«الداخلية» المصرية تعلن توقيف خلية «إخوانية» حرّضت ضد مؤسسات الدولة

قيادات الخارج وفَّرت الدعم لإعداد تقارير إعلامية «مفبركة» عن سيناء

TT

«الداخلية» المصرية تعلن توقيف خلية «إخوانية» حرّضت ضد مؤسسات الدولة

أعلنت السلطات المصرية «توقيف عناصر تابعة لتنظيم (الإخوان) الذي تصنفه مصر إرهابياً، تقوم بإعداد تقارير إعلامية (مفبركة) عن الأوضاع في البلاد وسيناء». وقالت وزارة الداخلية في بيان لها أمس، إن «الخلية التي تم توقيف عناصرها تتكون من 11 شخصاً من (الإخوان) كانوا يعدون مواد إعلامية مسيئة، تستهدف المساس بأمن البلاد، والترويج للإشاعات، والتحريض ضد مؤسسات الدولة».
وأكدت «الداخلية» أنه «تم تحديد العناصر الإخوانية القائمة على إدارة المخطط، وتوقيف 5 أشخاص من القائمين على تنفيذ هذا المخطط، فضلاً عن ضبط 6 عناصر إخوانية، لقيامهم بتنفيذ مادة إعلامية حول الأوضاع في شمال سيناء، والادعاء (على غير الحقيقة) بتعرض مواطنيها للتضييق الأمني».
وبحسب وزارة الداخلية: «كانت معلومات قطاع الأمن الوطني بمصر، قد رصدت إصدار قيادات التنظيم الهاربة بالخارج تكليفاً لعدد من العناصر الإخوانية والمتعاونين معهم في مصر، بالعمل على تنفيذ مخططهم الذي يستهدف المساس بأمن الوطن والنيل من استقراره، تنفيذاً لتوجيهات التنظيم»، مضيفة: «أمكن تحديد العناصر الإخوانية القائمة على إدارة هذا المخطط والداعمين له، الهاربين إلى تركيا وقطر، وأبرزهم، عبد الرحمن يوسف القرضاوي، وعبد الله محمد عبد العزيز، ومعتز محمد عليوة، ومحمد ناصر علي، وعمرو أحمد فهمي»، بحسب البيان.
ووفق وكالة أنباء الشرق الأوسط في مصر أمس، فقد «أكدت المعلومات اضطلاع العناصر الإخوانية في إطار تنفيذ مخططها باستغلال شركة إنتاج فني في منطقة المعادي جنوب القاهرة، بالإضافة إلى استوديو بمنطقة عابدين بوسط العاصمة، بالإضافة إلى تعاقدهم مع أحد العاملين بالمجال الإعلامي، لعقد لقاءات مع بعض الشخصيات، لإعداد مادة إعلامية مصورة وتحريفها بما يسيء للدولة، تمهيداً لبثها عبر قناة (الجزيرة)».
وأضافت الوزارة أنه «تم في الإطار القانوني ضبط القائمين على هذا التحرك بالداخل، وأسفرت عمليات تفتيش محال إقامة المذكورين ومقر الشركة والاستوديو، عن ضبط عديد من أجهزة الحاسب الآلي المحملة عليها عدة برامج، يتم استخدامها في أعمال المونتاج، وعدد من الأفلام الوثائقية المعدة، وبها معلومات غير صحيحة».
وأكدت «الداخلية» أن «قيادات (الإخوان) بالخارج دعمت المخطط، وأصدرت تكليفاً للإخواني صلاح إبراهيم مرجونة (يقيم بمدينة بئر العبد بشمال سيناء) لإعداد مادة إعلامية لإنتاج فيلم وثائقي حول الأوضاع بشمال سيناء، والادعاء بتعرض مواطنيها للتضييق الأمني. وقد اضطلع بتشكيل مجموعة (من 6 عناصر) لتنفيذ المخطط، جميعهم من (الإخوان)، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، وتباشر نيابة أمن الدولة العليا التحقيقات».
وأشارت «الداخلية» في بيانها إلى «استمرار جهودها للتصدي بكل حسم لأي محاولات تستهدف إثارة البلبلة والفوضى والنيل من استقرار البلاد».
وبحسب التحقيقات الأولية وفق تقارير مصرية أمس، فقد «اعترف أفراد الخلية بأن مهامهم جمع المعلومات، وإرسالها لقيادات (الإخوان) بالخارج، مقابل مبالغ مالية كبيرة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.