«كورونا» قد يشجع إرهابيين على شن هجمات بيولوجية

الفيروس {أثبت ضعف} المجتمعات الحديثة في وجه الأوبئة

عنصران من الشرطة الألمانية أمام بمنى يقطنه تونسي يشتبه بأنه حاول صناعة سلاح بيولوجي (أ.ف.ب)
عنصران من الشرطة الألمانية أمام بمنى يقطنه تونسي يشتبه بأنه حاول صناعة سلاح بيولوجي (أ.ف.ب)
TT

«كورونا» قد يشجع إرهابيين على شن هجمات بيولوجية

عنصران من الشرطة الألمانية أمام بمنى يقطنه تونسي يشتبه بأنه حاول صناعة سلاح بيولوجي (أ.ف.ب)
عنصران من الشرطة الألمانية أمام بمنى يقطنه تونسي يشتبه بأنه حاول صناعة سلاح بيولوجي (أ.ف.ب)

لم تعد المخاوف من فيروس «كورونا» منحصرة في الجوانب الصحية والاقتصادية؛ بل تعدتها إلى جوانب تتعلق بالأمن. فقد حذر خبراء في لجنة مكافحة الإرهاب في المجلس الأوروبي، من إمكانية لجوء جماعات إرهابية إلى نشر فيروسات في المستقبل، كسلاح جديد قد تستخدمه، بعد أن أظهر فيروس «كورونا»: «ضعف المجتمعات الحديثة»، في التعاطي مع فيروسات كهذه.
وقال خبراء في المركز القومي لمعلومات التكنولوجيا البيولوجية، الاميركي NCBI، في تقرير نشروا ملخصاً له على الموقع الإلكتروني للمجلس الأوروبي، إنه «ليس هناك سبب للاعتقاد بأن الجماعات الإرهابية ستضيع درساً كهذا»، حول قدرة الفيروسات على إحداث اضطرابات في المجتمعات. وأشار الخبراء إلى أن بعض الجماعات الإرهابية بدأت أصلاً تجرب مدى قدرتها على شن هجمات بيولوجية. وأضافوا أن استخدام هذه الأسلحة الفيروسية قد يثبت «فعالية عالية، ويسبب أضراراً بشرية واقتصادية على نطاق أكبر بكثير من الهجمات الإرهابية التقليدية، ويمكنها أن تشل مجتمعات لفترات طويلة، وتنشر الخوف وعدم الثقة بشكل أبعد من المجتمعات المتأثرة بشكل مباشر» باعتداءات كهذه، لو حصلت.
وبالفعل، حاول تونسي مرتبط بتنظيم «داعش»، تنفيذ اعتداء بيولوجي في ألمانيا قبل عامين، إلا أن السلطات تمكنت من القبض عليه قبل تنفيذ مخططه، وأحبطت ما كان يمكن أن يكون أول هجوم بأسلحة بيولوجية في البلاد. وتنبهت السلطات إلى الرجل الذي يدعى «سيف الله ه.» بعد تلقيها بلاغاً من المخابرات الأميركية التي بدورها تنبهت له بعد أن اشترى عبر الإنترنت عدداً كبيراً من بذور الخروع التي أنتج منها مادة الريسين الشديدة السمية. وحكم على سيف الله بالسجن عشر سنوات قبل قرابة شهر، لتحضيره عملاً إرهابياً كان يمكن أن يتسبب في قتل أكثر من 13 ألف شخص لو نجح في تنفيذه، بحسب القاضي الذي قرأ الحكم. وحذر التقرير من أن «كل الدول غير محصنة» للتعاطي مع حرب «بيو- إرهابية»، وأن «آثارها المدمرة سريعة، ويمكن أن تصبح عالمية».
وبحسب تقرير الخبراء، فإن الرد على التهديدات يجب أن يكون بتنسيق دولي أكبر، ودعا دول الاتحاد الأوروبي إلى «تحريك عدد كبير من الموارد البشرية والمادية» للتصدي لهذه التهديدات المحتملة. وأضافوا أن رداً كهذا سيستوجب أيضاً أن يكون هناك «نظام تواصل داخلي ضروري لإدارة مثل هذه الأزمات».
وأشار التقرير إلى ضرورة تدريب كوادر بشرية على الصعيد الأوروبي، تكون قادرة على التعاطي مع تهديدات «بيو- إرهابية» كهذه في المستقبل. وتحدث أيضاً عن ضرورة استحداث نظام «مراقبة موحد، يمكنه اكتشاف حالات مشبوهة والتبليغ عن أي وضع غير طبيعي»، مشيراً إلى ضرورة وضع توجيهات أوروبية في هذا الخصوص.
ولكن رغم هذا، فقد قلل خبراء آخرون من إمكانية أن يشن إرهابيون هجمات بيولوجية بهذا الشكل. ونقلت مجموعة صحف «فونكه» الألمانية، عن غونر جيريمايا، وهو خبير في الأسلحة البيولوجية في هامبورغ، قوله، إنه «من المستبعد جداً أن يكون الإرهابيون قادرين على إنتاج سلاح بيولوجي يمكنه أن يتسبب في وباء عالمي». وأضاف جيريمايا أن هذا الأمر سيتطلب مختبرات وألبسة واقية، وأهم من ذلك سيتطلب اختصاصيين في الأمراض الوبائية، لينتجوا سلاحاً كهذا. وأضاف أن بدء وباء «لن يكون سهلاً أبداً، ولكن بالطبع من الممكن أن تحاول جماعات إرهابية تجربة نوع من السلاح (البيو- إرهابي) ذي تقنية منخفضة، مثل استخدام مادة الريسين السهل إنتاجها»، مثلما حصل مع التونسي سيف الله قبل عامين.
ومع هذا، فإن السلطات الألمانية تستبعد حدوث اعتداء كهذا في ألمانيا، في الفترة المقبلة. وبحسب مجموعة «فونكه» الإعلامية، فإن المخابرات الألمانية الداخلية تقول إنه «ليس هناك حالياً أي خطط محسوسة» في هذا الإطار، أو حتى «أفكار جدية ونشاطات حول اعتداءات (بيو- إرهابية)».


