أوروبا تدعو بكين إلى «احترام وضع» هونغ كونغ

أوروبا تدعو بكين إلى «احترام وضع» هونغ كونغ
TT

أوروبا تدعو بكين إلى «احترام وضع» هونغ كونغ

أوروبا تدعو بكين إلى «احترام وضع» هونغ كونغ

دعا الاتحاد الأوروبي، أمس، الصين إلى احترام الحكم الذاتي في هونغ كونغ، وسط جدل بشأن خطط بكين لتطبيق قانون للأمن القومي على المدينة، فيما دافعت الرئيسة التنفيذية لحكومة هونغ كونغ كاري لام عن المشروع الصيني، وسعت إلى طمأنة اعتراضات الأطراف الدولية والمستثمرين الأجانب عليه.
وقال رئيس المجلس الأوروبي الذي يمثل الحكومات الأوروبية شارل ميشال: «نولي الكثير من الأهمية للحفاظ على درجة الحكم الذاتي العالية في هونغ كونغ بما يتسق مع القانون الأساسي والالتزامات الدولية». وأكد أن الاتحاد الأوروبي واليابان «لديهما ذات الأفكار» بشأن الصين، حسب وكالة «رويترز». وأضاف ميشال بعد مؤتمر عبر الاتصال المرئي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: «لسنا سذجاً فيما يتعلق بالسلوك الصيني». وأشار إلى أن أوروبا تدعم مبدأ «دولة واحدة ونظامان» الذي يحدد الحكم الذاتي لهونغ كونغ.
واقترح رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، قانوناً للأمن من شأنه أن ينتقص من الوضع القانوني المستقل لهونغ كونغ. ومن المقرر أن يناقش برلمان الصين مشروع القانون ويقره غداً. ومن المتوقع أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الملف في اجتماع دوري يوم الجمعة. وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية إنه من السابق لأوانه قول إن كان التكتل سيبحث فرض عقوبات على بكين. وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خوسيب بوريل، أول من أمس، إن التكتل يحتاج إلى «استراتيجية أكثر قوة» مع بكين.
وفي سياق متصل، قالت غرفة التجارة الأميركية، أمس، إنها تشعر بقلق عميق من مشروع القانون الصيني المقترح بشأن هونغ كونغ لأنه قد يقوّض حكمها الذاتي، وحثت بكين على تهدئة الموقف. وأضافت غرفة التجارة في بيان أن ذلك «سيكون خطأ فادحاً» يعرّض وضع هونغ كونغ الخاص للخطر، وهو وضع أساسي لدورها كمقصد ومركز جاذب للاستثمارات والأموال.

في المقابل، قالت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام، أمس، إن خطة الصين لفرض قانون أمني جديد على المدينة «لن تقوّض الحريات»، ساعية إلى طمأنة الشركات الدولية والحكومات الأجنبية التي تشعر بالقلق إزاء المشروع. وأضافت لام في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، أن القانون المثير للجدل «لن يستهدف سوى المخالفين للقانون»، لكنها لم تتحدث عن الإجراءات والآراء التي ستعد غير قانونية بموجب التشريع.
وجاءت تعليقاتها في وقت حذر قائد الحامية العسكرية الصينية في هونغ كونغ من أن القانون «سيعاقب أي أعمال انفصالية». وقال تشن داو شيانغ، لشبكة التلفزيون الصينية الحكومية، إن «ضباط الحامية لديهم العزم والإيمان والقدرة على الدفاع عن السيادة الوطنية».
ويخشى العديد من سكان هونغ كونغ ومجموعات الأعمال والدول الغربية من أن الاقتراح قد يوجّه ضربة قاضية إلى الحريات وينذر بإنهاء قدرة المدينة شبه المستقلة على إصدار قوانينها الخاصة. وأدى الإعلان عن مشروع القانون الجديد الذي يُصاغ في بكين وتتبناه الهيئة التشريعية في هونغ كونغ، إلى أكبر انخفاض في بورصة المدينة في خمس سنوات.
لكنّ لام قالت إن المخاوف من زوال الحريات المواتية لممارسة الأعمال التجارية في المدينة «لا أساس لها من الصحة على الإطلاق». وقالت للصحافيين إن «الحريات ستبقى مصونة في هونغ كونغ التي ستحتفظ بحيويتها وقيمها الجوهرية فيما يتعلق بسيادة القانون واستقلال القضاء ومختلف الحقوق والحريات التي يتمتع بها الناس... القانون المقترح يستهدف فقط حفنة من المخالفين للقانون... إنه يحمي الغالبية العظمى من السكان الملتزمين بالقانون والمحبين للسلام».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».