قال الدكتور نايف الحجرف، أمين مجلس التعاون الخليجي، إن الخلاف داخل المجلس، الذي يقترب من عامه الثالث يشكل تحدياً لمسيرة التعاون المشترك كما يمثل همّاً مشتركاً لجميع دول المجلس.
وأكد الحجرف، أن الخلاف الذي ينهض بحمل ملفه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، وتحظى مساعيه بدعم خليجي ودولي، سيتم في إطار البيت الخليجي الواحد، وطي صفحته، وضمان آلية عادلة للتعامل مع أي خلاف قد يطرأ في المستقبل.
وأضاف الحجرف، أن مسيرة التعاون المشترك شهدت كثيراً من التحديات خلال العقود الأربعة الماضية، وكثيراً من الإنجازات والمكتسبات التي تحققت في مجالات عدة وعلى أكثر من صعيد.
وقال الأمين العام، إن حكمة ورؤية قادة دول الخليج، تمكن مجلس فيها من تجاوز تلك التحديات وفي الوقت نفسه تمكن من الحفاظ علي مكتسباته ومنجزاته لما فيه خير ونماء وأمن وازدهار دوله ومواطنيه.
كلمة الدكتور الحجرف جاءت متلفزة بمناسبة الذكرى الـ39 لتأسيس مجلس التعاون الخليجي، الذي أشار في جزء منها، إلى أن «الشعوب الحية لا تقف عند الماضي إلا لاستلهام الدروس والعبر وبما لا يعطل أو يؤثر على ثبات مسيرتها نحو المستقبل بكل ما يحمله من طموحات وآمال».
وأضاف، أن دول المجلس «تقدمية في فكرها تواقة للأفضل، ترتكز على إرث زاخر من الإنجازات... واضطلعت الدول الخليجية مع المجتمع الدولي بوعي ومسؤولية فأضحت صوتاً للحكمة والسلام والتوازن علي الساحتين الإقليمية والدولية».
وعن تحديات المجلس اليوم، أشار الأمين العام، إلى أن مجلس التعاون وهو على مشارف عقد جديد يواجه تحديات غير مسبوقة في نوعيتها وتشعبها تتطلب اليوم أكثر من أي وقت مضى التفكير الجماعي والتعاون المشترك لمواجهتها والتعامل مع تداعياتها، تنفيذاً لما ورد في النظام الأساسي الصادر في 1981 وما تضمنته رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في 2015، وما ورد في البيان الختامي لقمة الرياض في ديسمبر (كانون الأول) 2019.
تحدٍ آخر يتحدث عنه الحجرف إضافة إلى «الخلاف الخليجي»، وهو ما فرضته جائحة كورونا «كوفيد - 19» من تحديات كبيرة طالت جميع مناحي الحياة وأثرت على البشرية جمعاء؛ الأمر الذي يتطلب تعزيز العمل المشترك والاستعداد الجماعي للتعامل مع عالم ما بعد «كورونا» بأبعاده الاقتصادية والصحية والاجتماعية والأمنية والعمالية والاستراتيجية، حماية لشعوبنا وصونها لمكتسباتنا وتعزيزاً لمسيرتنا المباركة وضماناً لمستقبلنا.
ولفت الحجرف، إلى أن عالم ما بعد «كورونا» وما يشهده من تغيرات كبيرة يتطلب منا استقراء المشهد العالمي الجديد والاستعداد كمنظومة للتعامل مع معطياته وتحدياته؛ وذلك ضماناً وتعزيزاً لمكانة مجلس التعاون الاستراتيجية وحماية وصوناً لمكتسبات دوله وشعبه، وتحصيناً ودعماً لاقتصاده وأمنه، والاستعداد للتعامل مع التداعيات الاقتصادية والتي تمثل أكبر تحدٍ يواجه العالم والمتوقع استمرارها لسنوات مقبلة لن نكون بمعزل عنها.
واختتم، بأنه بحكمة ورعاية قادة دول المجلس، ووعي أبناء الخليج، سنتجاوز تلك التحديات «محافظين علي مكتسبات المجلس، ومجددين لأفكاره ومطورين لآليات عمله، لنضمن دوام فاعليته وريادته استعداداً لمتطلبات مستقبل مجلس التعاون، الذي سيبقى دائماً الخيار الاستراتيجي لدوله؛ فهو كالشجرة المباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء».
الحجرف: آلية عادلة للتعامل مع الخلافات الخليجية مستقبلاً
الحجرف: آلية عادلة للتعامل مع الخلافات الخليجية مستقبلاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة