الحكومة الأفغانية تفرج عن أول 100 سجين من «طالبان»

سجناء من «طالبان» بعدما أُفرج عنهم (أ.ف.ب)
سجناء من «طالبان» بعدما أُفرج عنهم (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الأفغانية تفرج عن أول 100 سجين من «طالبان»

سجناء من «طالبان» بعدما أُفرج عنهم (أ.ف.ب)
سجناء من «طالبان» بعدما أُفرج عنهم (أ.ف.ب)

أطلقت السلطات الأفغانية، اليوم (الاثنين)، سراح مائة سجين من «طالبان»، في إطار الرد على هدنة مفاجئة لثلاثة أيام أعلنها المتمردون بمناسبة عيد الفطر.
وتبدو الهدنة، وهي الثانية من نوعها على مدى نحو 19 عاماً من الحرب في أفغانستان، صامدة لليوم الثاني بعد ترحيب الحكومة بها وإعلانها خطة لإطلاق سراح ألفي سجين من «طالبان»، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الرئيس أشرف غني إن الحكومة مستعدة أيضاً لإجراء محادثات سلام مع «طالبان»، تعدّ أساسية لإنهاء حرب استمرت نحو عقدين في الدولة الآسيوية الفقيرة. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جاويد فيصل إن «حكومة أفغانستان أفرجت اليوم عن مائة سجين من (طالبان) من سجن باغرام». وأوضح أن الخطة تهدف إلى «دعم عملية السلام» وستستمر حتى إطلاق سراح ألفي سجين. وقال إن «وقف إطلاق النار صامد، ولم ترد أنباء عن أي انتهاك حتى الآن»، مضيفاً أن السلطات تنوي إطلاق سراح مائة سجين يومياً، آملاً : «أن يؤدي هذا الأمر في نهاية المطاف إلى سلام دائم يتوق إليه شعب أفغانستان ويستحقه».
ووقف إطلاق النار الحالي هو الأول الذي تبادر إليه «طالبان». وكانت البلاد شهدت في عام 2018 خلال عيد الفطر هدنة بادر إليها غني. وقالت الشرطة إنّ إقليم أوروزغان المضطرب في جنوب البلاد كان أيضاً هادئاً.
وقال قائد شرطة المقاطعة حاجي لال آغا: «القتال كان متواصلاً كل يوم، لكنّ منذ إعلان وقف إطلاق النار لم تطلق طلقة واحدة». وأضاف: «إنه أمر جيد بشكل خاص لسكان ترين كوت الذين يسمعون صوت إطلاق نار كل يوم»، في إشارة إلى عاصمة الإقليم.
وقالت الشرطة إنه لم ترد تقارير عن وقوع معارك في قندهار التي كانت معقلاً لـ«طالبان»، فيما ساد السلم مقاطعة خوست الجنوبية الشرقية أيضاً.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق عريان: «نحن نراقب من كثب وقف إطلاق النار والأوضاع، ولم يسجل أي تحرّك كبير للعدو منذ إعلان وقف إطلاق انار». لكنه أكد فتح تحقيق بشأن هجوم بالـ«هاون» وقع الأحد في ولاية لغمان أدى إلى مقتل 5 مدنيين.
وتصاعد العنف منذ أن وقعت «طالبان» اتفاقاً مع واشنطن في فبراير (شباط) الماضي ينص على انسحاب القوات الأميركية من البلاد بحلول مطلع العام المقبل. كما يمهد الطريق لمحادثات سلام أفغانية - أفغانية، وينص على أن تفرج الحكومة أولاً عما يصل إلى 5 آلاف سجين من «طالبان»، بينما سيفرج المسلحون عن نحو ألف من عناصر قوات الأمن القومي.
وقبل إعلان الحكومة الأحد إطلاق ما يصل إلى ألفي سجين من «طالبان» في «بادرة حسن نية»، أفرجت كابل عن ألف سجين من «طالبان»، بينما ترك المسلحون نحو 300 من عناصر قوات الأمن الأفغانية.
وتصر «طالبان» على أن حكومة كابل يجب أن تفرج عن 5 آلاف من أعضائها على النحو المتفق عليه في اتفاق السلام مع الولايات المتحدة. وكتب المتحدث باسم «طالبان» سهيل شاهين على «تويتر»: «يجب استكمال هذه العملية من أجل إزالة العوائق على طريق بدء المفاوضات داخل أفغانستان».
ورحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بوقف إطلاق النار، لكنّه ذكّر قادة «طالبان» بأنهم «تعهدوا بعدم السماح للسجناء المطلق سراحهم بالعودة إلى القتال».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.