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

ماكرون يدعو ترمب وزيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»

TT

ماكرون يدعو ترمب وزيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»

اجتماع سابق بين ماكرون وترمب وزيلينسكي في باريس (أ.ف.ب)
اجتماع سابق بين ماكرون وترمب وزيلينسكي في باريس (أ.ف.ب)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيرَيْه الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»، عقب المشادة الكلامية في البيت الأبيض التي أثارت مخاوف من انسحاب الولايات المتحدة من الملف الأوكراني وحدوث قطيعة مع حلفائها الأوروبيين.

وقال الرئيس الفرنسي لصحيفة «لا تريبون ديمانش» الأسبوعية، وعدة صحف أخرى تصدر الأحد: «أرى أنه بغض النظر عن الغضب، فإن الجميع بحاجة إلى العودة للهدوء والاحترام والتقدير، حتى نتمكّن من المضي قدماً بشكل ملموس؛ لأن ما هو على المحك مهم للغاية».

وذكر قصر الإليزيه أن ماكرون تحدّث منذ مساء الجمعة مع الرئيسَيْن الأوكراني والأميركي، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وحذّر ماكرون من أنه إذا لم يتمّ إيقاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإنه «سيذهب بالتأكيد إلى مولدافيا، وربما أبعد من ذلك إلى رومانيا».

وقال ماكرون إن انسحاباً محتملاً للولايات المتحدة من الملف الأوكراني «ليس في مصلحة» واشنطن؛ لأن «ما تفعله الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات يتوافق تماماً مع تقاليدها الدبلوماسية والعسكرية».

وأضاف أنه إذا وافقت واشنطن على «توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار من دون أي ضمانات أمنية لأوكرانيا» فإن «قدرتها على الردع الجيواستراتيجي في مواجهة روسيا والصين وغيرهما سيتلاشى في اليوم نفسه».