قطر تدعم تركيا بـ10 مليارات دولار لكبح انهيار الليرة

تركيا تواجه أزمة في تدبير العملة الأجنبية (رويترز)
تركيا تواجه أزمة في تدبير العملة الأجنبية (رويترز)
TT

قطر تدعم تركيا بـ10 مليارات دولار لكبح انهيار الليرة

تركيا تواجه أزمة في تدبير العملة الأجنبية (رويترز)
تركيا تواجه أزمة في تدبير العملة الأجنبية (رويترز)

أعلن «البنك المركزي التركي»، أمس (الجمعة)، عن تلقّي 10 مليارات دولار من قطر، بعد الاتفاق على رفع حجم اتفاق مبادلة العملة إلى 15 مليار دولار. وأبرم «البنك المركزي»، الأربعاء الماضي، عقداً لزيادة اتفاقه لمبادلة العملة مع قطر الموقَّع في عام 2018، من 5 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار، ما قدَّم بعض التمويل الخارجي الذي تشتد الحاجة إليه لتعزيز الاحتياطيات ودعم الليرة التركية. كانت تركيا ناشدت قطر والصين، الأسبوع الماضي، توسيع خطوط مبادلة قائمة حالياً، على وجه السرعة، كما توجَّهت إلى بريطانيا واليابان بشأن إمكانية إنشاء خطوط.
وتواجه تركيا أزمة في تدبير العملة الأجنبية، ولجأت إلى طلب مقايضة العملات مع دول «مجموعة العشرين»، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، إلا أنها لم تتلقّ ردّاً على مطالباتها بعد أكثر من 40 يوماً، فلجأت إلى قطر، التي وافقت على رفع حجم تبادل العملات لها من 5 مليارات إلى 15 مليار دولار.
وكان الاتفاق بينهما عُقِد في عام 2018، في ظلّ أزمة حادة تعرضت لها الليرة التركية، وأفقدتها 40 في المائة من قيمتها.
في السياق ذاته، أعلنت «هيئة التنظيم والرقابة المصرفية في تركيا» إعفاء مؤسستي «يوروكلير» و«كليرستريم بانكينغ» من قيود معاملات الليرة التركية.
وقالت الهيئة، في بيان، إنها أعفت «يوروكلير» و«كليرستريم بانكينغ» لحفظ الأوراق المالية، من قيود معاملات الليرة التركية، بهدف منع تأثر معاملات الصكوك وشهادات الإيجار وعمليات المبادلة بالليرة التركية، وضمان تداول الأوراق المالية بالليرة التركية بشكل فعّال ومثمر.
وأرجع محللون أزمة مفاوضات المقايضة بين البنك المركزي التركي والبنوك المركزية الأخرى إلى عدم استقلالية البنك التركي.
وتتفاوض الحكومة التركية مع حكومات دول «مجموعة العشرين» وعلى رأسها الولايات المتحدة، للدخول في مفاوضات المقايضة منذ 10 أبريل (نيسان) الماضي، دون أن تتوصل لحل.
ورفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الدخول في مفاوضات المقايضة مع البنك المركزي التركي، بسبب تدخُّل إردوغان بشكل مستمر في سياسات البنك. وكان رئيس «البنك الاحتياطي» في «ريتشموند» توماس باركين أكد أن إضافة أي من الدول إلى نظام المقايضة مرتبط بالثقة المتبادلة بين الطرفين.
وفتح البنك الأميركي خطوط تفاوض مع 14 دولة حول العالم من بينها البرازيل، والمكسيك، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، لكنه رفض التفاوض مع كل من تركيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا وإندونيسيا.
ومن المتوقَّع أن تكون تركيا أكثر الدول النامية مواجهةً للصعوبات الاقتصادية خلال العام الحالي، مع وجود أرقام ضخمة من الديون الخارجية وأذون الخزانة، في ظل تبخُّر 20 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي لدى «المركزي التركي» خلال أزمة «كورونا» ذهبت لدعم الليرة التركية وإنقاذها من الانهيار.
وتبحث الحكومة التركية عن حلول لتوفير 168.5 مليار دولار لسداد ديونها الخارجية حتى شهر فبراير (شباط) 2021. نصفها على الأقل من المقرَّر سدادها خلال شهر أغسطس (آب) المقبل.
ووصلت العملة التركية مستوى منخفضاً غير مسبوق، في وقت سابق من شهر مايو (أيار) الحالي، مع تخوُّف المستثمرين حيال تراجع صافي احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي، والتزامات دين تركيا الخارجية المرتفعة نسبياً.
وأقرَّ «البنك المركزي التركي»، أول من أمس، خفضاً جديداً في سعر الفائدة على عمليات إعادة الشراء لأجل أسبوع واحد (الريبو)، المعتمَد كسعر رئيسي للفائدة، بواقع 50 نقطة أساس، لينخفض السعر إلى 8.25 في المائة. ومنذ بداية العام الحالي، خفض «البنك المركزي التركي» سعر الفائدة، بواقع 375 نقطة أساس، حيث تقرر عقد 12 اجتماعاً في العام للجنة السياسات النقدية بواقع اجتماع شهرياً.
وخفض «البنك المركزي» سعر الفائدة 12 في المائة في النصف الثاني من عام 2019، بعد إطاحة إردوغان برئيس البنك السابق مراد شتينكايا من منصبه في يونيو (حزيران) الماضي، وتعيين نائبه مراد أويصال بديلاً عنه بسبب رفضه تخفيض سعر الفائدة بشكل متسارع، حتى لا يؤثر على جذب الاستثمارات الأجنبية. وكثّفت الخزانة التركية معدلات اقتراضها لمواجهة الضائقة المالية التي تواجهها، وخلال الشهر الماضي، اقترضت الخزانة من السوق المحلية 60 مليار ليرة، وخلال الاثني عشر شهراً الأخيرة ارتفع العجز النقدي لتركيا إلى 150 مليار ليرة.
وأظهرت بيانات رسمية صادرة عن «البنك المركزي التركي»، أمس، أن حجم الدين الخارجي قصير الأجل لتركيا ارتفع إلى 118.7 مليار دولار حتى نهاية مارس (آذار) الماضي، بزيادة بلغت 4 في المائة مقارنة مع نهاية عام 2019.



شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)
ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)
TT

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)
ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024، مسجلة تراجعاً بنسبة 15.33 في المائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغت الأرباح حينها 121.57 مليار ريال سعودي (32.42 مليار دولار). ويعود هذا الانخفاض إلى تراجع أرباح شركة «أرامكو السعودية»، التي انخفضت بنسبة 15.4 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2024.

وتأتي أرباح شركات القطاع نتيجة ارتفاع كميات المبيعات وتحسن الكفاءة التشغيلية، بالإضافة إلى استفادة بعض الشركات من زيادة العمليات التشغيلية ونمو نشاط شحن ونقل النفط والبتروكيماويات وارتفاع أسعار نقلها عالمياً، وذلك على الرغم من تراجع إجمالي أرباح شركات القطاع وتأثرها بانخفاض أسعار النفط وتباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي ودوره في إضعاف الطلب على النفط والمنتجات البتروكيماوية.

ويضم القطاع 7 شركات، هي: «أرامكو السعودية»، و«البحري»، و«أديس»، و«الدريس»، و«الحفر العربية»، و«المصافي»، و«بترورابغ».

ووفقاً لنتائجها المالية في السوق المالية السعودية (تداول)، حقّقت 5 شركات أرباحاً صافية خلال الربع الثالث من عام 2024. وسجلت شركة «أرامكو السعودية» أعلى نسبة أرباح بين شركات القطاع، حيث بلغت أرباحها 103.37 مليار ريال في الربع الثالث من 2024، رغم تراجعها بنسبة 15.4 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، الذي حققت فيه نحو 122.19 مليار ريال.

وحلت شركة «البحري» في المرتبة الثانية من حيث أعلى الأرباح بين شركات القطاع، حيث سجلت أرباحاً بلغت نحو 509.02 مليون ريال خلال الربع الثالث من العام، محققةً نسبة نمو بلغت 126.9 في المائة مقارنة بالربع ذاته من العام السابق، الذي حققت فيه أرباحاً بلغت 224.34 مليون ريال.

أما شركة «أديس»، فقد سجلت أعلى نسبة نمو في الأرباح بين شركات القطاع، حيث بلغت نسبة النمو 132.72 في المائة، ليصل إجمالي أرباحها إلى نحو 203.3 مليون ريال خلال الربع الثالث، مقارنةً بـ87.35 مليون ريال في الربع نفسه من عام 2023.

