أميركي وابنه يحاكمان في بوسطن بتهمة تسهيل هرب كارلوس غصن

TT

أميركي وابنه يحاكمان في بوسطن بتهمة تسهيل هرب كارلوس غصن

اعتقلت السلطات الأميركية، أول من أمس (الأربعاء)، رجلاً أميركياً هو مايكل تايلور وابنه بيتر، ووجهت إليهما تهمة مساعدة كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي السابق لتحالف «نيسان رينو وميتسوبيشي» لصناعة السيارات، على الهرب من اليابان في أواخر العام الماضي. وبحسب مذكرة الاعتقال، فقد تحركت السلطات لاعتقال الرجلين بعد اكتشاف أنهما حجزا تذكرتي سفر إلى لبنان بتاريخ 20 مايو (أيار).
ومايكل تايلور جندي أميركي سابق في «القوات الخاصة» ويعمل في شركة أمن خاصة، وهو متهم مع ابنه بيتر تايلور بتمكين غصن من الفرار فيما كان الأخير يخضع لإجراءات رقابة صارمة بموجب الإفراج المشروط عنه بعد اتهامه بجرائم مالية. وأصدرت طوكيو مذكرة اعتقال بحقهما وبحق رجل ثالث يدعى جورج أنطوان الزايك، يعتقد أنه من أصل لبناني، ولا يعرف وضعه القانوني الراهن.
وبحسب وسائل إعلام أميركية، فقد مثل الرجلان مساء الأربعاء أمام المحكمة الفيدرالية في بوسطن بولاية ماساتشوستس، عبر دائرة الفيديو، وقدمت المحكمة أدلة على أن تايلور الابن التقى مع غصن 7 مرات على الأقل خلال الأشهر التي سبقت فراره من اليابان. وتشير أوراق الشكوى اليابانية إلى أنه في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، توجه تايلور الابن إلى طوكيو والتقى غصن في فندق «غراند حياة» لمدة ساعة تقريباً، حسبما أظهرت كاميرات المراقبة. وفي 29 ديسمبر (كانون الأول)، يوم الهروب من اليابان، توجه كل من تايلور الأب والزايك إلى مدينة أوساكا على متن طائرة خاصة آتية من دبي، وفق ما أظهرت سجلات الهجرة اليابانية. ونقل الرجلان معهما صندوقين أسودين كبيرين، أبلغا سلطات المطار بأنهما لأجهزة معدات سمعية باعتبار أنهما «موسيقيان».
وفي وقت لاحق من 29 ديسمبر (كانون الأول)، التقى الرجال الأربعة في فندق «غراند حياة». ومن هناك توجه تايلور الابن إلى مطار ناريتا ومنه استقل طائرة إلى الصين. أما الثلاثة الآخرون بمن فيهم غصن، فاستقلوا قطاراً إلى أوساكا ثم التقوا في فندق هناك. وفي الساعة الـ8:14 مساء، وصل غصن وتايلور الأب والزايك إلى الفندق ودخلوا الغرفة رقم «4609». وفي الساعة 9:47 مساء، غادر تايلور والزايك الغرفة ومعهما أمتعة بما فيها الصندوقان، وتوجها إلى المطار. ولا توجد أي صورة لغصن وهو يغادر الغرفة إذ كان يختبئ داخل أحد الصندوقين.
ومرت الأمتعة في المطار من دون خضوعها للتفتيش، ثم وضعت في الطائرة الخاصة التي توجهت إلى تركيا. وبعد يومين من ذلك، ظهر غصن أمام وسائل الإعلام معلناً في 31 من ديسمبر (كانون الأول) أنه فرّ إلى لبنان.
وقالت شبكة «سي إن إن» إن مايكل تايلور شارك في عمليات تهريب أفراد في وقت سابق. وأوضحت أن صحيفة «نيويورك تايمز» استعانت به بعدما وقع مراسلها ديفيد رود في يد عناصر حركة «طالبان» في أفغانستان في عام 2008. وقالت إن أسرة من نورث كارولاينا لجأت إليه في عام 1999 لإعادة ابنتها التي تقطعت بها السبل في سوريا مع 3 من أبنائها بعد فرارها من زوجها الذي كان يسيء معاملتها.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.