جدود الهنود الحمر عاشوا على ضفاف البايكال الروسية

حفريات على ضفاف البايكال تم خلالها اكتشاف بقايا الهنود الحمر
حفريات على ضفاف البايكال تم خلالها اكتشاف بقايا الهنود الحمر
TT

جدود الهنود الحمر عاشوا على ضفاف البايكال الروسية

حفريات على ضفاف البايكال تم خلالها اكتشاف بقايا الهنود الحمر
حفريات على ضفاف البايكال تم خلالها اكتشاف بقايا الهنود الحمر

أكدت دراسات يجريها فريق علمي روسي دولي أن أقدم سلف للهنود الحمر (الأميركيين) كانوا يعيشون منذ آلاف السنين بالقرب من بحيرة البايكال في روسيا. ووفق الاعتقاد السائد في أوساط علماء الإنثروبولوجيا (علم الإنسان) وصل الإنسان إلى شمال أوراسيا، في محيط القطب الشمالي من 17 إلى 24 ألف عام مضت، أي مع نهاية العصر الجليدي الأخير، وخلال الـ10 آلاف سنة التالية، بدأت موجات هجرة أسلاف شعوب سيبيريا الحالية، ووصلوا أجزاء من الأوراسيا، وشمال أميركا، واستقروا هناك، حيث شكلوا عشرات الثقافات الفريدة. وكانت الدراسات السابقة تشير إلى أن أسلاف الهنود الحمر وصلوا شمال الولايات المتحدة قادمين من مناطق جنوب سيبيريا، خلال موجة هجرة واحدة منذ 14 - 15 ألف سنة. إلا أن تحليل حمض نووي، حصل عليه العلماء من بقاء عظام أشخاص عاشوا منذ آلاف السنين في تلك المناطق، تؤكد أن أسلاف الهنود الحمر وصلوا الأراضي الأميركية خلال أكثر من موجة هجرة على مدار آلاف السنين.
واعتمد الفريق العلمي، في الدراسة الجديدة، على تحليل الحمض النووي لقطع عظام وأسنان، وبقايا أخرى، من جثث سكان سيبيريا القدماء، عُثر عليها خلال حفريات في الستينيات من القرن الماضي، نفذها علماء سوفيات على ضفاف البايكال، وفي تشوكوتكا ومناطق أقصى شرق روسيا. وأكد العلماء في تقرير حول نتائج دراستهم: «تمكنا من اكتشاف أقدم ارتباط بين قبائل الهنود الحمر والشعوب التي استقرت في سيبيريا خلال العصر الحجري القديم الأعلى (منذ 40 إلى 10 آلاف سنة)»، ومن شأن هذا الاكتشاف أن يسهم في معرفة تفاصيل جديدة حول ظهور أول إنسان في أميركا، وتطور حياة الشعوب والثقافات هناك.
وأثارت اهتمام العلماء، بشكل خاص، أسنان رجل قديم وجدها علماء الآثار السوفيات خلال حفريات عام 1962 بالقرب من قرية أوست كوختا التي تقع حالياً في جمهورية بورياتيا، على ضفاف بحيرة البايكال شرق سيبيريا. ووفقاً للتقديرات، عاش هذا الإنسان القديم منذ 14 ألف سنة مضت على الضفة الجنوبية للبحيرة، وهو أقدم سلف يتم اكتشافه حتى الآن للهنود الحمر، إذ أكدت دراسة عينة حمضه النووي، تطابقاً بين جيناته وجينات الهنود الحمر القدامى، وأحفادهم الذين يعيشون في أيامنا هذه في الولايات المتحدة والمكسيك ودول أخرى.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».