وفي تعليق على نتائج الربع الثالث لشركات القطاع، أشار الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد»، محمد حمدي عمر، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن القطاع أظهر أداءً متبايناً خلال هذه الفترة، حيث سجلت بعض الشركات قفزة في أرباحها، في حين تراجعت أرباح شركات أخرى أو تكبّدت خسائر متراكمة. وأضاف أن تراجع أرباح شركة «أرامكو» كان له تأثير سلبي كبير على ربحية القطاع كله، إذ تعد الشركة المحرك الرئيسي للسوق السعودية. كما أوضح أن انخفاض أسعار النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي أسهما في تراجع الطلب على النفط والمنتجات البتروكيماوية، مما أثر سلباً على الأسعار وحجم المبيعات لشركات القطاع.

وأشار إلى أن الارتفاع في تكاليف المدخلات، التي تشمل المواد الخام والعمالة والخدمات اللوجيستية، أسهم في زيادة الضغط على الهوامش الربحية لشركات القطاع. ومع ذلك، أشار إلى أنه من جهة أخرى، استفادت بعض الشركات مثل «البحري»، التي شهدت زيادة ملحوظة في أرباحها بنسبة 126.9 في المائة، بفضل تحسين الكفاءة التشغيلية والقرارات الاستراتيجية التي مكنتها من الاستفادة من الزيادة في نشاط الشحن.

وأضاف المحلل المالي، حمدي عمر، أن مستقبل شركات قطاع الطاقة يعتمد على مجموعة من العوامل التي من المتوقع أن تؤثر عليه بشكل واضح. ومن أبرز هذه العوامل ديناميكيات أسعار النفط العالمية، التي ستكون حاسمة في تحديد مسار أداء شركة «أرامكو» والقطاع بشكل عام. كما ستلعب الأحداث الجيوسياسية وقرارات «أوبك بلس» وديناميكيات الطلب العالمي دوراً كبيراً في التأثير على الأسعار. وأوضح أن التعافي الاقتصادي العالمي سيحفز الطلب على الطاقة، ما سينعكس بشكل إيجابي على القطاع. وفي المقابل، فإن استمرار التباطؤ الاقتصادي أو الضغوط الركودية قد يزيد من الضغط على أرباح شركات القطاع.

وأشار إلى أن السعودية تتجه نحو التركيز على تنويع مزيج الطاقة والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما سيوفر فرصاً جديدة، وهذا التحول سيخلق آفاقاً جديدة للنمو للشركات العاملة في القطاع. وأضاف أن ذلك سيؤثر أيضاً على اللاعبين التقليديين في قطاع النفط والغاز، مشيراً إلى أنه يجب إعطاء الأولوية للكفاءة التشغيلية وإدارة التكاليف للشركات، بالإضافة إلى التكيّف الاستراتيجي مع المشهد المتطور لقطاع الطاقة، الذي يجب على الشركات التعامل معه من خلال التركيز على التنوع والتقدم التكنولوجي والتعامل مع التحديات والفرص الخاصة بالقطاع.

من جانبه، يرى المحلل المالي إسماعيل الغامدي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن التقلبات التي شهدتها أسعار النفط والمنتجات البترولية خلال الأرباع الماضية من العام الحالي، أثرت بشكل كبير على ربحية الشركات في القطاع، وفقاً لطبيعة أعمالها في هذا النشاط الاقتصادي، مضيفاً أن ارتفاع تكاليف الخام المرتبطة بصناعة النفط، أسهم في الضغط على هوامش الربح لدى بعض الشركات في القطاع، وأدى إلى انخفاض أرباحها خلال الربع الثالث من عام 2024.

وأشار الغامدي إلى أن استثمار بعض شركات قطاع الطاقة في مشاريع توسعية في أعمالها أدى إلى انخفاض أرباحها على المدى القصير، إلا أن هذا التوسع سيسهم على المدى الطويل في دعم النمو المستقبلي لهذه الشركات وجني أرباح أفضل مستقبلاً، وأضاف أن الأداء المتميز لبعض شركات قطاع الطاقة مثل شركتي «البحري» و«أديس»، وتحقيقها قفزات كبيرة في نمو الأرباح، أسهم في تعويض شركات القطاع جزئياً عن انخفاض إجمالي أرباح شركات كبرى مثل «أرامكو السعودية»، واستمرار الخسائر لـ«بترورابغ».