بومبيو يشيد بإدراج زعيم «داعش» على لائحة العقوبات

تقرير يحذر من خطورة معتقلي التنظيم في سجون الأكراد على القوات الأميركية

TT

بومبيو يشيد بإدراج زعيم «داعش» على لائحة العقوبات

أدرج مجلس الأمن الدولي زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي الجديد أمير محمد عبد الرحمن المولى على لائحة العقوبات. وقررت لجنة العقوبات في المجلس إدراج المولى وهو عراقي الجنسية، على لائحة العقوبات بموجب القرار 2368 الخاص بفرض عقوبات على تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، بتهمة التخطيط لأنشطة نيابة عن «داعش» و«القاعدة» وتمويل هذين التنظيمين. ورحب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بإدراج مجلس الأمن للمولى، على لائحة العقوبات. وقال في تغريدة على تويتر، إن الولايات المتحدة ترحب بهذا الإدراج، مضيفا أنها «خطوة مهمة اتخذها المجتمع الدولي لضمان إلحاق الهزيمة الدائمة بـ(داعش)».
وذكرت اللجنة أن «المولى لعب دورا في اختطاف اليزيديات وقتلهن والاتجار بالبشر». يشار إلى أن الخارجية الأميركية أدرجت المولى على لائحة الإرهاب في منتصف مارس الماضي. وفي 27 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مقتل أبو بكر البغدادي في عملية خاصة نفذتها قوات بلاده، شمال غربي سوريا.
من جهة أخرى كشف تقرير حول مقاتلي «داعش» المعتقلين في سجون قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا، أنهم يشكلون خطرا كبيرا على المهمة التي تنفذها القوات الأميركية في تلك المنطقة.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إنه بعد عام من سيطرة القوات التي تدعمها القوات الأميركية على معاقل تنظيم «داعش» في سوريا، فإن حوالي 10 آلاف من مقاتلي التنظيم المعتقلين في سجون يديرها الأكراد، يشكلون خطرا كبيرا. وخلال الشهرين الماضيين، نفذ عدد من هؤلاء السجناء احتجاجات وأعمال شغب بسبب ظروف احتجازهم، بما في ذلك احتمال انتشار فيروس «كورونا» في صفوفهم. وشهد سجن مدينة الحسكة، الذي يضم أكبر عدد من سجناء (داعش) أعمال شغب مرتين.
وبحسب تقرير للمفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، قال قادة عسكريون أميركيون إن تلك الاضطرابات، رغم إخمادها، تشكل «أخطارا آلية لعمليات هروب جماعية». وتشكل هذه الاستنتاجات تحذيرات جدية ومثيرة للقلق للقوة الأميركية الموجودة في المنطقة، لدحر الإرهاب.
وفي الأشهر الأخيرة جدد التنظيم بالفعل هجماته في تلك المنطقة، في حين تواصل القوات الروسية التي تدعم قوات الرئيس بشار الأسد الضغط على القوات الأميركية، ويثير فيروس «كورونا» المخاوف من إصابة الجنود الأميركيين بالوباء. وحتى الآن تم الإبلاغ عن عدد قليل من وفيات «كورونا» في شمال شرقي سوريا، لم تكن السجون منها. لكن عمال المساعدة الإنسانية يعربون عن مخاوف جدية من حدوث تفش كبير بالنظر إلى تدهور البنية التحتية في المنطقة والاكتظاظ الشديد في سجونها. ويقبع في تلك السجون حوالي 10 آلاف رجل، منهم حوالي 8 آلاف من السوريين والعراقيين والباقون من 50 دولة أخرى امتنعت حكوماتهم الأصلية عن إعادتهم.
ومن بين هؤلاء عشرات المساجين من دول مثل بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، لكن الغالبية يتحدرون من الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر وتونس واليمن. ويقول المسؤولون الأميركيون إن القوة الكردية التي تحتجز مقاتلي «داعش» لا تملك القدرة على التحقيق معهم أو محاكمتهم ولا يمكنها الحفاظ على الأمن في تلك السجون على المدى الطويل. ويرى مسؤولو مكافحة الإرهاب أنه كلما طالت فترة احتجاز المقاتلين الأجانب، ازداد تطرفهم واحتمالات هروبهم بشكل جماعي.
وتجسد ذلك الأمر بوضوح بعد فرار نحو 100 داعشي عقب الحملة العسكرية التركية على شمال سوريا، ناهيك عن أعمال الشغب الدموية التي شهدها سجن الحسكة أكثر من مرة، وهو يأوي ما بين 4 إلى 5 آلاف أسير من «داعش».
يقول نيكولاس هيراس، رئيس معهد الأمن في معهد دراسات الحرب في الشرق الأوسط، إن «عدد سجناء (داعش) يفوق عدد قوات سوريا الديمقراطية، والظروف السيئة بشكل عام في هذه السجون تدفع المعتقلين إلى تحمل أخطار أكبر للهرب». ويضيف أن «لدى (داعش) أيضا سياسة طويلة الأمد للسعي إلى إخراج مقاتليه من السجن، مما يجعل مرافق قوات سوريا الديمقراطية محط تركيز جهود التنظيم لتجديد صفوفه في سوريا والعراق». كما يدير الأكراد أكثر من عشرة مخيمات تأوي عشرات آلاف الأسر النازحة بسبب الصراع، بمن فيهم زوجات غير سوريات لمقاتلي «داعش»، وأطفالهم. ويشمل ذلك معسكر الهول الذي يقع على بعد حوالي 25 ميلا جنوب شرقي الحسكة ويأوي حوالي 70 ألف شخص في ظروف سيئة للغاية. ويخشى مسؤولو مكافحة الإرهاب من أن تعزز هذه البيئة اتصالات «داعش» وشبكته المالية، ناهيك عن كونها مناطق خصبة للجيل القادم من المتطرفين. وفي مارس (آذار) الماضي أبلغ الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الوسطى «السينتكوم» الكونغرس، بأن احتجاز المقاتلين الأجانب والمحاولات المستمرة للتطرف في معسكرات النزوح، يمثل جزءا من المشكلة. وقال ماكينزي إن القوات الأميركية وحلفاءها يساعدون في التخفيف من أخطار أمن السجون من خلال تدريب وتجهيز الحرس الكردي والمساعدة في بناء هياكل أكثر أمنا. لكنه وصف تلك الجهود بأنها «إسعافات تكتيكية وليست حلا طويل الأمد». واتفق قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي مع ما قاله ماكينزي وقال في رسالة بعد أول أعمال شغب في سجن الحسكة: «يجب على حلفائنا إيجاد حل جذري سريع لهذه المشكلة الدولية». يذكر أن وزارة الدفاع الأميركية قامت بزيادة المبلغ المخصص لإصلاح وتجديد وبناء منشآت احتجاز جديدة من 10 إلى 20 مليون دولار. كما تدفع وزارة الدفاع لقوات سوريا الديمقراطية ما بين 500 ألف دولار ومليون دولار كمرتبات للحراس والتكاليف الأخرى، وفقا لمسؤولين في «البنتاغون».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.