التحالف الدولي يقتل اثنين من قادة «داعش» في شرق سوريا

«والي» التنظيم بشمال بغداد ومسؤول الإمداد استُهدفا بغارة في 17 مايو

TT

التحالف الدولي يقتل اثنين من قادة «داعش» في شرق سوريا

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، ليل الجمعة - السبت، أن قوات التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة واشنطن، و«قوات سوريا الديموقراطية» الكردية - العربية، قتلت اثنين من قادة تنظيم «داعش» في غارة شرق الفرات، في شمال شرقي سوريا في 17 الشهر الحالي.
وقالت القيادة المركزية (سنتكوم)، في بيان، إن أحمد عيسى إسماعيل الزاوي وأحمد عبد محمد حسن الجغيفي، قتِلا في الغارة المشتركة على موقع لتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور في 17 مايو (أيار) الحالي.
وأشار البيان إلى أن الزاوي المعروف أيضاً باسم «أبو علي البغدادي»، كان «والي داعش» بشمال بغداد و«مسؤولاً عن نشر وتبليغ التوجيهات الإرهابية من كبار قادة (داعش) إلى عناصره في شمال بغداد».
وأضاف أن الجغيفي، المعروف أيضاً باسم «أبو عمار»، كان «مسؤولاً كبيراً في اللوجستيات والإمدادات لـ(داعش)، وهو مسؤول عن توجيه عملية تأمين ونقل الأسلحة ومواد العبوات الناسفة والأفراد في جميع أنحاء العراق وسوريا».
وعدّ البيان أن «إقصاء» هذين العنصرين «سيعطل الهجمات المستقبلية ضد المدنيين الأبرياء وشركائنا الأمنيين، وفي المنطقة ككل». وتابع: «تُواصل القوات الشريكة للتحالف في العراق وسوريا الضغط المستمر على (داعش) لمنع عودة ظهوره».
ومنذ فقدانه أراضيه بسوريا في مارس (آذار) 2019، يشن تنظيم «داعش» هجمات دموية، خصوصاً ضمن المنطقة الواقعة بين ريف دير الزور والسخنة بأقصى بادية حمص الشرقية.
كان «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أعلن، أول من أمس، أن التنظيم شن خلال الشهر الماضي 43 هجوماً على النظام، وسط البلاد، و«قوات سوريا الديمقراطية».
وفي مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات الموالية، رصد «المرصد» 11 عملية لتنظيم «داعش»، تنوعت بين هجمات وتفجير عبوات وتصفية، أسفرت تلك العمليات التي تركزت في باديتي حمص ودير الزور عن مقتل 37 من قوات النظام والميليشيات الموالية، بالإضافة لمواطنة قضت بعملية إعدام ميداني للتنظيم. وضمن مناطق «قوات سوريا الديمقراطية»، تم تسجيل «32 عملية».
كان التحالف الدولي نفّذ أول من أمس عملية إنزال جديدة ضمن ريف دير الزور الشرقي، مستهدفاً منزلاً في بلدة الشحيل «يعود لشخص مقيم خارج القطر، وتقطنه عائلة نازحة من ريف البوكمال، حيث داهمت قوة من (قوات سوريا الديمقراطية) والتحالف، المنزل، واعتقلوا الرجال من العائلة. كما جرى قتل عنصر سابق بـ(ديوان العقارات) لدى تنظيم (داعش) عقب إطلاق الرصاص عليه». ورصد «المرصد السوري» في الـ19 من الشهر الحالي، عملية إنزال جديدة للقوات الأميركية، ضمن ريف دير الزور.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».