كبير لعقد مؤتمره الوطني افتراضياً. وكان الديمقراطيون أجّلوا مؤتمرهم الذي سيعقد في ولاية واشنطن إلى أغسطس كما لوح فيه بايدن باحتمال إلغاء الحضور وعقده عبر الإنترنت.
يأتي هذا في وقت بدأت فيه حملة بايدن الانتخابية النظر في تركيز هجماتها على ترمب في الملف الاقتصادي. ويشكّل هذا القرار مخاطرة كبيرة، خصوصاً أن ترمب يتقدم على بايدن في استطلاعات الرأي المتعلقة بتعاطيه مع الاقتصاد. لكن حملة بايدن تحاول الربط ما بين ملف مكافحة الفيروس والملف الاقتصادي، وهذا ما تحدث عنه المرشح الديمقراطي في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي»، فقال إن «طريقة إصلاح الاقتصاد هي عبر إصلاح رد الحكومة على الأزمة الصحيّة». ويفصّل أحد العاملين في حملة بايدن هذه الاستراتيجية، قائلاً: «لا أحد يعتقد أن الاقتصاد في وضع جيد الآن. ترمب أوصلنا إلى هنا، ويمكن لبايدن التركيز على أنه الشخص المناسب لإخراجنا من هذه الأزمة». لكن بعض الديمقراطيين يحذرون من اعتماد استراتيجية من هذا النوع. ويقول ويليام غالتسون، وهو مستشار سابق للرئيس بيل كلينتون: «أعتقد أنه من الخطأ نصح بايدن بمهاجمة أداء ترمب الاقتصادي... الأميركيون قرروا أن أداء ترمب في الاقتصاد أفضل من أدائه في أي مجال آخر، وهم يعطونه علامات جيدة حتى الساعة».
وأشار آخر استطلاع للرأي أجرته شبكة «فوكس نيوز» إلى تقدم ترمب على بايدن بثلاث نقاط في مجال الاقتصاد، فيما تقدم بايدن على ترمب في مجال الرعاية الصحية بـ17 نقطة. وأظهر الاستطلاع أن 88 في المائة من الناخبين قلقون من انتشار الفيروس، وأن 78 في المائة ممن يشعرون أن الاقتصاد في تدهور مستمر.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء مراسم تنصيبه (أ.ف.ب)

ترمب سيرفع الحظر عن تصدير قنابل زنة 2000 رطل لإسرائيل

من المتوقع أن يرفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال أيام الحظر الذي فرضته الإدارة السابقة على توريد قنابل زنة 2000 رطل لإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

تقرير: نتنياهو يخطط لزيارة أميركا ولقاء ترمب في الأسابيع المقبلة

ذكرت محطة «سي إن إن» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخطط لزيارة الولايات المتحدة ومقابلة الرئيس دونالد ترمب «في الأسابيع المقبلة».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم الرئيس المنتخب دونالد ترمب ونائبه جي دي فانس خلال حفل التنصيب الرئاسي الستين في مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)

زعماء العالم يهنئون ترمب بولايته الثانية

قدّم قادة العالم التهاني لدونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، بعودته إلى البيت الأبيض، معربين عن أملهم في إقامة علاقات جيدة مع الرئيس الأميركي الجديد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل تنصيبه (أ.ف.ب)

ترمب: سنغير اسم خليج المكسيك وجبل دينالي في ألاسكا

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في خطاب تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، اليوم (الاثنين)، اعتزامه تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.