وفاة كبير الخدم السابق في البيت الأبيض... بدأ العمل في عهد أيزنهاور وتقاعد في عهد أوباما

جاكلين كيندي ائتمنته على أطفالها وميشيل أوباما ولورا بوش تنعيانه

ويلسون جيرمان الذي بدأ العمل في البيت الأبيض كعامل نظافة في عام 1957 توفي أول من أمس بعد إصابته بفيروس {كورونا} (نيويورك تايمز)
ويلسون جيرمان الذي بدأ العمل في البيت الأبيض كعامل نظافة في عام 1957 توفي أول من أمس بعد إصابته بفيروس {كورونا} (نيويورك تايمز)
TT

وفاة كبير الخدم السابق في البيت الأبيض... بدأ العمل في عهد أيزنهاور وتقاعد في عهد أوباما

ويلسون جيرمان الذي بدأ العمل في البيت الأبيض كعامل نظافة في عام 1957 توفي أول من أمس بعد إصابته بفيروس {كورونا} (نيويورك تايمز)
ويلسون جيرمان الذي بدأ العمل في البيت الأبيض كعامل نظافة في عام 1957 توفي أول من أمس بعد إصابته بفيروس {كورونا} (نيويورك تايمز)

بدأ ويلسون جيرمان العمل في البيت الأبيض كعامل نظافة في عام 1957 في عهد الرئيس دوايت أيزنهاور. لكن جيرمان لم يحصل على أول ترقية كبيرة له سوى بعد وصول الرئيس جون كينيدي إلى منصبه بمساعدة من زوجته جاكلين كينيدي.
وكشفت جميلة غاريت، حفيدة جيرمان أن جيرمان «كان مقربا بدرجة كبيرة من جاكي «حيث ائتمنته على أطفالها، وكانت دائما تثق بأن أطفالها سيجدون كل ما يحتاجونه في البيت الأبيض».
في عام 1966. عندما كانت زوجة جيرمان، غلاديس، على وشك الموت بسبب مرض الذئبة الحمراء، أرسل الرئيس ليندون جونسون بأطبائه الشخصيين بالطائرة للمساعدة في علاجها وأرسل لهما لحوم الكركند من مطبخ البيت الأبيض إلى منزل الأسرة في حي «بيتورث» في بواشنطن.
توفي جيرمان بعد أن خدم 11 رئيساً كعامل نظافة وخادم مصاعد السبت في المركز الطبي بمنطقة «سنتارا» شمال فيرجينيا، عن عمر ناهز 91 عاما. وكشفت الحفيدة غاريت أن السبب هو فيروس «كورونا».
وفي بيان صدر بعد الوفاة، صرح الرئيس السابق جورج دبليو بوش وزوجته لورا بوش بأن جيرمان كان رجلا رائعا، «فقد كان أول شخص رأيناه في البيت الأبيض عندما غادرنا السكن في الصباح، وآخر شخص رأيناه عندما عدنا ليلا». ولد ويلسون روزفلت جيرمان في 21 يناير (كانون الثاني) 1929. في منطقة «سيبورد»، بشمال كارولينا، لأب هو ثيودور روزفلت جيرمان، عامل زراعي، وأم هي أليس بلوم. وقالت غاريت إنه عندما كان طفلاً، لم يكن لديه حذاء وكان يقطع مسافة 6 أميال إلى المدرسة سيرا على الأقدام. وفي سن الثانية عشرة، ترك المدرسة للعمل في مزرعة.
انتقل جيرمان إلى واشنطن في عام 1955 وعمل في الحفلات في جورج تاون قبل أن يتم تعيينه في البيت الأبيض. قالت حفيدته إنه كان فخوراً للغاية بعمله، وكان يذهب إلى العمل كل يوم أنيقا بأحذية لامعة وحمالات براقة.
أضافت الحفيدة، «لم يتذمر أو يشكو قط رغم كل ما مر به من محن. كان الميكانيكي، وكان هو من يصلح سقف بيتك. كان ذلك الشخص الذي يخدمك في أي شيء وكل شيء».
لقيت خدمات جيرمان تقدير وعرفان رئيسي الحزبين السياسيين الجمهوري والديمقراطي. وقالت غاريت إن جيمي كارتر طلب من جيرمان العمل معه بعد أن غادر البيت الأبيض، وكان قريباً من الرئيس بوش أيضا.
شأن العديد من العاملين في البيت الأبيض، كان جيرمان أمينا على خصوصيات العائلات الأولى.
في مقابلة نشرت تحت عنوان، «محل الإقامة: في العالم السري للبيت الأبيض»، قال جيرمان، «إذا سألني أحد عن مكان عملي كنت أقول بأنني أعمل في 1600 شارع بنسلفينيا. تقريبا 99 في المائة من الناس لا يعرفون هذا العنوان». مضيفا، «وإن سألوني: ما هو هذا المبنى؟ سأجيب: يقع في وسط المدينة».
كان ستيفن روشون مسؤولاً عن المعيشة في البيت الأبيض في الفترة من 2007 إلى 2011 عندما عمل جيرمان كمشغل للمصاعد للرئيسيين جورج دبليو بوش وباراك أوباما، ووصف جيرمان بأنه «أكثر شخص لطيف عرفته».
وقال روشون الأربعاء «لقد حاول ألا يتحدث كثيرا مع الرؤساء ما لم يطلبوا منه شيئا. كانت وظيفته هي نقلهم إلى الطوابق المختلفة. لكنهم لم يستطيعوا المقاومة لأنه كان لطيفاً جداً. لا يمكنهم مقاومة الانخراط معه والتحدث معه».
عمل جيرمان في البيت الأبيض من عام 1957 حتى عام 1993. ثم مرة أخرى من عام 2003 إلى عام 2012. عندما تقاعد في عهد أوباما.
وقالت ميشيل أوباما في بيان «بفضل لطفه ورعايته، ساعد ويلسون جيرمان في جعل البيت الأبيض منزلاً لأسر الرؤساء لعقود، بما في ذلك أسرتنا». «فخدمته للآخرين واستعداده للعمل والتفاني لأبعد مدى من أجل البلد الذي أحبه ومن أجل جميع من خدمهم لهو إرث غالٍ لنا». في مذكراتها، التي حملت عنوان «أصبحت»، أظهرت ميشيل أوباما، السيدة الأولى السابقة، صورة لجيرمان، وهو يرتدي ربطة عنق بيضاء، في مصعد البيت الأبيض برفقتها وزوجها.
قالت غاريت، «كان فخوراً جداً بالعمل مع هؤلاء الرؤساء. وكان سعيداً جداً برؤية أول شخص من أصل أفريقي يصبح رئيسا للبلاد. لم يخطر بباله قط أن يرى شيئا من هذا القبيل خلال الفترة التي قضاها في البيت الأبيض».
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».