رئيس البرلمان اللبناني ينتقد الحكومة و«الوطني الحر» ويحذّر من الفيدرالية

دعا إلى تحرير قطاع الكهرباء من {عقلية المحاصصة}

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري خلال استقباله رئيس الحكومة حسان دياب أمس (الوكالة الوطنية)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري خلال استقباله رئيس الحكومة حسان دياب أمس (الوكالة الوطنية)
TT

رئيس البرلمان اللبناني ينتقد الحكومة و«الوطني الحر» ويحذّر من الفيدرالية

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري خلال استقباله رئيس الحكومة حسان دياب أمس (الوكالة الوطنية)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري خلال استقباله رئيس الحكومة حسان دياب أمس (الوكالة الوطنية)

انتقد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أداء الحكومة، داعياً إياها للانطلاق بعمل محسوس يلمسه المواطن وبعمل ميداني بعيداً عن الخطط والبرامج الورقية، مشدداً على أن «المطلوب أعمال أكثر من الأقوال»، فيما انتقد «التيار الوطني الحر» عندما دعا إلى «تحرير قطاع الكهرباء من عقلية المحاصصة المذهبية والطائفية والمناطقية والفيدرالية والكونفدرالية»، في واحد من أكبر هجماته على التقصير في حلّ أزمة الكهرباء.
ووجه بري كلمة إلى اللبنانيين بمناسبة «عيد المقاومة والتحرير» و«يوم القدس» وعيد الفطر المبارك، حذر فيها «من الأصوات النشاز التي بدأت تعلو في لبنان للأسف منادية بالفيدرالية كحل للأزمات التي يئن تحت وطأتها لبنان واللبنانيون»، مؤكدا أنه «لا الجوع ولا أي عنوان آخر يمكن أن يجعلنا نستسلم لمشيئة المشاريع الصهيونية الهدامة»، وأن «وحدتنا قدرنا وسر قوتنا» داعياً للمقاومة «من أجل وحدة أوطاننا».
ودعا رئيس البرلمان اللبناني الموالاة والمعارضة والحكومة والمجلس النيابي والحراك الشعبي الصادق وكل القوى السياسية «إلى استحضار كل العناوين والقيم التي صنعت النصر والتحرير لا سيما قيمة التضحية والشجاعة والصدق والثبات والوحدة والانتماء الوطني الأصيل من أجل إنجاز الجهاد الأكبر واستكمال تحرير لبنان من احتلالات توازي بخطرها خطر احتلال العدو للأرض والإنسان». وأوضح أنه «آن الأوان للبنانيين وللسياسيين جميعاً على مختلف مستويات صنع القرار السياسي وقف المضاربات السياسية فهي لا تؤدي إلا إلى نتيجة واحدة هي إرباك النظام العام»، كما دعا «لوقف حفلات إلقاء التهم يميناً وشمالاً وتحميل المسؤوليات». وقال: «آن الأوان للسياسيين امتلاك شجاعة وجرأة اتخاذ القرار من أجل تحرير لبنان ونظامه السياسي والقضائي والإداري من سطوة الاحتلال الطائفي والمذهبي». وطالب «بإعادة إنتاج الحياة السياسية انطلاقاً من إقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي يؤمن الشراكة للجميع على قدم المساواة وذلك ارتكازاً على قاعدة النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة وإنشاء مجلس للشيوخ تمثل فيه كل الطوائف بعدلٍ ومساواة إنفاذا لما نص عليه اتفاق الطائف تمهيداً لدولة مدنية».
وطالب بري «بتحرير القضاء وإنجاز استقلاليته من أي تبعية سياسية أو طائفية وإطلاق سراح القوانين المنجزة والنائمة في إدراج الوزارات والتي لا تحتاج سوى إلى إصدار المراسيم التطبيقية لها وهي بالعشرات والتي لو طبقت لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم». كما طالب «بتحرير قطاع الكهرباء من عقلية المحاصصة المذهبية والطائفية والمناطقية والفيدرالية والكونفدرالية والإسراع في تعيين مجلس إدارة جديد وهيئة ناظمة للقطاع ارتكازاً إلى قواعد الكفاءة والاختصاص ونظافة الكف».
وجدد بري التأكيد على أن ودائع اللبنانيين في المصارف «هي من الأقداس وسنتصدى لأي محاولة ترمي للتصرف بها تحت أي عنوان من العناوين وهي حقٌ لأصحابها ونقطة على السطر». وطالب الحكومة وكافة الوزراء بمغادرة محطة انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والجهات الدولية المانحة والانطلاق بعمل محسوس يلمسه المواطن القلق على عيشه ومصيره في كل ما يتّصل بحياته وحياة الوطن. وأضاف: «المطلوب أعمال أكثر من الأقوال».
وجاء تصريح بري قبل ترؤسه اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس تحضيراً للجلسة النيابية التي ستعقد يوم الخميس المقبل. وقالت مصادر المجتمعين لـ«الشرق الأوسط» بأنهم اجمعوا على تهنئة بري على كلمته واعتبروها تعكس واقع الحال في البلد. وأثار النائب مروان حمادة جنوح البعض نحو النزعات التقسيمية والدعوات للفيدرالية، ورد بري بأن الحل في الدولة المدنية والا سنذهب إلى كارثة.
وقال نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي بعد الاجتماع بأن بري اتخذ قراراً بأن يكون نهار الخميس القادم بعد أيام عيد الفطر يوم انعقاد الجلسة العامة التي ستتناول اقتراحات قوانين صدقت في اللجان وفي اللجان المشتركة وستتناول أيضا اقتراحات قوانين لها صفة المعجل المكرر في الجلسة المذكورة.
وقالت مصادر مواكبة بأن جدول أعمال الجلسة يتضمن البحث في قانون العفو العام، وقانون رفع السريّة المصرفية مع ضوابط، كما يبحث مشروع قانون تقدمت به الحكومة للحصول على 1200 مليار ليرة (800 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي) لصرفها كمساعدات للمتضررين من كورونا والمؤسسات المتوسطة. وسيتم إقرار القرض الكويتي للإسكان، كما سيبحث في قانون يلزم المصارف بتنظيم الحوالات إلى الخارج لأن القانون أقوى من تعميم مصرف لبنان، وهو ملزم للمصارف.
وأشارت المصادر إلى أن المجتمعين أثاروا ملف الأمر القضائي بالحجز الاحتياطي على ممتلكات النائب هادي حبيش، وقال بري بأنه سيتولى شخصياً معالجة هذه القضية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.