تونس تتوقع تراجع النمو 7 % وتدرس تعديل الميزانية

TT

تونس تتوقع تراجع النمو 7 % وتدرس تعديل الميزانية

توقعت الحكومة التونسية أن يتراجع النمو الاقتصادي خلال السنة الحالية بنسبة 7 في المائة، مقارنة بالتوقعات المرسومة خلال إعداد ميزانية 2020. وفي حال تسجيل هذه النسبة فإنها تعد أسوأ حصيلة اقتصادية لتونس منذ الاستقلال قبل نحو 64 سنة.
ونتيجة لهذه التوقعات أعلن إلياس الفخفاخ رئيس الحكومة التونسية، عن انشغال الحكومة خلال هذه الفترة بتعديل ميزانية الدولة لسنة 2020، والعمل على رسم برنامج للإنعاش الاقتصادي، ومن المنتظر في هذا الإطار عرض مقترح لتعديل الميزانية على البرلمان التونسي قبل نهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل، بعد أن أثرت الظروف الاستثنائية التي مرت بها تونس بشكل كبير على مختلف التوازنات المالية.
ولتجاوز انعكاسات هذه الأزمة، تعول السلطات التونسية - وفق تصريحات محمد نزار يعيش وزير المالية، وسليم العزابي وزير التنمية والتعاون والاستثمار الخارجي، ومروان العباسي محافظ البنك المركزي التونسي - على تعبئة مواردها الذاتية وترشيد النفقات العمومية في المقام الأول، مع الابتعاد عن سياسة الانغماس من جديد في القروض الخارجية. وكان صندوق النقد الدولي قد توقع انكماش الاقتصاد التونسي مع نهاية السنة الحالية، وتسجيله نمواً سلبياً بنسبة 4.3 في المائة.
ومن المنتظر أن يعتمد برنامج الإنعاش الاقتصادي المزمع تنفيذه على مجموعة من الأولويات، من أهمها استعادة المشروعات الحكومية الكبرى نشاطها، والعودة العادية للنشاط في قطاع الفوسفات الاستراتيجي بالنسبة لميزانية تونس لما يدره من عملة صعبة، وعودة الإنتاج في حقول النفط إلى سالف مستواها.
وتضع الحكومة التونسية ضمن أولوياتها مقاومة التشغيل الهش، وإنعاش القطاعات الاقتصادية الأكثر تضرراً من جائحة «كورونا»، والحفاظ على النسيج الاقتصادي الحالي، وخصوصاً المؤسسات الصغرى والمتوسطة، ومكافحة الفساد.
يذكر أن تونس ستنطلق خلال السنة المقبلة في إعداد المخطط الخماسي الاستراتيجي للتنمية الاقتصادية للفترة 2021- 2025، وتطمح من خلاله إلى تجاوز الانعكاسات الاقتصادية السلبية التي خلفتها سنة 2020، وتأمل أن يمثل هذا المخطط منعرجاً حقيقيّاً في منوال التنمية، وبناء عقد اقتصادي واجتماعي جديد لتونس، هدفه القضاء على التفاوت بين الجهات، وتوفير فرص العمل أمام نحو 800 ألف عاطل عن العمل.
على صعيد متصل، كان البنك المركزي التونسي قد قدَّم قبل أيام مجموعة من المؤشرات الاقتصادية التي سجلت في معظمها تراجعاً نتيجة حالة الركود الاقتصادي. وقد أشار إلى أن العائدات السياحية تراجعت بنسبة 27 في المائة حتى 10 مايو (أيار) الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2019؛ حيث بلغت زهاء مليار دينار تونسي (حوالي 350 مليون دولار). كما تقلصت خدمة الدين الخارجي بنسبة 21 في المائة، وسجل المؤشر المرجعي لبورصة تونس تقلصاً بنحو 6.2 في المائة خلال فترة لا تزيد عن السنة. وشهد الحجم الإجمالي لإعادة تمويل الاقتصاد التونسي تراجعاً بنسبة 36 في المائة، ليمر من 16.1 مليار دينار تونسي، في 15 مايو 2019، إلى حدود 10.2 مليار دينار، خلال الفترة ذاتها من السنة الحالية.



بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.